• Thursday, 21 November 2024
logo

هل احترقت ورقة الاستفتاء؟

هل احترقت ورقة الاستفتاء؟
بعد ان نجح الشعب الكوردستاني في إجراء الإستفتاء التاريخي في 25 ايلول 2017 ورغم معارضة الكثير في الداخل والخارج والضغوطات التي مارستها الدول الأقليمية والدولية على إجرائه, فقد أصرت القيادة الكوردستانية وعلى رأسها السيد مسعود البارزاني رئيس أقليم كوردستان على المضي قدوما الى إجرائه. وفعلا تمكن الشعب الكوردستاني في تحقيق ما أراد وذهب الى صناديق الإقتراع وصوت ب نعم وبنسبة 92.7%.
وسط ذهول العرب الشوفينين بهذا الحدث والكورد المعارضين الذين راهنوا على أن هذا الاستفتاء لا يتم وإنه مجرد ورقة ضغط يستعمله الرئيس مسعود البارزاني للوصول الى بعض المكاسب في بغداد كما كانوا يدعون. واخذت ردود الافعال تخرج من هنا وهناك حتى وصل الأمر لرئيس الوزراء العراقي الى اتخاذ بعض الاجراءت الصارمة ضد الشعب الكوردستاني مثل إغلاق المطارات والسيطرة على المنافذ الحدودية في الاقليم ودخول مدينة كركوك وبالتنسيق مع بعض القادة المراهقين من عائلة طالباني, ما ادى الى تسليم مدينة كركوك الى القوات العراقية بدون قتال.
وصرح بعدها العبادي وبعض النخب العراقية أن الاستفتاء ورقة قد احترقت وباتت من الماضي, ولكن لم يدرك هؤلاء ان الاستفتاء حدث واصبح حدثا مهما في تاريخ الكورد وان لم تستطيع القيادة الكوردية من ان تستخدم اثر الاستفتاء للمضي قدوما في إعلان الدولة الكوردية لظروف دولية و أقليمية في الوقت الحاضر, ألا إن هذه الورقة ستبقى الى الأبد ورقة بيد قادة الكورد ويستطيعون استخدمها متى ما سمحت الظروف الدولية والاقليمية بذلك. رغم قول الكثير من المحللين وبعض الكرد المعارضين لأستقلال كوردستان على أن هذا الحلم قد تراجع إلى مائة سنة ألا أني متفائل وقد لا يكون هذا الحلم بعيدا كما يتصوره البعض لان المواقف الدولية والأقليمية قد تتغير بحدث أو تصريح من الدول العظمى لان هذه الدول تتبع مصالحها في المنطقة وهذا ليس بغريب في منطقة مثل الشرق الاوسط. لذا إن الذين يقولون أن هذه الأستفتاء إنتهى ومات فهو محض خيال لأنه حدث ولا يستطيع أحد أن يرجع عقارب الساعة إلى الوراء. وقد قال الكرد كلمتهم وأصبح العالم جميعا يعلم أن الكورد لا يرغبون في العيش مع دولة مثل العراق التي أثبتت طائفيتها ومذهبيتها وهي بعيدة كل البعد عن المبادئ الديمقراطية ولا تؤمن بالتعايش السلمي بين مكوينات الشعب العراقي ولا تؤمن بقبول الآخر وأن الشيعة لو يحلوا لهم لفعلوا بالكرد أكثر مما فعله نظام البعث, والأحداث الأخيرة تكرّس هذه الحقيقة وإن ما حدث اثتبت للكل أن العراق ليس لها سيادة لا على ارضها ولا على وسمائها وهي جزء لا يتجزاء من السياسة الايرانية في المنطقة وملحقة بايران ولا يملك أحد في العراق اي شئء سواء اتباع وتطبيق سياسة ايران في المنطقة للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط.
وما حدث لم يكن إخفاقا لسياسة الرئيس مسعود بارزاني كما يتصوره البعض ولكن في حقيقة الأمر كان نتيجة لعملية بيع وشراء التي أجرها بعض السياسيين المراهقين من عائلة تالباني حيث باعوا كوردستان بثمن بخس. وإن التاريخ سيذكر هذا الحدث المهم في تاريخ الكورد وسيخلد التاريخ ذكر رئيس أقليم كوردستان مسعود البارزاني الذي قام بهذا العمل التاريخي في تاريخ الكورد. وسيذكر التاريخ في نفس الوقت الذين خانوا الوطن وباعوا كوردستان وعملوا وبكل ما أوتوا من أجل إفشال هذا الحلم الكوردي وسيذكرون في مزبلة التاريخ وسيلعنهم الأجيال القادمة الى قيام الساعة.
Top