بهاء الأعرجي: التيار الصدري لن يتسلم رئاسة الوزراء لعجزه عن تشكيل تحالف الكتلة الأكبر
December 25, 2020
مقابلات خاصة
أكد نائب الرئيس العراقي الأسبق، بهاء الأعرجي، أن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، تفاهم مع كل الكتل المشاركة في البرلمان حول رفع سعر الدولار مقابل الدينار لكن عندما نتج عن هذا القرار ردود أفعال شعبية "ركبت هذه الكتل الموجة لدعايات انتخابية"، مشيراً إلى أن "الانتخابات المقبلة لن تغير الشيء الكبير في البلاد، ومن المستحيل أن تكون هناك انتخابات في الشهر السادس"....أكد نائب الرئيس العراقي الأسبق، بهاء الأعرجي، أن رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، تفاهم مع كل الكتل المشاركة في البرلمان حول رفع سعر الدولار مقابل الدينار لكن عندما نتج عن هذا القرار ردود أفعال شعبية "ركبت هذه الكتل الموجة لدعايات انتخابية"، مشيراً إلى أن "الانتخابات المقبلة لن تغير الشيء الكبير في البلاد، ومن المستحيل أن تكون هناك انتخابات في الشهر السادس".
وحول إمكانية تسلم التيار الصدري لمنصب رئاسة الوزراء قال الأعرجي في مقابلة: "في الدورات السابقة كان من الممكن للتيار الصدري أن يأخذ رئاسة الوزراء لكنه نأى بنفسه، وعلى الرغم من أن التيار له قاعدة جماهيرية واسعة، لكن تنقصه علاقات وتحالفات مع غيره لتشكيل الكتلة الأكبر حتى يختار منها رئاسة الوزراء، والتحالفات الأخرى سوف تمنعه من الحصول على منصب رئاسة الوزراء".
* كيف تقيمون الهجمات على البعثات الدبلوماسية في العراق بعد الهجوم الأخير الذي أدانته كافة المجموعات المسلحة التابعة للحشد الشعبي، كما أن أميركا تدين المجموعات المقربة من إيران بالتورط في تلك الهجمات وإيران بدورها تشكك في توقيت الهجوم؟
بهاء الأعرجي: الوضع الأمني كما يقوله المختصون خطير جداً، كما تعلمون الأحداث الأمنية الماضية في بعض المحافظات التي احتلها داعش سابقاً عادت في نفس الوتيرة كما كانت في 2014، لكن الكتل السياسية تشغلهم المشاغل السياسية ويتركون الأمور ستراتيجية، وقصف مثل هذه المقرات الدولية في هذه الظروف يعني عزلة العراق وإضعافه، وعلى الرغم من أن الجميع يستنكرها، لكن لم يوضع لها حد بل أنها تتصاعد، لذلك على جميع العراقيين المنتمين إلى هذه الفصائل مثلما قاتلوا داعش والإرهاب، عليهم المحافظة على العراق، وهذه المجاميع هي عبارة عن فصائل مسلحة تابعة لكتل سياسية، وبالتالي عندما لا يكون رئيس الوزراء لديه كتلة كبيرة تستطيع أن تسانده عندما يريد أن يتخذ قراراً معيناً هذه الفصائل التي لديها جناح سياسي في مجلس النواب تقوم بتهديده بأمور أخرى، لذلك القرار سياسي وليس حكومي.
* عقب الهجمات الأخيرة على السفارة الأميركية طالب، مقتدى الصدر، وزارة الداخلية بإعلان حالة الطوارئ في العراق، كما طالب أميركا بعدم الرد عسكرياً، هل يستدعي الوضع في العراق إعلان حالة الطوارئ؟
الأعرجي: سماحة السيد ينظر إلى الأمور بمنظور عراقي وطني بحت وهو الآن في هذه الحلقة بالذات ضرب المقرات والسفارة الأميركية أحياناً يقول شرعي أو سياسي أو وطني وهذا الصراع ضد الاحتلال ومرة أخرى يقول أنه سيؤدي إلى قتل العراقيين، وهذا غير مقبول، أما إعلان حالة الطوارئ فتكون عندما يكون هناك خطر على العراق غير معروف مصدره أحياناً تكون طبيعية هذه الحالات مثل الفيضانات والزلازل أو عسكرية عندما يكون عدو تجهل من أين يأتي، لكل من يقوم بذلك معروف لدى الجميع، وبالتالي القرار هو سياسي، هذه الكتل ذاتها تجتمع فيما بينها مع القائد العام للقوات المسلحة، وبالتالي كل هذه الفصائل تابعة لأحزاب وكتل سياسية اذاً القرار سياسي.
