• Monday, 22 July 2024
logo

نيجيرفان بارزاني: أغلب المواد المتعلقة بحقوق الكورد في الدستور العراقي لم تنفذ

نيجيرفان بارزاني: أغلب المواد المتعلقة بحقوق الكورد في الدستور العراقي لم تنفذ

أكد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني أن أغلب المواد المتعلقة بحقوق إقليم كوردستان في دستور العراق لم تنفذ من قبل الحكومة العراقية، مشيراً إلى أن جميع إنجازات الكورد تحققت بوحدة صفّهم.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، في مؤتمر خاص بعنوان "الوحدة والدستور" نظمته جامعة كوردستان - أربيل، الأربعاء (19 أيار 2021). 

وقال نيجيرفان بارزاني في كلمته إن "إقليم كوردستان يريد دستوراً حامياً لكل مكونات إقليم كوردستان" مضيفاً: "تمكنا من تحقيق المكاسب سويّاً".

رئيس إقليم كوردستان أوضح أن "هدفنا من الدستور هو ضمان سيادة القانون وحماية المواطنين في إقليم كوردستان"، مشيراً إلى أن "حكومة إقليم كوردستان ستبدأ بخطوات فعليّة في كتابة دستور إقليم كوردستان".

وأشار نيجيرفان بارزاني خلال كلمته إلى "ضرورة شعور كل الأطراف في الحكومة بالمشاركة في اتخاذ القرار" مشدّداً على "وجوب تحمل تلك الأطراف مسؤولية المشاركة عند تحقيق الإنجازات ومواجهة الإخفاقات أيضاً".

نيجيرفان بارزاني أكد أن ما يجمع الأطراف في إقليم كوردستان أكثر بكثير مما يفرقها، عادّاً التخلي عن فكرة اللجوء للسلاح في حلّ المشاكل الداخلية تقدّماً "كبيراً جدّاً".
 

وفيما يلي نص كلمة رئيس إقليم كوردستان:

"في البداية أودّ أن أشكر كل الحضور المحترمين الذين أغنوا المؤتمر بكلماتهم وآرائهم، أشكر رئيس حكومة إقليم كوردستان، أشكر السيدة ريواز، وأتوجه بشكر خاص إلى السيدة جينين بلاسخارت الممثلة الخاصة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة في العراق، فمشاركتها في المؤتمر وبقائها معنا منذ الصباح دليل واضح على دعمها وجدية العملية السياسية في كوردستان والعراق. شكراً جزيلاً.
  
قيل الكثير حول الوحدة والدستور، ومن المؤكد كانت هنالك بعض الأشياء أنوي الحديث عنها تحدّث عنها رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني، وأكملتها السيدة ريواز، لكن ما أريد قوله عن موضوع الدستور، الدستور هو أداة لتحقيق غاية، ما غايتنا نحن من كتابة الدستور؟.

نحن نريد الدستور من أجل إعادة تنظيم النظام السياسي في إقليم كوردستان، نريد الدستور من أجل جعل القانون سائداَ، نريد الدستور من أجل أن تشعر جميع مكونات إقليم كوردستان بالأمان وبمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم، هذه هي غايتنا.

الهدف من كتابة الدستور هو حماية المواطنة وذلك يعتبر أهم هدف في كتابته، نحن لدينا اختلافات كثيرة في هذا البلد، في العراق بشكل عام وفي إقليم كوردستان أيضاً، وإننا لا نطلق على المكونات التي تعيش في إقليم كوردستان أقليات، لأن جمال كوردستان يكمن في التعايش الموجود بيننا وبين باقي المكونات التي تعيش معنا في هذه البلاد، جمال كوردستان يكمن في ذلك.
  
أذكركم، عندما جاء تنظيم داعش باتجاه إقليم كوردستان عام 2014، أبدى الرئيس الأميركي دعمه لإقليم كوردستان وقال حينها: هناك تعايش، والشيء الذي يجب علينا أن نفخر به جميعاً باستمرار هو وجود التعايش في هذه البلاد، جمال كوردستان بالقوميات المختلفة التي تعيش فيه فنحن جميعاً كوردستانيوين، ومن المؤكد يجب أن يضمن الدستور ذلك لكل المكونات.

