يا أيها الإسلاميون اتقوا الله في مسعود البارزاني ولا تكونوا كأصحاب فتنة عثمان رضي الله عنه
وما حدث في 23 حزيران 2015 في كوردستان كان دليلا واضحا لصدق ما ذهبت إليه. وذلك لأن ما حدث في ذلك اليوم كان خروجا واضحا على الأمام. وهم يعلمون جيدا أن الصحابة والتابعين يكاد يجمعون على عدم جواز الخروج على الإمام الظالم فما بالك بإمام لم يظهر منه كفر بواح ويصلي ويصوم ويقاتل هو وإخوانه وأبنائه وحتى أحفاده في سبيل عدم النيل من رعيته.
وقد ثبت هذا الموقف في أول خروج حدث في التاريخ الإسلامي مع عثمان بن عفان رضي الله عنه, حين خرج عليه عبدالله بن سبأ اليهودي. فلم يثبت في كتب التأريخ وقوف أحد من الصحابة مع هؤلاء ولو بكلمة واحدة. وقد ذكروا في كتب التأريخ بستة عشر تسمية, واذكر بعضا منها للإسلاميين للرجوع إليها (أصحاب الشر, غوغائیین, حثالة الناس, سفهاء, عديموا الفقه, أراذل الناس, سفلة, آلة الشيطان..الخ) فهل ترضون أن تسموا بهذه التسميات.
إذاَ, أين انتم من أدلة القران والسنة التي تأمر بالطاعة للإمام, وعدم الخروج عليه إلا إذا صدر منه كفر بواح, وأين انتم من منهج الصحابة الذين عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم. أم أنكم كما قال الله تعالى عن بني إسرائيل (أَفَتومنون ببعض الكتَاب وتَكفرونَ ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلَا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردونَ إلى أَشد الْعذاب وما الله بغافل عما تعملونَ) (البقرة:85).
ولكن أتدرون ماذا قال عثمان بن عفان لقتلته حين حاصروه ومنعه من الخروج, قال: (والله ما جراءكم علي إلا حلمي). فوالله ما جراءكم على مسعود البارزاني إلا حلمه عليكم وعلى العلمانيين. وحلم البارزاني معكم لا لضعف منه كما يتصوره البعض؛ ولكن لهدف يريد أن يحققه لهذا الشعب المضحي الذي يعاني منذ أكثر من مائة عام؛ وحتى يحقق لهم حلمهم الكبير.
وهنا أقول يا أيها الإسلاميون لقد كشر العلمانيون عن أنيابهم وصارحوا البارزاني عما يريدون, وقد تبين أنهم لا يبكون على الحسين, ولكن يبكون على الهريسة, وصرحوا أن المشكلة هي ليست تمديد فترة البارزاني, ولكن نحن نريد أن نكون شركاء حقيقيين في الحكم والثروة في البلد. أي كان هدفهم من كل هذه الضجة هو لإرغام البارزاني لتقديم بعض التنازلات لهم من مناصب وأموال. يعني الأمر لم يكن كما كان يطبلون في الإعلام, ويبكون على الديمقراطية, وإننا نريد تحقيق الديمقراطية وإننا ضد حكر السلطة بيد العائلة الواحدة أو الشخص الواحد كل هذه الشعارات ذهبت أدراج الرياح, وأصبح المطلب هو: كم تعطيني..؟؟!!!
فهل هذا هو مطلبكم أيضا؟؟؟!!!!. كل المؤشرات تشير إلى أنكم أيضا لا تبكون على الحسين رضي الله عنه ولكن تبكون على الهريسة.