أفغانستان: هل يعيد التاريخ الدامي نفسه؟
تواصل الصحف البريطانية الاهتمام بالأحداث الجارية في أفغانستان. وتساءلت صحيفة " التايمز" البريطانية إن كان تاريخ البلاد الدامي سيعيد نفسه؟ بينما نشرت التلغراف تقريراً عن سعي حركة طالبان إلى التقارب مع الصين. وكتبت الغارديان عن اتهامات لرئيس الوزراء البريطاني ووزيرة الداخلية بالنفاق حول الحملة العنصرية التي تعرض لها لاعبو منتخب إنجلترا السود.
هل تاريخ أفغانستان الدامي، محكوم بإعادة نفسه؟
تساءل المحلل السياسي شارل بريمنر في صحيفة "التايمز" البريطانية عن مصير أفغانستان وسط التطورات الأخيرة، وكتب تحت عنوان " هل تاريخ أفغانستان الدامي، محكوم بأن يعيد نفسه؟" أنّ محاولة الرئيس الأميريكي جو بايدن إضفاء لمسة إيجابية على خروج الولايات المتحدة من أفغانستان لها صدى مألوف.
وذكّر الكاتب بتجربة رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشيف، عند سحب قواته من أفغانستان "بعد ثمان سنوات من الاحتلال الذي أودى بحياة مئات الآلاف من الأفغان و 15 ألف جندي سوفيتي"، بحسب بريمنر.وقال الكاتب إن "تلك الواقعة الكارثية عجّلت في انهيار الاتحاد السوفيتي بعد ثلاث سنوات على انسحاب آخر القوات".واستعاد بريمنر تاريخ الغزوات الدامية لأفغانستان منذ ما قبل الميلاد، مشيراً إلى أن معظمها انتهى بشكل سيء.
وتابع قائلاً إن الولايات المتحدة غزت أفغانستان عام 2001 بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد وإيوائها أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة خلال هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
وأشار الكاتب إلى عودة نفس المقاتلين إلى الظهور مع خروج الولايات المتحدة من البلاد.
وقال إن الأميريكيين قد يشعرون بارتياح لإخراج أنفسهم من حرب لا نهاية لها في أرض بعيدة، لكن أفغانستان لن تغيب عن اهتمام قوى أجنبية، مشيراً إلى روسيا والصين.
وختم الكاتب قائلاً إن خروج القوات الأميريكية، لا يعني توقف أفغانستان عن التسبب بصداع جيوسياسي لواشنطن.
طالبان تحرّم قتال المسلمين الإيغور سعياً للتقرب من الصين
نشرت صحيفة التلغراف تقريراً عن سعي حركة طالبان لبناء علاقات مع الصين. وقالت إن الحركة تأمل بالتحدث مع بكين بشأن إعادة إعمار أفغانستان في أٌقرب وقت ممكن.
وذكرت تلغراف أن طالبان رفضت إدانة اضطهاد الصين للمسلمين في إقليم شينجيانغ، وأنها بدلاً من ذلك، "تغازل بكين بقولها إنها لن تؤوي مقاتلي الإيغور في المنطقة التي يسيطرون عليها".ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الحركة قوله لصحيفة صينية إن الحركة تعتبر الصين بلداً "صديقًا" لأفغانستان وتأمل في التحدث إلى بكين بشأن الاستثمار في أعمال إعادة الإعمار في أقرب وقت ممكن.
وأضاف المتحدث الذي يدعى سهيل شاهين أن طالبان لن تسمح بعد الآن لمقاتلي الإيغور المنحدرين من إقليم شينجيانغ، الذين لجأ بعضهم سابقًا إلى أفغانستان، بدخول البلاد.
وأشارت التلغراف إلى أنّ شاهين قال سابقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن الحركة تسعى إلى مساعدة المسلمين في شينجيانغ من خلال الحوار مع الصين. وأضاف: "نحن لا نعلم التفاصيل".
وقالت الصحيفة إن عدم إدانة الحركة لما يحدث للمسلمين الإيغور في الصين، سيعرضها لاتهامات بالنفاق.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لطالما استاءت الصين من وجود القوات الغربية في أفغانستان، لكنها تخشى أيضًا من أن تصبح قاعدة لمتمردين قد يهددون أمن إقليم شينجيانغ الذي حدود مشتركة بطول 50 ميلًا مع أفغانستان.
وتابعت الصحيفة أنه رغم ذلك تنظر الصين إلى تصريحات طالبان بحذر، بعد قولها سابقاً إنها لن تستضيف تنظيم القاعدة.اتهام بوريس جونسون بـ"النفاق"
قالت صحيفة الغارديان إن رئيس الوزارء البريطاني بوريس جونسون ووزيرة الداخلية بريتي باتل، تعرّضا لاتهامات بـ"النفاق"، رغم إدانتهما للعنصرية تجاه لاعبي منتخب إنجلترا عقب الخسارة في نهائي يورو 2020.
وسبب التهمة أنهما رفضا سابقاً انتقاد الجمهور الذي استهجن جثو اللاعبين على ركبتهم في أرض الملعب، رفضاً للعنصرية.
وكان كلّ من جونسون وباتل عبرا عن ذهولهما من الإساءة التي طالت اللاعبين السود الثلاثة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إضاعة ركلات الترجيح.
ونقلت الصحيفة انتقادات لتصريحات جونسون وباتل حول ما تعرّض له اللاعبون.
ونشرت الغارديان تغريدة لاعب إنجلترا تايرون مينغز الذي قال رداً على بيان وزيرة الداخلية: "لا يمكنك إذكاء النار في بداية البطولة من خلال وصف رسالتنا المناهضة للعنصرية بأنها إشارات سياسية، ثمّ التظاهر بالاشمئزاز عندما يحدث الأمر الذي نقوم بحملة ضده".
وذكرت الصحيفة أن زعيم حزب العمال كيير ستارمر انتقد رئيس الوزراء قائلاً إنه "فشل في اختبار قيادته، لأنه مهما قال اليوم عن العنصرية، كان لديه خيار بسيط في بداية هذه البطولة في ما يتعلق بإطلاق صيحات الاستهجان ضدّ أولئك الذين كانوا يجثون على الركبة".
ونقلت الصحيفة عن مدافع المنتخب الإنجليزي السابق غاري نيفيل الذي قال لشبكة سكاي نيوز: "رئيس الوزراء قال إنه من المسموح لسكان هذا البلد أن يطلقوا صيحات الاستهجان ضدّ اللاعبين الذين كانوا يحاولون تعزيز المساواة ومناهضة العنصرية. الأمر يبدأ من القمة. لم أتفاجأ بأني استيقظت على تلك العناوين. كنت أتوقع ذلك في اللحظة التي أضاع فيها اللاعبون الثلاثة (الركلات الترجيحية)".