إن ما تم مناقشته في الجلسة السابقة (الجلسة الثالثة: حقوق وحريات المكونات في إقليم كوردستان) يبيّن أننا مازلنا غير مطمأنين، لذا يجب على الدستور القادم أن يطمئن الناس. كما ذكرت السيدة ريواز، مع كامل الشكر بدأ برلمان إقليم كوردستان بكتابة الدستور وقام بمناقشة الموضوع معنا ومن الواضح أننا نحتاج إلى مناقشة هذا الموضوع مع القوى السياسية والمجتمع المدني، لأنه مثلما ذكر رئيس الحكومة هذا الصباح وأنا أريد أن أوكد على ذلك، الدستور ليس لحزب سياسي واحد ولا لقومية واحدة ولا لمكون واحد، الدستور لكل الكوردستانيين الذين يعيشون في إقليم كوردستان. لذلك يجب أن يعكس توجهات الجميع ويهتم بكل المكونات الموجودة في إقليم كوردستان، ذلك مهم جداً، وبالتأكيد سنقوم في رئاسة إقليم كوردستان بالتعاون مع برلمان إقليم كوردستان مع رئاسة حكومة إقليم كوردستان ببدأ خطوات فعليّة في كتابة الدستور.

لا شك أننا لاحظنا جزءاً مما أشار إليه الدكتور كاوا، جولتنا لم تنتهي وسنقوم بزيارة الأطراف الأخرى. وبالتأكيد سنتوقف عند هذه المسألة بجدّية كبيرة، نحن نريد دستوراً لإقليم كوردستان يطمئن ويلبي طموحات كل مكوناته.

نوقشت مسألة الوحدة، الوحدة شيء مهم جداً، ونحن على مر التاريخ كنا متحدين في مراحل عديدة، لاشك بأننا كأحزاب مختلفون والاختلافات الحزبية كثيرة، لكن يجب علينا أن نتفق على شيء واحد، أن يجمعنا تعريفاً واحداً، أن يجمعنا شيئاً واحداً. على سبيل المثال، في حين الحرب على داعش جسدت البيشمركة هوية لفّت جميع الكوردستانيين من حولها، وذلك كان شرفاً كبيراً. في وقت الحرب على داعش لم يميز أحداً بين المنتمين للحزب الديمقراطي الكوردستاني أو حزب الاتحاد الوطني أو حزب التغيير، ولا بين المسيحي والإزيدي، كل الأطراف دافعت عن كوردستان، أصبحت البيشمركة رمزاً وهوية وطنيّة.

يجب علينا تنمية ذلك، كما يتوجب علينا أن نحاول أكثر لخلق هوية مشتركة لأنفسنا في إقليم كوردستان تتفق عليها جميع الأطراف، والمحتمل أن يمثل الدستور باباً يمكننا من معرفة حقوقنا وواجباتنا، وإذا علمنا ذلك جميعاّ بإمكاننا تنمية مفهوم المواطنة في هذه البلاد.
فيما يتعلق بالمبادئ التي تحافظ على إقليم كوردستان، لنراجع المحطات السابقة في سنة 1991 عندما انشأت الجبهة الكوردستانية وشاركت فيها كل القوى تمكنا من تحقيق إنجازات كبيرة، لأننا كنا متّحدون، وفي محطات أخرى بعد كتابة الدستور العراقي كنا متحدون، وحين الحرب على داعش كنا إلى حد كبير متحدون، وفي وقت قريب عندما نوقشت بعض المسائل في مجلس النواب العراقي كنا متحدون واستطعنا تحقيق بعض المكاسب، لكن السؤال هنا هل انتهت مهمّتنا في الاتحاد؟ أم يجب علينا تمكين اتاحدنا؟

يجب علينا معرفة هذه الحقيقة، إن ما جاء في دستور العراق حول إقليم كوردستان يعتبر وثيقة تاريخية مهمّة جداً بعد عام 1070، نحن بأيدينا وثيقة تاريخية مهمة جداً، الدستور العراقي الذي كتب بعد عام 2003 هو وثيقة بأيدينا فقط.. لنسأل أنفسنا منذ عام 2003 وحتى اليوم هل قامت الحكومة في بغداد بتنفيذ الدستور وتلك الحقوق الدستورية المتعلقة بإقليم كوردستان؟ من كل الجوانب لم تنفذ الدستور أبداً.

نعيش في هذا الوضع منذ عام 2003، ولا يوجد شيئاً يمكننا أن نقول أنه اختلف بعد سقوط نظام البعث، كنا نواجه هذا الوضع في إقليم كوردستان. واليوم إذا سألت جميع الكوردستانيين عن مدى اطمأنانهم على مستقبلهم في هذه البلاد، اعتقد أن الجميع سيجيب بـ (لا)، لآنه مع الأسف الشديد حتى الآن لم يتم تنفيذ أغلب المواد الدستورية المتعلقة بإقليم كوردستان. كيف سيتم تنفيذ تلك المواد؟ كيف سيتم تنفيذ هذا الدستور؟ إن اول شرط لتنفيذ الدستور أو لمحاولة تنفيذ ذلك الدستور هو الاتحادنا، نحن بهذا الانقسام لن نتمكن من مساعدة انفسنا كما لن نتمكن من مساعدة العراق أيضاً. اليوم هناك تحديات كبيرة تواجه إقليم كوردستان.

 

 

 

روداو

Top