ماذا لو تم تأجيل الإنتخابات في كوردستان العراق؟
لكن في كوردستان الأمر يختلف تماما عن ما هو عليه في الدول الأخرى حيث أن المعارضة تدعوا الى تأجيل الانتخابات والعمل على بقاء الحكومة التي تتهمها بالفساد وعدم قدرتها على إدارة الإقليم وفشلها في إدارة الإقليم وتقول أن هذه الحكومة هي سبب كل المشاكل التي يعاني منها الإقليم وأن الحكومة الحالية تفتقر إلى الشرعية لأن هذه الحكومة شرعيتها اصبحت على المحك بعد أن مدد البرلمان عمره ولا يستند هذا التمديد الى اي نص قانوني او دستوري وإن هذه الحكومة تمثل فقط البارتي والإتحاد وكثير من وزاراتها تدار بالوكالة.
مع كل هذه الإتهامات التي لا تكف احزاب المعارضة عن ذكرها في إعلامهم المرئي والمسموع والمقروء وإذا بنا نتفاجئ بدعوة أحزاب المعارضة لتأجيل الإنتخابات تحت ذرائع واهية وغير مقنعة حتى لأعضائهم وموئديهم.
لكن السؤال الأهم .. ماذا يحدث لو تم تأجيل الانتخابات؟ المزمعة إجرائها في 30 من ايلول الجاري.
مما لا شك فيه سيكون له تأثيرات على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي. أما على الصعيد الداخلي فإن المتضرر الأكبر سيكون المواطن الكوردستاني, لنكن واقعيين إن هذه الحكومة رغم كل الجهود التي يبذلها مشكورا رئيس الحكومة ألا أنها ستظل حكومة فاقدة للدعم الإقليمي والدولي إذا استمرت بدون إنتخابات لانه لا يشترك فيها سوى البارتي والإتحاد وانسحبت كل احزاب المعارضة التي كان لها وزراء فيها ما جعل أعمال الحكومة تصاب بشلل وخاصة بعد إجراء الاستفتاء حيث تخلى عن البارتي حتى حليفه الإسترتيجي الإتحاد وتنصل عن تحمل مسوؤليته وترك البارتي وحيدا في الساحة السياسية وكان هذا ايضا من الأسباب التي جعل من الصعب على الحكومة ان تقدم الكثير للمواطنين وخاصة بعد 16 اوكتوبر وردود الأفعال العراقية والإقليمية والدولية على الإستفتاء وخسارة الإقليم لأكثر من نصف اراضيه بسبب هذه الخيانة وبدون إجراء الانتخابات لا يمكن تصحيح هذه الأمور.
ومن جانب آخر إذا تم تأجيل الإنتخابات سيدفع البارتي ثمانا باهضا وذلك لأن جميع الأحزاب غير مستعدة لهذه الإنتخابات وتخشى أنها لا تستطيع من أن تصل إلى المقاعد التي حازت عليها في الإنتخابات السابقة وتخشى أن يعاقبها الشعب على مواقفها في الأحداث الاخيرة التي تعرض لها الإقليم. بدت هذه الملامح واضحة في إنتخابات برلمان العراق في 12 من شهر ايار الماضي وخاصة في منطقة قوس قوزح (السليمانية وكرميان). العكس تماما كان موقف البارتي حيث كان موقفا قويا ومشرفا واثبت للجميع أنه حزب لديه رؤية قومية ووطنية ويعمل من اجل استقلال كوردستان. كانت نتائج انتخابات البرلمان العراقي الأخيرة خير دليل على ذلك حيث كان البارتي الحزب الأول على مستوى العراق وحاز على 25 مقعدا لوحده. في حين كان يراهن البعض أن البارتي إنتهى بعد أن أصر البارزاني على أجرى الاستفتاء وإذا به يثبت للجميع أنه حزب قوي وقادر على تجاوز الازمات.
لذا لا ترغب الأحزاب الكوردستانية إجراء الإنتخابات حتى يستغلوا الوقت لتصحيح هذه المواقف والتي من الصعب على الشعب الكوردستاني أن ينسها بهذه السهوله, بهذه الخطوة يفوتوا الفرصة على البارتي من تحقيق هذا الفوز الساحق. كذلك لا يرغبون في إجراء الانتخابات حتى يطعنوا بشرعية الحكومة لأن إجراء الإنتخابات يعني وصول حكومة جديدة وتكون هذه الحكومة مدعومة داخليا واقليما ودوليا لأنها ستأخذ شرعيتها من الشعب. وهم لا يريدون حكومة تمتلك هذه القوة.
أما في الصعيد الأقليمي كما ذكرت أحزاب المعارضة أن موقف الحكومة الحالية ضعيف لأنها تفتقر إلى الشرعية وتأجيل الانتخابات يعني استمرار هذه الحالة, بذلك تكون غير مقبولة اقليميا ودوليا. لكن بإجراء الانتخابات سيعود لها الشرعية وستكون مدعومة اقليميا ودوليا لأن الشعب هو مصدر السلطات بذلك الكل سيتعامل معها لذلك لابد من إجراء الإنتخابات في موعدها المحدد.
وأخيرا إن تأجيل الانتخابات يسئ الى سمعت إقليم كوردستان لأن من المعايير الدولية لأي نظام هو إجراء الانتخابات واحترام التوقيتات الدستورية وهذه التوقيتات ترفع من رصيد إقليم كوردستان سياسيا واقتصاديا ويشجع المستثمرين للتوجة الى كوردستان.