* هل تعتقد أن من يقوم بالهجمات على البعثات الدبلوماسية هم أنفسهم أولئك الذين يسمون أنفسهم بالمقاومة أو محور المقاومة؟
الأعرجي: المقاومة عنوان كبير لكنها غير موجودة في العراق هي كانت في جبهات القتال واضحة ضد داعش، لكن الآن هي عمليات تبعية بالنيابة، إلا أن هذه الفصائل البعض منها أصبح كياناً بذاته لديه قوة وأموال ويشترك في القرار السياسي.
*بعد قرار البرلمان العراقي بإخراج القوات الأميركية وقوات التحالف من العراق، البعض ممن يدعون المقاومة ينظرون لما تبقى من القوات الأميركية وقوات التحالف إلى أنهم قوات احتلال، هل تعتقد أن هذه القوات قوات احتلال؟
الأعرجي: قرارات البرلمان محترمة لكن في هذا المفصل بالذات هو لم يكن قراراً عراقياً لكل المكونات إنما كان ردة فعل على استشهاد أبو مهدي المهندس، وقاسم سليماني، وهو لم يكن قراراً ملزماً، وكل الانتصارات التي تحققت في العراق كانت بمساعدة القوات الأجنبية، لذلك علينا أن لا تأخذنا العواطف، فالعراق لا يعيش أزمات داخلية فقط ومالية واقتصادية وغيرها إنما أزمات دولية، ونحتاج إلى بقاء هذه القوات لأسباب مهمة لأن العراق مازال ينقصه الخبرة والمعدات والتدريب لذلك هذه القوات واجبة، لكن على الحكومة أن تضبط إيقاعها وتحركاتها من قبل القيادات المشتركة.
* يصادف بعد أيام قليلة الذكرى السنوية لمقتل المهندس وسليماني من قبل أميركا ماذا تتوقع أن يحدث في ذلك اليوم؟
الأعرجي: أبو مهندي المهندس كان عراقياً وطنياً وسليماني قد ساعد العراقيين بمجالات شتى، هذه الذكرى قريبة لكن بحسب معلوماتي أن الجمهورية الإسلامية لا تريد التصعيد في هذه المرحلة بالذات، خشيةً من ردة فعل من قبل ترمب قبل مغادرة منصبه لا أنهم لا يريدون أن يعطوا الحجة لترمب للقيام ببعض الأفعال.
* تحدثت عن انتقام ايران وبأنها لا تريد تأزيم الوضع حالياً، ولكن ماذا عن المجموعات التابعة للحشد الشعبي والمجموعات العراقية التي تهاجم باستمرار أميركا وتستهدف سفارتها ومقراتها؟
الأعرجي: إيران كباقي الدول تعيش أزمات لذلك هي تعمل بكل جدية لتقلل من هذه الأضرار للشعب الإيراني، وأتمنى أن يقف العراقيين مع الشعب الإيراني لكن ليس على حساب العراق.
* كيف تقيمون الدعم الأميركي للعراق في هذه المرحلة؟
الأعرجي: لا توجد هناك مساعدات كبيرة لكن هناك تعاون عسكري وأمني مقتصر على التدريب والمعلومات الاستخباراتية، قبل نهاية حكومة عبد المهدي لم يكن التعاون مثلما كان موجوداً، وكنا نتمنى أن يكون بمجيئ الكاظمي عودة العلاقة مثلما كانت عليه.
* أحد الاجراءات التي اتخذتها الحكومة العراقية لملء العجز المالي هو خفض سعر الدينار العراقي مقابل الدولار الأميركي، كيف تقيم اجراءات الحكومة لدرء العجز؟
الأعرجي: نتيجة لأخطاء الحكومات السابقة لم نجد بدائل عن النفط وانهيار القطاع الصناعي والزراعي كان بسبب بعض دول الجوار حتى يبقى العراق مغذي لهم، إلا أن الحكومة العراقية ورئيس الوزراء تفاهم مع كل الكتل المشاركة في البرلمان لها علم بهذا الإجراء مسبقاً.
