قائممقام الموصل: متنفذون يسيطرون على دور الإزيديين بسنجار وتخصيصات نينوى بالموازنة مخجلة جداَ
February 1, 2021
مقابلات خاصة
اتهم قائممقام الموصل زهير محسن الأعرجي، من أسماهم "المتنفذين" بالسيطرة على دور سكنية في قضاء سنجار ومنع الإزيديين من العودة إليها، محذراً من أن هؤلاء يعرقلون اتفاقية سنجار، وبالتالي فهي ليست للصالح العام. الأعرجي قال في مقابلة إنه "وبسبب وجود السلاح المنفلت فإنه يتم منع قائممقام سنجار من الدخول الى تلك المنطقة"...اتهم قائممقام الموصل زهير محسن الأعرجي، من أسماهم "المتنفذين" بالسيطرة على دور سكنية في قضاء سنجار ومنع الإزيديين من العودة إليها، محذراً من أن هؤلاء يعرقلون اتفاقية سنجار، وبالتالي فهي ليست للصالح العام.
الأعرجي قال في مقابلة إنه "وبسبب وجود السلاح المنفلت فإنه يتم منع قائممقام سنجار من الدخول الى تلك المنطقة"، مطالباً الحكومة الاتحادية بأن "تتخذ اجراءات أكثر صرامة تجاه هؤلاء المتنفذين، وإرسال قوات نظامية تحمي سنجار وأهلها، وتؤمن عودة الأهالي الى القضاء".
وأشار الأعرجي إلى أن محافظة نينوى بحاجة إلى 1500 مدرسة وفقاً لمعايير الصفوف وعدد الطلاب والمناطق، مردفاً أن عدد الدور التي تهدمت في الكامل في المنطقة القديمة من مدينة الموصل يصل إلى 100 ألف وحدة سكنية.
* كم تبلغ نسبة الدمار في مدينة الموصل جراء العمليات العسكرية التي حدثت خلال تحرير المدينة من سيطرة تنظيم داعش؟
زهير الأعرجي: نسبة الدمار الكبيرة وقعت في المنطقة القديمة من مدينة الموصل، حيث كانت هناك 14000 وحدة سكنية مدمرة بنسب متفاوتة، من 25% الى 100%، وهناك من 30 إلى 40 داراً مهدمة تمت اعادتها من قبل أصحابها. هناك أزمة في الدور المهدمة بالمنطقة القديمة مثل أحياء الشهواني، والقليعات، ودجة بركة، والميدان، فلازال هناك دمار شامل لتلك الدور.
* كم تبلغ معاملات التعويض التي قدمها أهالي مدينة الموصل ممن تهدمت دورهم جراء العمليات العسكرية؟
زهير الأعرجي: ملف التعويضات في مدينة الموصل يصل الى 60 الف معاملة تعويض من التي انجزت، والذين ثبت أن دورهم مهدمة، لكن الاحصائيات ليست دقيقة لأن بعض الأهالي لم يبلغوا عن دورهم المهدمة، وكجرد أولي لدينا احياء متفرقة، أعيد فيها الاعمار بنسب متفاوتة، وقامت منظمات انسانية، مثل هبيتاد، ومنظمة بارزاني الخيرية، باعمار الدور المتضررة بنسب بسيطة، والتي تتجاوز أكثر من 5000 وحدة سكنية، أما التي تهدمت في الكامل لدينا الان في مركز مدينة الموصل (المنطقة القديمة) 100 ألف وحدة سكنية مازالت متضررة.
* فيما يخص ملف المدارس، هناك مدارس مدمرة بشكل جزئي وأخرى بشكل كلي، هل لديكم احصائية عن اعداد هذه المدارس؟
زهير الأعرجي: ملف المدارس ملف شائك جداً، وقبل دخول تنظيم داعش كان الجميع يعلم ان المدينة بحاجة الى 750 مدرسة، كمركز قضاء الموصل، اليوم هناك اعادة بناء مدارس من قبل منظمات، ففي مركز المدينة هناك 30 مدرسة تم هدمها بالكامل، أي تحتاج الى تأهيل، بدأنا بإعادة بعضها، ونسب بعض المدارس المتضررة تتراوح بين 25% الى 50% أيضاً تمت إعادتها وتصا إلى أكثر من 150 مدرسة، والعمل جار في البعض منها. مجمل الحاجة إلى المدارس في محافظة نينوى تصل الى 1500 مدرسة، كحد أدنى وفقاً لمعايير الصفوف وعدد الطلاب والمناطقية.
