القاذفات الأمريكية تقصف مواقع طالبان في ثاني عاصمة إقليمية تعلن سيطرتها عليها
قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن قاذفات قنابل الأمريكية قصفت مواقع مسلحي طالبان في مدينة شيبرغان شمالي البلاد ضمن المعارك الدائرة لطردهم منها.
وأكد المتحدث باسم الوزارة فؤاد أمان لبي بي بي سي أن قاذفات بي 52 الأمريكية قتلت أكثر من 200 من مسلحي طالبان مما سيساعد القوات الحكومية على استعادة المدينة.
جاء ذلك في أعقاب إعلان حركة طالبان في وقت سابق السبت سيطرتها على مدينة شيبرغان، عاصمة إقليم جوزجان، وهي ثاني عاصمة لإقليم أفغاني تسقط في أيدي مقاتلي طالبان بعد مدينة زرنج عاصمة إقليم نيمروز التي سيطروا عليها الجمعة.
وتعتبر سيطرة طالبان على ثاني عاصمة إقليمية ضربة قوية للقوات الحكومية، وتصعيدا للصراع العسكري في البلاد.
بيد أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية يقول إن القوات الحكومية لا تزال في المدينة وستطرد طالبان "قريبا".وثمة تقارير عن معارك عنيفة في قندوز في الشمال ولشكر غاه في الجنوب.
وقالت الحركة إنها سيطرت على السجن الرئيسي في عاصمة الإقليم، الواقع شمالي البلاد، و "حررت " جميع السجناء.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، مئات المساجين يخرجون من السجن في شيبرغان، بعدما شن مقاتلو طالبان هجوما على المدينة.
وتعد شيبرغان معقل نائب الرئيس السابق للبلاد عبد الرشيد دوستم، والذي كان أتباعه يقودون المعارك ضد مقاتلي الحركة المتشددة.وقالت وسائل إعلام محلية إن 150 مقاتلا سافروا إلى شيبرغان لمساعدة القوات الحكومية التي كانت متمركزة في المدينة في صد هجوم مسلحي طالبان.
وسيطرت طالبان في البداية، على المجمع السكني الذي يقيم فيه حاكم الإقليم، وقال باربور إيشي، مدير المجلس المحلي في المدينة، إن طالبان تسيطر على المدينة بالكامل باستثناء قاعدة عسكرية لايزال القتال مستمرا حولها.
وقال فواد أمان، لبي بي سي إنّ القوات الحكومية لا تزال تسيطر على مطار المدينة، التي أقرّ في الوقت ذاته بسيطرة طالبان على أجزاء منها.
وقال أمان إن القوات الحكومية إنما تراجعت لتفادي وقوع مزيد من الضحايا بين المدنيين.
وقال الجيش الأفغاني إن عشرات من مسلحي طالبان، بينهم قادة بارزون، قُتلوا في لشكر غاه ، غير أن الحركة تنفي رواية الجيش.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قتلت طالبان المتحدث باسم الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني رميا بالرصاص في العاصمة كابول، كما نفذت هجوما بالقنابل على منزل القائم بأعمال وزير الدفاع.كما سيطرت طالبان على معابر حدودية مع عدد من دول الجوار خلال الأسابيع الأخيرة.
وأغلقت الحركة الحدود الأفغانية مع باكستان، وأظهرت صور عشرات الأفغان عالقين على الجانب الباكستاني من الحدود، غير قادرين على العودة إلى عائلاتهم.ويأتي ذلك وسط تقدم سريع لقوات طالبان للسيطرة على مناطق واسعة من البلاد بعد انسحاب القوات الأمريكية منها، ما أدى لنزوح الآلاف من السكان عن منازلهم.
وبدأت الولايات المتحدة قبل أسابيع برنامجا لنقل آلاف المتعاونين معها من الأفغانيين إلى خارج البلاد.
وسيطرت طالبان على مدينة زرنج عاصمة إقليم نيمروز قبل ساعات كأول عاصمة إقليمية تسيطر عليها بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وتعدّ زرنج مركزا تجاريا رئيسيا على مقربة من الحدود مع إيران. وبعد الاستيلاء على مناطق محيطة، واصل مسلحو طالبان الزحف إلى المدينة قبل السيطرة عليها.
وتشهد عواصم الأقاليم ضغطا متزايدا من قوات طالبان، خاصة مدن هيرات غربي البلاد، وقندهار ولشكر غاه عاصمة إقليم هلمند، في الجنوب.قال متحدث باسم شرطة نيمروز لوكالة رويترز للأنباء إن طالبان تمكّنت من الاستيلاء على زرنج بسبب نقص التعزيزات من جانب الحكومة.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور لمدنيين ينهبون منقولات من مبان حكومية.
وقد حضت الحكومتان الأمريكية والبريطانية مواطنيهما على مغادرة البلاد فورا جراء تردي الوضع الأمني هناك.
وحذرت الخارجية البريطانية الجمعة من هجمات محتملة قد يشنها المسلحون في أفغانستان. وعرضت السفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول تقديم المساعدة المالية لمواطنيها لتسهيل حصولهم على تذاكر طيران لمغادرة البلاد.