* اذاً لماذا ظهرت احتجاجات داخل البرلمان حول هذه المسألة؟
الأعرجي: حولوا المشكلة من مالية إلى سياسية، لكن المسؤول عن السياسة المالية هو مجلس الوزراء، لكن هناك خطأين ارتكبته الحكومة عندما وضعته بالموازنة، وهذا ليس من اختصاص البرلمان، والثاني أن هذه الخطوة فيها مردودات ايجابية وسلبية أيضاً لكن طريقة هذه الزيادة كانت طريقة لم تكن فنية ومتلائمة مع الوضع المالي والاجتماعي العراقي، وغالبية القادة السياسية وافقوا على هذا المقترح، لكن نفسها عندما رات ردود افعال شعبية ركبت الموجة لدعايات انتخابية، والقائد الحقيقي يجب أن لا ينظر إلى ردة فعل الشعب إنما لتحقيق ماهو فيه مصلحة للشعب.
* هناك دعوى للتظاهر ضد قرار الحكومة وعدة قرارات أخرى وتم نشر عدد كبير من القوات الأمنية، هل تتوقعون اتساع التظاهرات كما حدث في تشرين؟
الأعرجي: المظاهرات هي دستورية وطبيعية لكن هذه التظاهرات التي يهيئها البعض هي تظاهرات سياسية، حتى ينقلوا الرفض السياسي إلى رفض شعبي ومن ثم يكون هناك جو عام ضد الحكومة والكاظمي.
*كل تلك الأوضاع الاقتصادية والأمنية الذي لا أحد منكم راضٍ عنها هل تعتقد أن الانتخابات ستتمكن من علاجها؟
الأعرجي: الانتخابات سوف لن تغير الشيء الكبير لكنها تعطي الأمل للشعب العراقي، لكن من المستحيل أن تكون هناك انتخابات في الشهر السادس، ومن الممكن أن تكون هذه التظاهرات سبباً لخلق نوع من الانفلات أو الفوضى لكي لا تكون هناك انتخابات مبكرة.
* من تتوقعون سيكون رئيس الوزراء العراقي القادم؟
الأعرجي: لا يوجد شيء يشير بالدستورإلى أن رئيس الوزراء من هذه الجهة أو تلك وإنما الكتلة الأكبر، وبحسب المحكمة الاتحادية تشكل بعد الانتخابات، وهذا يعني أي تحالف قريب من بعض القوى السنية والشيعية، وليس بعيداً يكون رئيس الوزراء القادم سني أو كوردي، وهذه المسألة إن حصلت وهي بداية فشل للقيادات الشيعية فهي بمثابة خيانة للمكون.
* الصدر يطالب التيار الصدري بأن يعد نفسه لنيل رئاسة الوزراء العراقية هل تتوقعون استلامهم للمنصب؟
الأعرجي: لا أتكلم نيابة عن سماحة السيد مقتدى الصدر الدورات السابقة كان ممكن للتيار الصدري أن يأخذ رئاسة الوزراء لكنه نأى بنفسه، إلا أن التيار لديه قاعدة جماهيرية واسعة، وهو الوحيد المسيطر على الشارع لكن تنقصه علاقات وتحالفات مع غيره لتشكيل الكتلة الأكبر حتى يختار منها رئاسة الوزراء، والتحالفات الأخرى سوف تمنع التيار الصدري من الحصول على منصب رئاسة الوزراء.
