اطمئنوا هنا كوردستان
وكنت اعني ما يدور في أذهان كل الأحبة والأصدقاء وحتى الحاسدين والأعداء، في أن كوردستان ملاذ آمن وواحة للسلام والمحبة والوئام، وان مجتمعاتها هي الطرف الأهم في المعادلة الأمنية، التي يشكل جهاز الأمن الطرف الآخر، وبالطرفين تم تمتين هذا الجدار الأمني الذي لم يسمح بانتقال تلك الفيروسات إلى جسد الإقليم إلا بانتهاكات واندساسات ضئيلة جدا وبين سنوات وسنوات، كما يحصل في أكثر بلدان العالم تطور وتقدما.
في العملية الأخيرة التي نفذتها مجموعة صغيرة من الصبية المراهقين، لم تتجاوز أعمارهم سن البلوغ ( 15 و18 سنة )، كشفت مدى تأثر هذه الشريحة بالإعلام الأسود أو بالعقد العصبية السياسية السوداء الداخلية منها والخارجية أو برجل دين متشدد، بل وأشرت إلى قصور واضح فيالمنظومة التربوية والاجتماعية، وفي أداء منظمات الشبيبة والمجتمع المدني وأئمة الجوامع وبعض علماء الدين، مما يستوجب تطوير وتفعيل ومتابعة أداء هذه المؤسسات والمنظمات ودعمها بذات المستوى في دعم الجيش والأمن.
وبعيدا عن ثقافة المؤامرة والاتهامات فان متابعة سريعة لتسجيل كاميرات المبنى التي صورت دخولهم، تبين مدى ارتباكهم وقلة تدريبهم ونوع الأسلحة المستخدمة وهي مسدسات عادية، وحتى اختيار التوقيت في اقتحام المبنى وهو الساعة السابعة صباحا يؤكد كما أرى إن العملية لا علاقة لها بتنظيم الدولة داعش، التي عرفت بدمويتها ووحشيتها وتدريب عناصرها عكس ما شاهدناه في أداء هؤلاء المراهقين، ربما إنهم متأثرين كثيرا بأفعال وأفلام داعش لكن تنفيذهم بعيد جدا عن نمط تطبيقات داعش، ويبدو أنهم وقعوا تحت تأثير سياسي أو ديني موجه لم تكشف عنه بعد التحقيقات الأولية، وفي حقيقة الأمر لم أكن أتمنى تصفيتهم بهذه السرعة، وكنت أفضل معالجة الأمر بمحاولة إلقاء القبض عليهم ومعالجتهم نفسيا وتربويا، لكن رأي الطرف الأمني يختلف في معالجة هكذا عمليات.
عموما ما يزال هناك أكثر من سؤال، وربما الأهم هو لماذا الآن ولماذا اربيل المحصنة، ومن المستفيد في صرف أنظار الإعلام والرأي العام عما يجري في البصرة عاصمة الجنوب وبغداد عاصمة الاتحاد؟ وحتى نجد الجواب:
اطمئنوا هنا اربيل عاصمة إقليم كوردستان!
ايلاف