هل سيحقق نوشيروان أهدافه في هذه الاتفاقية؟!!
الإتفاقية السياسية بين الاتحاد والوطني وحركة التغيير لم يفاجأ المحللين والمراقبين االسياسين في كوردستان العراق لأن هذه الإتفاقية كان يخطط لها من قبل وخاصة في الآونه الاخيرة حين كان نوشيروان مصطفى في خارج الاقليم , حيث لم يدّخر الأخير جهدا من أجل الوصول الى هذه الإتفاقية. وذلك لأنها تصب في مصلحة حركة التغيير بشكل عام ونوشيروان مصطفى بشكل خاص. حيث ادرك الأخير ان مستقبله السياسي اصبح على المحك وخاصة بعد الاحداث الاخيرة في كوردستان, والتسجيلات الصوتية التي عرضها البارتي في الاعلام, وتهديد بعض المسؤولين من البارتي, على انهم سيقدمون هذه الادلة الى المحكمة, أخذ نوشيروان مصطفى هذه التهديدات محمل الجد. وكان هذا في تصوري من الاسباب الرئيسية التي دعت نوشيروان ان يفكر وبجد من اجل الوصول الىاتفاقية مع الاتحاد الوطني, وكذلك قرب المدة التي سيتم فيها استلام وتسليم المناصب بين الاتحاد الوطني وحركة التغيير, ومع علم حركة التغيير ان الاتحاد الوطني سوف لن يقوم بتسليم منصب محافظ السليمانية الى حركة التغيير, ما يسبب الاحراج لحركة التغيير امام اعضائه ومؤيديه, لذابادرت لتوصل الى هذه الاتفاقية حتىتتفادى هذا الإحراج.
ومن جانب آخر فإن الاتحاد الوطني والمتمثل بجناح هيرو ابراهيم احمد من المتحمسين لهذه الاتفاقية أيضا, كونها تعمل على تقوية جناحها في الاتحاد الوطني امام غريمها كوسرت رسول وخاصة بعد المناوشات الكلامية الاخيرة بينهما. وبذلك تقوى شوكتها داخل الاتحاد ب نوشيروان مصطفى. ولكن هناك سؤال يطرح نفسه . هل سينجح كل من هيرو ابراهيم احمد ونوشيروان مصطفى من تحقيق هذه الاهداف ؟ وجعل الاتفاقية في حيز التنفيذ بعد التوقيع عليها.
في تصوري إنه من الصعب جدا ان يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ حتى بعد توقيها وذلك للاسباب التالية:
اولا: الاتفاقية فيها بعض المواد التي لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع مثل انتخاب الرئيس من البرلمان. وجعل رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية. وذلك لمعارضة البارتي على هذه المواد, ويصر البارتي أن الشعب هو الذي يملك هذا الحق وليس البرلمان. وكذلك وجود الفقرة التي تمنع اي جهة من توقيع اي اتفاقية تعارض مواد هذه الاتفاقية. وذلك لأن هذه المادة تحد من نشاطات الاتحاد الوطني وما يمتلكه هذا الحزب من جماهير ونفوذ كبير داخل وخارج الاقليم.
ثانيا: المشاكل الداخلية التي تعاني منها الاتحاد الوطني, فهناك الكثيرون من الاتحاد لا يرحبون بهذا التقارب وب نوشيروان مصطفى في الاتحاد الوطني مرة اخرى.
ثالثا: يجب ان لاننسى ان ليس كل القياديين في حركة التغيير هم اعضاء سابقيين في الاتحاد الوطني وان الكثيريين منهم التحقوا بالحركة من اجل التغيير ويرغبون في التغيير . فكيف يكون موقفهم بعد التوقيع على الاتفاقية ورجوع الحركة الى نقطة الصفر والتضحية بكل الشعارات التي كانوا يطلقونها من اجل التغيير.
لذا في تصوري, المستفيد الوحيد في هذه الصفقة هي حركة التغيير ويالذات نوشيروان مصطفى وذلك لان الحركةتمر في مأزق سياسي حرج وتريد الخروج منه بالتقرب الى الاتحاد الوطني. والمستفيد الوحيد في الاتحاد الوطني هي هيرو ابراهيم احمد. وقد تستفيد منه محافظة السليمانية للتخلص من هذا التنافس بين هذين الحزبين. ولا تخرج هذه الإتفاقية من السليمانية جغرافيا. وسياسيا تأثيرها على المشاكل السياسية التي يعاني منها الاقليم هو تأثير سلبي وينذر بخطر إذا ما تم تطبيقها على ارض الواقع واصروا عليها. الاتفاقية شئتأم ابيت ..! ما هي إلا توحيد الصفوف ضد البارتي والمشاريع الاستراتيجية التي يحاول انجازها في اقليم كوردستان العراق.