* العلاقات بين أربيل وبغداد والوفد الذي مضى على وجوده أكثر من أسبوع والحوار بين الجانبين حول الرواتب، ولم يتوصلوا بعد لنتيجة برأيكم هل الأجواء السياسية في العراق مناسبة للتمكن من التوصل لاتفاق بين الجانبين، وخاصة لم يعد هناك أي حجج أمام الحكومة فالوفد موافق على تسليم النفط وموافق على تسليم 50% من إراداته مستعد لتسليم بغداد كل ما تطالب به ضمن إطار الدستور بالاتفاق بين الطرفين ووفقاً للدستور لماذا لم توافق بغداد بعد برأيك؟
الأعرجي: رئيس الوزراء جاد بأن ينهي هذا الخلاف لكن الأجواء غير مهيئة لأن مشاكل الحكومة الاتحادية مع حكومة إقليم كوردستان قديمة، وكنا نؤجلها ونصدرها، كما كانت هناك تجاوزات دستورية من قبل الإقليم على بعض الصلاحيات الاتحادية، لكن راتب الموظف هو قوته لذلك الموظف الكوردي هو مثل الموظف في البصرة، وبالتالي هذه الخلافات يجب أن لا تكون سبباً في قطع أرزاق الناس، لأن الموظف هو موظف للجمهورية العراقية، وهذا سيساهم في تهديم النسيج الاجتماعي، والمشكلة هذه المرة كبيرة وباعتقادي لن تحل لأن البلد يمر بأزمة مالية واقتصادية كبيرة لذلك حتى واردات الإقليم لا يمكن تسديدها بالكامل، والمشكلة الأكبر أن الحلول جاءت وسط أجواء انتخابية، فبالتالي تريد بعض القيادات أو الكتل السياسية أن تنقل هذه الأزمة الحكومية إلى أزمة اجتماعية في الشارع حتى يستفادون منها انتخابياً.
*أغلب الأطراف الشيعية والبرلمانيين التابعين لهم قاموا بخلق حقد في الشارع الشعيي على إقليم كوردستان ما الذي يجب عمله للتخلص من ذلك الحقد في الشارع الشيعي لإقليم كوردستان؟
الأعرجي: هناك فرق ما بين الطبقة السياسية للمكونات وما بين الشارع العراقي، الذي يتأثر بهكذا تصريحات، وهذا يثير الرأي العام، باعتقادي إن كان هذا يحقق بعض النتائج الانتخابية لكنه سوف يؤدي إلى سلبية وطنية كبيرة، فالكل يعلم أن إقليم كوردستان لا يستطيع أن تكون دولة من دون العراق كما أن العراق يتأثر عندما يكون هذا.
*اذاً كيف يجوز اقحام رواتب موظفي اقليم كوردستان وقوت مواطني اقليم كوردستان في الخلافات السياسية، ذلك الإصرار ضد اقليم كوردستان ومواطنيه في وقت يتسلم فيه موظفون في بغداد والبصرة رواتب مزدوجة بينما لم يتسلم موظفو إقليم كوردستان رواتبهم منذ 3 أشهر، ولسنا متأكدين أن كانت العراق ستقوم بإرسال رواتب الأشهر 10 و 11 و12؟
الأعرجي: لا يوجد في البصرة من يتسلم راتبين، والإقليم بصورة عامة فيه خدمات أكثر.
* بعض الأطراف الشيعية تألب الشارع الشيعي ضد إقليم كوردستان في وسط وجنوب العراق في البصرة والناصرية والنجف وكربلاء يقولون إن نقودكم تذهب لإقليم كوردستان وكيف أصبحت أربيل بنقود البصرة والنجف ما رأيك بذلك؟
الأعرجي: لست مع هذا إذا كانت هذه مبالغ المحافظات الجنوبية فالخلل بالحكومة لأنهم لم يأخذوها قسراً، لكن كان هناك عدم مساواة في توزيع الثروة بين كل المحافظات، هناك حكومة عملت بشكل جدي واستثمرت، وذلك يتطلب بيئة آمنة واستقرار، وخاصة أن 90% من المشاريع الموجودة في أربيل استثمارية.
* ألم تكن بغداد غير مهتمة ومهملة لإقليم كوردستان حين تقول الإقليم تجاوز حقوقه الدستورية؟
الأعرجي: لو كانت المحاسبة منذ السنوات السابقة لما وصلنا إلى هذه المرحلة، وقد يكون الأمر خلاف سياسي، وأقول كل المحافظات مع إقليم كوردستان عراقية، ولذلك نتمنى حل الخلافات لا سيما في الأجواء الانتخابية لأن ذلك يهدد النسيج العراقي.
حاورته شبكة روداو الاعلامية