نيجيرفان البارزاني.. هل خالف فتواه تقواه في تصريحه الأخير في بغداد؟!!
رب سائل يسأل إذا كان كما تقول, لماذا يصرّح هكذا تصريح وفي مؤتمر صحفي وعلى الملأ؟ كيف تفسر هذه إذاً؟ اولاً: علينا أن نُعرّف السياسة ومن هو السياسي؟ السياسة في ابسط تعريف له هو فن إدارة الدولة أو هو فن الممكنات, أما الواقعيّون فعرفوها بأنها فنٌّ يقوم على دراسة الواقع السياسي وتغييره موضوعيا.ً ومن هو السياسي الناجح؟ حسب علماء علم السياسة, السياسي البارع هو الذي يعمل على تبني النقاط المشتركة بينه وبين الطرف المقابل ويعمل على تعزيزها وتنميتها لتخدم في النهاية مصلحة بلده, ويتفادى نقاط الخلاف لكي لا تضعف الروابط بينه وبين الطرف الآخر.
إذاً على غرار هذه التعاريف إن السياسة هي فن التعامل مع الواقع الذي يفرضه الظروف التي تحيط بالسياسي, والسياسي الناجح يتصرف وفق المعطيات الموجودة على الارض وأن لا يكون نرجسيا كما يتصور المثاليون. ولو نظرنا إلى الظروف التي يمر بها الاقليم لوجدنا أنها لا تخدم الإقليم بأي شكل من الاشكال, والظروف الاقليمية والدولية تفرض علينا ككرد أن نكون اليوم جزأ من العراق وأن نتعامل مع العراق على هذا الاساس, لذا ليس من المنطق تجاهل هذا الواقع والسباحة ضد التيار.
لذلك حين صرح رئيس الاقليم بهذا التصريح اراد به اولاَ أن يوصل رسالة الى العراقيين والنخب العراقية- التي لا عمل لها سوى الترويج ليل نهار في الفضائيات بأن الاقليم لا يعترف بالعراق, وهناك الكثير حتى من ابناء جلدتنا يُطبّلون لهذا, حتى يُؤججوا الشارع العراقي ضد الإقليم- بأن هذا ليس صحيح ها... أنا أقولها لكم بأن الكرد يعتزون بعراقيتهم. مما لا شك فيه أن مثل هذا تصريح ستًبْكم الكثير من الافواه. علما أن هذا التصريح لا يُعجب الكثير من السياسيين العراقيين وبعض السياسيين الكورد في بغداد وهذا التصريح يعتبر ضربة قاسمة ضدهم, لانها لا تخدم ما يروجون له بأي شكل من الاشكال, لذلك تراهم غاضبين. في اعتقادي إنه تصريح حكيم في مثل هذه الظروف الصعبة التي يمر به الاقليم.
وهنال من صرح لماذا هذا حلال لنيجيرفان البارزاني وحرام لغيره؟ أليس هذا كيل بمكيالين؟ أقول وبكل صراح لا. لماذا؟ لأن هناك فرق كبير بين تصريح لرئيس الإقليم لأن تصريحاته تؤخذ بنظر الإعتبار وأن تكون هذه التصريحات في إطار دبلوماسي. لذا عليه أن يصرح بتصريحات تخدم الاقليم وتلعب التصريحات الإجابية دورا كبيرا في تلطيف الاجواء لخدمة ورعاية مصالح الإقليم. وبين آخر يخرج برضى نفسه في فضائية ويصرّح ضد الإقليم. ويدعوا إلى عودة الإقليم إلى احضان العراق ويكون جزأَ منه, لأجعل مصالح حزبية أو شخصية.