التحالف الدولي : داعش يعيد تنظيم صفوفه بسبب ميليشيات إيران
حذّر التحالف الدولي ضد تنظيم داعش ، الذي تقوده الولايات المتحدة ، يوم السبت ، أن الأخير أعاد تنظيم صفوفه في محافظة ديالى العراقية (شمال بغداد) ومناطق أخرى في شرق سوريا، ملقياً اللوم في ذلك على الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران(في اشارة الى ميليشيات الحشد الشعبي) التي تضيق الخناق على السكان المحليين.
في التفاصيل ، أوضح قائد مركز التنسيق المشترك في التحالف الدولي الكولونيل ديف وليامز، أن داعش يعمل على تنظيم صفوفه في ديالى (مركزها بعقوبة) ، مشيراً إلى أن الميليشيات الخارجة على القانون تضايق السكان السُنة وتدفعهم إلى الانخراط في صفوف التنظيم.
هجماتها لاتجدي نفعاً
مضيفاً ، أن هجمات تلك الميليشيات المستمرة ضد القوات الأميركية قد أدت إلى تشتيت الأخيرة عن مهمتها الأساسية في العراق المتمثلة بمحاربة داعش.
ومن جهة أخرى، فإن المضايقات الطائفية التي يتعرض لها الشباب السنة في العراق، يدفع العديد منهم للانخراط في صفوف داعش .
كما شدد في تصريحات لقناة تلفزة كوردستان 24 ، وطالعتها (باسنيوز) على أن تلك الميليشيا لا تحل أي مشاكل، بل تجعل الوضع أكثر تعقيداً.
كذلك لفت إلى أن تهديدات الميليشيات وهجماتها، التي تحاول دفع القوات الأميركية إلى الانسحاب من العراق، لا تجدي نفعاً، في إشارة منه إلى الاعتداءات المتكررة التي تطال قواعد أميركية في البلاد.
داعش مازال خطراً
في سياق متصل، أكد وليامز على أن تنظيم داعش مازال يشكل خطراً كبيراً، لافتاً إلى أن التحالف الدولي يحاول القضاء عليه، بينما تخلق الميليشيات الخارجة عن القانون مشاكل كثيرة في هذا الإطار.
وتحدث المسؤول الأمريكي عن التنسيق بين البيشمركة والجيش، وقال إن القادة السياسيين ، ولا سيما رئيس الحكومة مسرور بارزاني ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد بذلوا جهوداً لإنشاء مراكز مشتركة بين الجانبين.
وأشار إلى أنه تم إنشاء أربعة مراكز للتنسيق الأمني المشترك بين الجيش والبيشمركة في المناطق الكوردستانية الخارجة عن إدارة إقليم كوردستان او ماتسمى بـ(المتنازع عليها) ، وأكد تنفيذ عمليات مشتركة بين البيشمركة والجيش لـ"تحييد" تهديدات داعش وتطهير بعض هذه المناطق وسد الفراغ الأمني فيها .
كاشفاً عن أن التحالف يعمل على المساعدة في إنشاء ألوية ضمن قوة مشتركة تتألف من الجيش العراقي وقوات البيشمركة لسد الثغرات الأمنية.
وخلص المسؤول الأميركي إلى أن الخطة الجديدة ستتمثل في نقل الوحدات المشتركة إلى المناطق المتنازع عليها(في إشارة الى المناطق الكوردستانية المستقطعة) بـ"هدف ملاحقة فلول داعش".
الميليشيا تصعّد بتكتيك جديد
يشار إلى أن الميليشيات العراقية كانت صعّدت خلال الأسابيع الماضية هجماتها ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا، وفق استراتيجية جديدة تعتمد نهج الهجمات المزدوجة (الصواريخ والطائرات المسيّرة) في آن واحد، في تكتيك تسعى من خلاله إلى إرباك المنظومة الدفاعية في رصد ومتابعة الهجومين في اللحظة ذاتها.
ومنذ بداية العام، استهدف أكثر من 40 هجوماً المصالح الأميركية في العراق، بينها السفارة في بغداد وقواعد عسكرية عراقية تضم أميركيين، ومطاري بغداد وأربيل، فضلا عن مواكب لوجستية للتحالف الدولي ضد داعش، الذي تقوده واشنطن.
العالم بأسره صديق للكورد
وفي اجابته على سؤال فيما لو تكرر سيناريو الانسحاب الأمريكي من أفغانستان في العراق مما ينذر بدخول البلاد في دوامة من الفوضى ، قال قائد مركز التنسيق المشترك للتحالف الدولي الكولونيل ديف وليامز ، إن للدول الغربية ممثلين في إقليم كوردستان "ولا يمكن التحدث نيابة عنهم".
وأضاف وليامز "هذا قرار سياسي".
وأشار إلى أن الحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد لا يزال متواصلاً وسيتمخض عن "قرار يحسم مصير قوات التحالف في العراق".
وبدد وليامز مخاوف الكورد من الانسحاب بالقول "لا أعرف إلى أي منحى يتجه (الحوار الإستراتيجي)، ولكن العالم بأسره صديق للكورد وليس الجبال وحدها".
وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال ممثل إقليم كوردستان في الحوار الإستراتيجي الأمريكي – العراقي فوزي حريري إنه يتوقع أن تتوصل بغداد وواشنطن خلال حوارهما إلى اتفاق يقضي بوضع آلية لجدولة انسحاب القوات الأجنبية من البلاد في مدة لا تتجاوز عاماً.
وينتشر في العراق وإقليم كوردستان نحو ثلاثة آلاف جندي من قوات التحالف الدولي بينهم 2500 جندي أمريكي لتقديم الدعم والمشورة للقوات العراقية والبيشمركة في الحرب ضد داعش.
باسنيوز