مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان يحذر من خطورة انسحاب التحالف الدولي من العراق
قال مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان، سفين دزيي، إنهم ليسوا مع انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، مشيراً إلى أن تكرار أحداث 2014 وعودة داعش للبروز خطر قائم.
وصرح سفين دزيي لشبكة رووداو الإعلامية، بالقول إن "العراق لا يزال بلداً يعاني من غياب الاستقرار، وتدخل الدول الأخرى في شؤونه الداخلية تهديد واضح، كما أن البلد يفتقر إلى قوة عسكرية ثابتة الأركان بحيث تستطيع منع تكرار التجارب السابقة التي ألحقت به أضراراً مادية وبشرية جسيمة".
بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق في العام 2011، ظهر داعش في 2014، وقال دزيي مشيراً إلى ذلك: "رأينا الكارثة التي حلت بالبلد في 2014، وكيف تمكن مسلحو داعش من احتلال ثلث مساحة البلد وسقط عشرات الآلاف ضحايا، واحتمال تكرار تلك التجربة لا يزال قائماً".
وأوضح مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان، الذي يتابع عن كثب الحوار التراتيجي بين العراق وأميركا، أن "العراق لا يزال بحاجة إلى بقاء قوات التحالف الدولي، فهناك فراغ أمني كبير في هذا البلد، وكذلك هناك فراغات أمنية واسعة بين مواقع قوات البيشمركة والقوات العراقية يستغلها داعش ويشن منها هجمات بصورة يومية ويذهب المواطنون ضحايا لتلك الهجمات".
تأتي تصريحات دزيي هذه بينما يزور وفد عراقي العاصمة الأميركية واشنطن لخوض جولة جديدة من الحوار الستراتيجي الأميركي – العراقي، وانطلق رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم (25 تموز 2021) من بغداد ليلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن المقرر أن يبحثا معاً مسألة انسحاب القوات الأميركية من العراق، إلى جانب مسائل الاقتصاد، الطاقة، التربية والتعليم، والأمن والمسائل العسكرية.
وحسب دزيي، لا يزال العراق بحاجة إلى بقاء القوات الأميركية، وقد أعلن المسؤولون في البلد ذلك مرات وفي مواقع أخرى أيضاً، وأشار مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان إلى أنه في حال كان مقرراً بقاء القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق، فإن "العراق هو الذي يقرر صورة بقاء تلك القوات وكيفية إلزامها بالسيادة العراقية، لكن من الخطأ أن تنسحب تلك القوات، فداعش الآن قد استعاد قواه وبدأ يشن هجمات، وهذا سيزيد مع انسحاب قوات التحالف ويظهر حينها خطر كبير يهدد أمن العراق".
وبيّن دزيي أن عدم الاستقرار القائم في العراق إلى جانب غياب التنظيم القانوني للقوات المسلحة ووجود فصائل كثيرة مسلحة خارج إطار القانون، واستعادة داعش لقواه، أمور تدعو إقليم كوردستان لعدم تأييد خروج التحالف من البلد.
وعلى حد قول مسؤول دائرة العلاقات الخارجية لإقليم كوردستان، فإن "رئاسة إقليم كوردستان والحكومة والأحزاب السياسية في إقليم كوردستان أكدت كل مرة أنها ليست مع خروج قوات التحالف الدولي من البلد حالياً، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث فراغ وخطر على العراق".
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أن العراق لم يعد بحاجة إلى تواجد قوات مقاتلة أجنبية في العراق، وأنهم طلبوا من الأميركيين الاستمرار فقط في تدريب القوات العراقية، لكن ذلك ليس موضع ترحيب من قسم كبير من القوى السياسية والمسلحة الشيعية.
بات بعض الفصائل المسلحة في العراق، منذ سنة وخاصة بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، لا يتوانى عن تسديد ضربات للقوات الأميركية من الجو والأرض، وبحجة وجود القوات الأميركية شنت تلك الفصائل عدة هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على أربيل، استهدف آخرها منطقة حرير في 23 تموز 2021.
وعن تلك الهجمات، قال دزيي: "أبلغنا التحالف الدولي والأميركيين بأن تلك الهجمات يجب إيقافها، فرغم أنها لا توقع أضراراً إلا أنها مزعجة، وقلنا لهم إن الرد عليها يجب أن يأتي في حينه".
روداو