* هناك جسور مدمرة وهناك جسور تم اعمارها، ما هي تفاصيل هذا الملف؟
زهير الأعرجي: الجسور في مدينة الموصل على شقين، الأول الجسور الخمسة الرئيسة على نهر دجلة التي تربط الجانبين الأيمن والايسر، تم اكمال جسرين خلال السنتين الماضيتين، (جسر الحرية، وجسر الحديد القديم)، وسينجز الجسر الثالث على أن يدخل حيز العمل خلال شهر، على اعتبار أن العمل مستمر به منذ نحو سنة. كما لدينا جسرين عملاقين مهمين، الرابع والخامس، تمت احالتهما قبل أيام، من قبل وزارة الاعمار والاسكان على قرض البنك الدولي، وستتم المباشرة بهما خلال أقل من شهر، وعملية الانجاز تستغرق أكثر من سنتين. وبانتهاء الجسر الثالث سيكون هناك فك لأزمة التنقل بين ساحلي الموصل، كما لدينا هناك 70 مجسراً في مركز المدينة والأقضية والنواحي في محافظة نينوى بشكل كامل. تمت اعادة مجمل المجسرات في مركز المدينة، (المثنى والسكر وسنحاريب)، ولدينا عمل على مجسرات الخارج، وأكثر من 30 مجسراً تم اكمالها، منها ما تم معالجتها وقتياً.
* هل لديكم إحصائية عن عدد العوائل النازحة العائدة إلى محافظة نينوى بشكل عام؟
زهير الأعرجي: مشكلة النازحين كبيرة جداً، لدينا أقضية ونواحي في مدينة الموصل (تل عبطة، سنجار، البعاج، الحظر)، لدينا مشكلة في عودة النازحين اليها، قسم منها بسبب تدمير كامل لتلك القرى والمناطق، والقسم الآخر قضايا سياسية وهي دخول جهات مسلحة غير قانونية إلى قضاء سنجار أعاقت عودة الكثير من الأهالي إلى منازلهم. نحن في مركز مدينة الموصل استقبلنا 664 عائلة ليسوا من مركز المدينة، من الأقضية والنواحي، لكنم طلبوا اللجوء إلى داخل مدينة الموصل، ومنهم من قام باستئجار دور في المناطق الشعبية والعشوائية، ومنهم من حصل على كرفانات من دائرة الهجرة وسكنوا فيها، وتم اختيار بعض المناطق من قبل بلدية الموصل بشكل مؤقت، لحين ايجاد الطرق البديلة للنازحين.
* كيف أثر اتفاق سنجار على الوضع بشكل عام في نينوى؟
زهير الأعرجي: اتفاق سنجار هو الحل الوحيد لانهاء مشكلة القضاء، وقبل 3 ايام كان لدينا وفد من اهالي سنجار (مسلمون وإزيديون وعرب)، وطالبونا بسرعة انجاز هذه الاتفاقية للعودة، ولكن للأسف هناك من يعرقل هذه الاتفاقية، وهذا الأمر لا يصب في الصالح العام. كما أن قائممقام سنجار يُمنع من الدخول الى تلك المنطقة بسبب وجود السلاح المنفلت، نتمنى من الحكومة المركزية أن تتخذ إجراءات أكثر صرامة بارسال قوات نظامية تحمي سنجار وأهلها وتؤمن عودة النازحين إلى القضاء. هناك متنفذون سيطروا على الدور السكنية داخل قضاء سنجار، من أطراف سنجار دخلوا إلى تلك الدور ومنعوا أهاليها واستولوا على منازلهم، في الخطوة الأولى يجب اخلاء هذه الدور حتى نؤمن عودة النازحين اليها.
* هناك تخوف من بعض العوائل النازحة العائدة، والتي بعض أفرادها كانوا منتمين لتنظيم داعش، هل حصلت هناك عمليات ثأر، وهل هناك ملفات جنائية بهذا الجانب؟
* منظمات دولية تبنت السلم المجتمعي في هذا الملف، حيث عقدت عدة لجان بهذا الصدد، وسميت لجنة الحكماء في المدينة. ففي منطقة المحلبية تمت إعادة أكثر من 100 عائلة، ممن ينتمي بعض أفرادها لعصابات داعش الاجرامية، حيث تمت إعادتم وفق عملية صلح بحضور رؤساء العشائر والحكومة المحلية. كما أن هناك مساع لعودة بعض العوائل من ذوي الدواعش إلى مناطق في جنوب مدينة الموصل، لكن لا يخفى أنه مايزال هناك احتقان لدى ذوي الشهداء الذين دفعوا دماء غالية بسبب فرد من أفراد هذه العوائل، من الصعب أن ننهي هذا الملف بالكامل، ولكن كحكومة محلية هناك قانون يعاقب على ضوئه المتهم الفاعل، ولا تؤخذ العائلة بجريرته، هناك نساء وأطفال في هذه العوائل لا حول لهم ولا قوة. فمثلاً هناك حالة تتمثل بمعلم، ولده مفقود وتركه لأكثر من 5 سنوات، وعاد لينتمي لنتظيم داعش، ليس للمعلم ذنب أن يكون هذا الشاب ينتمي لتنظيم داعش دون موافقة ذويه. حالات كثيرة مثل هذه تتم معالجتها عن طريق توضيح ذلك لعوائل الشهداء، لكن هناك بعض المجرمين معروفين جداً ومن القادة المحليين، وعوائل تلك المناطق حسب قناعتهم، وضعوا خطوطاً حمر لعودتهم.
