ليلة دبلوماسية باريسية في أربيل (هه ولير) !
يونس حمد
من المؤمل أن يقوم إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية وعروس أوروبا وأحد الأعضاء الدائمين في أكبر منظمة سياسية دولية مجلس الأمن الدولي بزيارة لكوردستان بدعوة رسمية من السيد نيجيرفان بارزاني ، رئيس إقليم كوردستان.
وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات بين الجانبين ، فضلا عن تعزيز التعاون في إطار صداقة طويلة الأمد، فقد شهدت العلاقات الكوردية الفرنسية حركة ملحوظة خلال الثلاثين عاما الماضية حيث كانت هناك زيارات رسمية عديدة لمسؤولي البلدين لتكريس الرغبة المشتركة لتعزيز علاقات التعاون الثنائي.
فرنسا دولة عريقة في السياسة الدبلوماسية وعريقة في رسم السياسة الدولية خاصة في القرنين الماضيين ، لعبت فرنسا دورًا رئيسيًا في ترسيم حدود العالم مع بريطانيا العظمى ، وخاصة حدود الشرق الأوسط والقارة السوداء الافريقية .
خلال العقود الثلاثة الماضية كان لفرنسا دور في رسم حدود جديدة للشرق الأوسط وهو القرار رقم 688 بشأن حماية الشعب الكوردي من هجمات النظام العراقي السابق .. خلال السنوات السبع الماضية كان أول رئيس زار عضو دائم في مجلس الأمن الدولي فرنسا إلى أرض كوردستان ، وعبر الزيارة التاريخية للرئيس فرانسوا هولاند إلى مدينة أربيل ولقاء الرئيس مسعود بارزاني جددت هولاند زيارته كرئيس إلى أربيل في 2016.
لكن زيارة إيمانويل ماكرون لكوردستان في غضون الأيام القليلة القادمة تعتبر زيارة تاريخية لأن المنطقة الآن تمر بأحداث دراماتيكية يوما بعد يوم بالإضافة إلى إطار السياسة الحالية في المنطقة ككل ، وخاصة في الشرق الشرق الأوسط والأحداث الأخيرة في أفغانستان ..
زيارة ماكرون لأربيل تشبه ليلة ديبلوماسية باريسية بنكهة كوردية في أربيل ( هه ولير ). باريس سياستها الخاصة ، خاصة في التواصل والتعامل بعمق في تنظيم العلاقات مع الجهات الرسمية ، وأن إقليم كوردستان كيان دستوري وقانوني ، وكان له دور مهم مع التحالف الدولي في مكافحة الإرهاب, وهذا يدل على اهتمام الدول الكبرى بسياسة أربيل الحكيمة في التعامل مع الأحداث.
نعم زيارة الرئيس الفرنسي إلى أربيل العاصمة مهمة ، ولأن إقليم کوردستان يمثل إحدى الحلقات المهمة لتوازن الأمن والاستقرار لدول المنطقة ، فإن التطورات والتحديات التي يشهدها بالضرورة تؤثر على هذه الدول. الأمر الذي يفرض على هذه الدول ضرورة الاهتمام بها في جميع الحالات ومجالات وجوانب الحياة بما في ذلك السياسة والاستراتيجية والدبلوماسية. بطبع رئيس فرنسا يتابع كل التطورات في المنطقة وخاصة في تحديد سياسة جديدة للشرق الأوسط ، وسيكون دور أربيل الرئيسي فيها نتيجة لقدرتها على تطوير قوتها السياسية والعسكرية ، خاصة عندما كان لها دور في الحرب ضد الإرهاب ، كما يشير إلى العمق الاستراتيجي ، حيث تمثل أربيل العمق الاستراتيجي للشرق الأوسط ويمثل بوابة استقرار مهمة تجعله عاملاً مهماً لأمن واستقرار جميع دول المنطقة.
زيارة ماكرون في هذا الوقت وفي هذه الأحداث الهامة ستفتح الأجواء الساحرة لأربيل وجمال باريس لنوع من العلاقة الدائمة والداعمة.
باسنيوز