• Wednesday, 15 May 2024
logo

القنصل الاميركي روب والر صديقا للكورد

القنصل الاميركي روب والر صديقا للكورد

عد فترة وجيزة من وصولي إلى أربيل أعدت صياغة مقولة كوردية شائعة بطريقتي الخاصة وأشرت إلى أنه "يُمكن للكورد الاعتماد على صديقين؛ وهما: الجبال والولايات المتحدة الأميركية"، والآن مع انتهاء مهام منصبي كقنصل عام للولايات المتحدة، أؤمن أكثر من أي وقت آخر بأن العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وشعب هذا الإقليم ستكون طويلة الأمد.

يعود تاريخ صداقتنا إلى العديد من العقود الماضية، وحينما ألقيت في نيسان 2021 خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الثلاثين لإنشاء الملاذ الآمن، قرب متنزه منارة في أربيل، كلمة على مسامع الحاضرين، ذكّرتُ بهذا النصر العسكري والإنساني والذي أعاد قبل 30 عاماً من الآن، الروح إلى هذا الرابط الخاص بين شعبينا، ووضع الأساس لهذا الإقليم والذي جئت لافتخر به.

أشعر بالفخر بأنني استطعت خلال العام الماضي أداء دور متواضع في المزيد من البناء على ذلك الأساس، ورغم جميع تحديات الجائحة العالمية، نجحنا في إضافة المزيد من اللَّبِنَات لتقوية أواصر العلاقة وتمتينها أكثر، لقد استذكرنا معاً تاريخاً مشتركاً يعود لثلاثين عاماً ماضية، وفي الوقت ذاته صنعنا التاريخ.

حكومتي قامت بدعم حلفائنا الكورد في استمرار وضع البيشمركة تحت إمرة قيادة واحدة، وخلال العام الماضي منحنا أكثر من 250 مليون دولار كمساعدات أمنية، وبالنتيجة، فإن البيشمركة الشجعان الذين ساعدوا في دحر داعش هم الآن في موقف أقوى لحماية الإقليم للأجيال المقبلة، فوجود قوات بيشمركة أكثر توحيداً يعني إقليم كوردستان أقوى وأوحد وكذلك عراق أفضل.

مع مواجهة أسوأ وباء عالمي في العصر الحديث، بدأ الأصدقاء في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بالعمل على مساعدة إقليم كوردستان في مكافحة فيروس كورونا، وقمنا بمنح سيارات الإسعاف والمستلزمات والمعدات الطبية لمسؤولي الصحة في أربيل وقمنا بمنح تمويل عاجل لبناء وحدات عزل مرضى كورونا في دهوك، كما وفرنا شاحنات مُبرّدة لمسؤولي الصحة في السليمانية للمساعدة على حملات نقل وتوزيع اللقاح. كأكبر جهة مانحة في برنامج كوفاكس، ساهمت الولايات المتحدة الأميركية في منح مئات الآلاف من جرعات اللقاحات للشعب العراقي.

و على الصعيد الاقتصادي، عملنا مع مؤسسة تنسيق التنمية المالية على تخصيص 250 مليون دولار كاستثمارات في قطاع الغاز والنفط بالإقليم، كما عملنا جنباً إلى جنب مع غرفة التجارة الأميركية لدعوة الشركات الأميركية في المساهمة بإنعاش القدرات الاقتصادية للإقليم، نحن نقوم من دهوك إلى السليمانية بتحفيز روح العمل والمبادرة لدى الشباب من خلال الاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة ولذا نحن ندرك جيداً أن المحرك الديناميكي المتمثل بالقطاع الخاص هو ما يغذي إرساء الأمن والازدهار.

إذا كان غنى أي حضارة يرتبط بثروتها الثقافية والتاريخية، فإن إقليم كوردستان غنيُّ مثل أي مكان آخر على سطح الأرض، من معبد لالش حتى بوابة بادينان، ومن مزار النبي ناحوم حتى التراث غير المادي المتمثل بالقطع الأدبية والموسيقية الثمينة، أنا وفريقي نعتَز بالعمل مع رفاقنا الكورد وبعض أبرز المؤسسات العالمية لحماية الثقافة والتراث الغزير لإقليم كوردستان، والتي ستكون متاحة إلى الأبد للأجيال المقبلة.

على الرغم من نجاحاتنا الكثيرة، علينا أن نبقى متيقظين تجاه التحديات وكذلك حيال أي شيء قد يحدث شرخاً في الأساس الذي بنيناه بالعمل الدؤوب والجهود الحثيثة، يجب أن يكون التزامنا المشترك بحقوق الإنسان ثابتاً على الدوام، حتى في الأوضاع الاقتصادية العصيبة، لكي يصبح حقوق الإنسان أولوية قصوى في إقليم كوردستان ويكون نموذجاً لجيرانه، وسيتألق هذا النموذج بألمع صورة إذا ما بقي موحداً من الناحية السياسية، فوجود إقليم كوردستان موحد خيرٌ لشعب إقليم كوردستان والعراق والعالم.

فترة خدمتي هنا كانت هي الأبرز على مستوى عملي كدبلوماسي، لن أنسى حسن ضيافة الكورد الكرماء، وعلى الرغم من أن الأمر يستدعي أن يقضي الدبلوماسيون وقتاً أطول مع الأغنياء وأصحاب السلطة، لكنني لم أشعر بالفخر أكثر من الوقت الذي تقاسمت فيه كِسرة الخبز مع المواطنين الكورد البسطاء، (زور سوباس/ شكراً جزيلاً) من صميم قلبي لكم جميعاً، ورغم أنني سأشتاق إلى عظمة وجمال جبال إقليم كوردستان، فإنني سأفتقد عظمة شعبه أكثر من الجبال بكثير.

روب والر، القنصل العام للولايات المتحدة الأميركية في أربيل

 

 

روداو

Top