* بالنسبة للعوائل التي لم تعد لحد الآن إلى مدينة الموصل، سواء الذين نزحوا إلى مناطق أخرى داخل العراق أو من خارجه، ما هي الرسالة التي توجهونها لهم؟
زهير الأعرجي: نوجه رسالتنا إلى الأخوة المسيحيين والإزيديين، اليوم مدينة الموصل بقضائي الحمدانية وبعشيقة ونواحي برطلة والنمرود والنواحي الموجودة، كلها عادت اليها الخدمات بشكل جيد، وهناك عودة تدريجية، كما أن مركز مدينة الموصل شهد عودة عدد من العوائل المسيحية. المدينة تنعم بأمن كبير، نتمنى عودتهم قريباً، سيجدون الدور والشوارع والخدمات والانارة مثل السابق، بل أفضل، في الأقضية والنواحي خاصة، لدينا نزوح كبير من الأخوة المسيحيين والإزيديين، نتمنى عودتهم، ولا يخفى أن العلاقة التجارية مع إقليم كوردستان والمدينة باتت حيوية جداً وفعالة، فالأخوة التجار الذين سكنوا في دول الجوار ندعوهم إل أن يعودوا لممارسة دورهم وعملهم وتجارتهم من مركز قضاء الموصل.
*عانت محافظة نينوى بشكل كبير من اجتياح تنظيم داعش للمحافظة، ما أثر على ارتفاع نسبة الفقر في المحافظة، هل لديكم احصائية عن نسبة الفقر في نينوى بشكل عام؟
زهير الأعرجي: نسبة الفقر مرتفعة بشكل عام في العراق، هناك حركة اقتصادية بدأت وعادت بعض المحلات إلى فتح أبوابها، لكن ما لا يخفى على الجميع هو أننا لن نصل إلى مستوى الطموح في إدارة ملف الفقر ومعالجته في نينوى. الرعاية الاجتماعية والحكومة المحلية تقدمان الدعم، لكن هناك نسبة فقر مرتفعة لا يمكن تحديدها، ولدينا مسح ميداني بالتعاون مع التخطيط ودوائر معنية لتحديد النسبة بالضبط.
* إلى أين وصلت نسب إعادة اعمار الشوارع والطرق العامة في مدينة الموصل؟
زهير الأعرجي: أكملنا إعادة اعمار جميع الطرق المتضررة في مدينة الموصل، لم يبق لدينا طريق لم يكتمل، كما تم استحداث طرق جديدة، مثل شارع 60، مشيرفة، منطقة السماح وغيرها. هذه الطرق كانت مقررة منذ النظام السابق ولكنها لم تنفذ، نحن كقائممقامية قضاء الموصل وبالتنسيق مع الحكومة المحلية، ومعاونية الاعمار وبلدية الموصل، تم تقديم جهد كبير في هذا الملف وإعادة اعمار الطرق والشوارع. اليوم لدينا خطة لفتح الشوارع الحولية التي هي مذكورة بالتصميم عام 1989، والتي لم تنفذ، كان لنا اجتماع مع محافظ نينوى للذهاب إلى تنفيذ هذه الطرق لفك الاختناق عن مركز المدينة.
* كم هي المبالغ التي تم تخصيصها لمحافظة نينوى من موازنة 2021 وهل هي كافية حسب رأيك؟
زهير الأعرجي: تفاجأنا جداً من حجم التخصيصات، ومن المخجل جداً أن يتم تخصيص مبلغ 200 مليار لمحافظة كبيرة مثل نينوى في موازنة 2021، التي لا تغطي تبليط الشوارع المدمرة في الأقضية والنواحي، أو إعادة شبكات الماء إلى العمل، أو إعادة خطوط نقل الطاقة الكهربائية. هناك اعتراف كبير من نواب نينوى ومن الحكومة المحلية بقلة التخصيصات، وسنذهب كوفد الى بغداد الأسبوع المقبل برئاسة المحافظ لمناقشة اللجنة المالية في البرلمان العراقي بشأن زيادة التخصيصات لمحافظة نينوى.
حاورته شبكة روداو الاعلامية