تقرير: إيران تشكل ميليشيات مصغرة سرية في العراق .. تتبع مباشرة للحرس الثوري
كشف تقرير غربي، يوم الجمعة، أن إيران انتقت مئات العناصر «الموثوق بهم» من بين كوادر أقوى الميليشيات الحليفة لها في العراق، لتشكل بهم فصائل أصغر تضم عناصر من «النخبة»، في تكتيك جديد يقلل من اعتمادها على الميليشيات المعروفة التي عملت معها لسنوات.
وقالت رويترز، إن المجموعات السرية الجديدة تم تدريبها منذ العام الماضي على حرب الطائرات المسيرة والمراقبة والدعاية عبر الإنترنت والتواصل بشكل مباشر على ضباط فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
ووفقا لروايات مسؤولين أمنيين عراقيين وقادة ميليشيات ومصادر دبلوماسية وعسكرية غربية، فإن هذه المجموعات مسؤولة عن سلسلة من الهجمات المعقدة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في العراق والمنطقة.
ويذكر التقرير، إن إيران اعتمدت هذا التكتيك الجديد بعد الانتكاسات التي تعرضت لها في العراق مؤخراً، والمتمثلة بتراجع شعبية الميليشيات الموالية لها نتيجة الاحتجاجات ضد النفوذ الإيراني ومقتل قاسم سليماني في ضربة أمريكية مطلع عام 2020.
ويشير التقرير، إلى أن مقتل سليماني، الذي كان يدير ملف الميليشيات الشيعية في العراق، شكّل ضربة قوية لطهران، لأن «خليفته اسماعيل قاآني لا يمتلك ذات التأثير على قادة الميليشيات الذين انقسموا وبات من الصعب السيطرة عليهم، بعد أن غاب سليماني عن المشهد العراقي»، لافتاً إلى أن إيران ترى أن الاعتماد على مجموعات أصغر فيه «مزايا تكتيكية أكثر نجاعة، لأنهم أقل عرضة للاختراق، ويمكنهم استخدام أحدث التقنيات التي طورتها إيران لضرب خصومها، مثل الطائرات من دون طيار».
ونقلت رويترز عن مسؤول أمني عراقي، أن «الفصائل الجديدة مرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني.. إنهم يأخذون أوامرهم منهم وليس من أي جانب عراقي».
كما نقلت عن أحد قادة الميليشيات الموالية لإيران، قوله: «يبدو أن الإيرانيين شكلوا مجموعات جديدة من أفراد تم اختيارهم بعناية كبيرة لتنفيذ الهجمات والحفاظ على السرية التامة»، مضيفاً «نحن لا نعرف من هم».
ويؤكد مسؤولون أمنيون عراقيون، أن ما لا يقل عن 250 مقاتلا سافروا إلى لبنان على مدى عدة أشهر في عام 2020، حيث تلقوا تدريبات على يد مستشارين من الحرس الثوري الإيراني وجماعة حزب الله اللبنانية.
التدريبات شملت كيفية إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ وزرع القنابل، بالإضافة إلى الترويج لأنباء الهجمات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر أحد المسؤولين الأمنيين العراقيين، أن «المجموعات الجديدة تعمل في الخفاء، كما أن قادتها غير معروفين ويخضعون مباشرة لضباط الحرس الثوري الإيراني».
وقال مسؤولون أمنيون عراقيون ومصادر غربية، إن الجماعات الجديدة تقف وراء الهجمات التي استهدفت القوات التي تقودها الولايات المتحدة في قاعدة عين الأسد الجوية العراقية هذا الشهر، ومطار أربيل الدولي في نيسان / أبريل الماضي، والسعودية في كانون الثاني / يناير من هذا العام، واستخدمت فيها جميعا طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، وفق رويترز.
وخلال السنوات الماضية، دعمت إيران الميليشيات الكبيرة في العراق مثل كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء وعصائب أهل الحق، لكن مع مقتل سليماني، وخروج آلاف العراقيين للشوارع للاحتجاج وانتقادهم علنا للجماعات المرتبطة بطهران، أصبح المسؤولون في إيران مرتابين من أن بعضا من هذه الميليشيات «بدأت تفقد شعبيتها»، بحسب التقرير.
وقال أحد قادة الميليشيات، إن «الإيرانيين يعتقدون أن معلومات مسربة من إحدى الميليشيات ساعدت في مقتل سليماني، كما أنهم لاحظوا حصول انقسامات بين قادة الميليشيات في مسائل تتعلق بمصالح الشخصية وصراعات حول النفوذ».
وقال آخر، إن «اللقاءات والاتصالات بيننا وبين الإيرانيين تضاءلت، ولم يعد لدينا اجتماعات منتظمة كما أنهم توقفوا عن دعوتنا إلى إيران».
ولفت التقرير إلى أن «فيلق القدس بدأ في اختيار العناصر الموثوقة لعزلهم عن الفصائل الرئيسية، وذلك في غضون أشهر بعد مقتل سليماني».
وخلال في العام الماضي، بدأت مجموعات لم تكن معروفة من قبل في إصدار بيانات تتبنى خلالها مسؤولية هجمات صاروخية وتفجير عبوات ناسفة ضد مصالح أمريكية في العراق.
وغالبا ما صنف مسؤولون غربيون وتقارير صادرة عن مراكز بحوث، الجماعات الجديدة بأنها واجهات لكتائب حزب الله أو ميليشيا معروفة أخرى، لكن المصادر العراقية تؤكد أنهم «منفصلون بالفعل ويعملون بشكل مستقل»، وفق رويترز.
وقال مسؤول حكومي عراقي للوكالة: «في عهد قااني، يحاولون إنشاء مجموعات تضم بضع مئات من الرجال من هنا وهناك.. من المفترض أن يكونوا موالين لفيلق القدس فقط.. إنهم جيل جديد».
باسنيوز