• Saturday, 23 November 2024
logo

المخرج الاذاعي حافظ مهدي .. احب المايكرفون منذ طفولته و ينظر اليه كما ينظر العاشق الى معشوقته

المخرج الاذاعي حافظ مهدي .. احب المايكرفون منذ طفولته و ينظر اليه كما ينظر العاشق الى معشوقته
حافظ مهدي هو الان احد الاقطاب الاعلامية في اذاعة بابل والتي تعود الى شبكة الاعلام العراقي،شارك في برامج الزائر الدولي في الولايات المتحدة الامريكية للاعلاميين عام 2004 ،فاز بالجائزة البرونزية في مهرجان القاهرة الدولي للاذاعة والتلفزيون عن اخراجه مسلسل سميرميس في ثلاثين حلقة حاز على جائزة افضل مخرج في دورة الاخراج الاذاعي في دولة قطر عام 1977...
كتابة: جوزيف الفارس

حافظ مهدي هو الان احد الاقطاب الاعلامية في اذاعة بابل والتي تعود الى شبكة الاعلام العراقي،شارك في برامج الزائر الدولي في الولايات المتحدة الامريكية للاعلاميين عام 2004 ،فاز بالجائزة البرونزية في مهرجان القاهرة الدولي للاذاعة والتلفزيون عن اخراجه مسلسل سميرميس في ثلاثين حلقة حاز على جائزة افضل مخرج في دورة الاخراج الاذاعي في دولة قطر عام 1977
عين رئيسا لقسم الدراما في الاذاعة العراقي ، ساهم في تاسيس اول اذاعة عراقية في بابل وهي اذاعة بابل , وعمل فيها مقدما للبرامج ومخرجا لها ومديرا لهذه الاذاعة الفتية .
صحيح ان العالم الذي يعيش فيه الانسان , لا يحدد سمات حياته المستقبلية مالم يعيش في تمنيات حياتية كطموح له من اجل تحقيق وترجمة هذه التمنيات الى واقع ملموس ليعيش سعادة في تحقيق هذا الطموح .
يعيش اجواء غريبة في عالمه , قد تعجبه او لا تعجبه , وانما يبقى الاختيار وبما يعجبه ومن خلال صدفة تحقق له ترجمة هذه التمنيات وبسعادة غامرة يعيشها ومن ثم يغوص في بحور الابداع والتالق , ليساهم في عملية التغيير والتطوير من اجل خلق جماليات احلام خياله , وتجعله يعيش حقيقة سعادته في رسم عالم دنيوي ملموس يساهم في تحقيق تطوير ماهو عليه من الموروث الكلاسيكي , ويستحضر من خيال ابداعاته ما يساعد على تحقيق جمالية الابداع في مسيرة يرسمها لحياته , ليساهم من خلالها في تطوير العالم الجمالي , لينبهر به , ويبهر الاخرين بهذا الانجاز العظيم .
هكذا كان ومازال المخرج والمبدع حافظ مهدي , كان في طفولته يتمنى ان يعيش في عالم يسوده الجمال , ينبعث من مشاعر واحاسيس تواقة لتحقيق من ترجمة هذا الجمال الى واقع ملموس , لقد ابهره الكون بسمائه وباشجاره الخضراء والباسقة الطول , وبازهاره الزاهية الالوان , ابهره المطر وهو يهطل على حقول المزارعين ليروي عطش الارض , ويرفد روافد نهري دجلة والفرات بمياه عذبة رقراقة تروي الانسان وتبدد عطشه , لقد احب العراق , وارضه الخصبة , وعالمه الذي كان يبني عليه اختياراته في مسيرة طويلة يساهم في التغيير والتطوير من اجل تحقيق جمالية الحياة والتغيير من كلاسيكيتها الطبيعية , من اجل خلق حياة بمستوى طموحاته التي بناها في خياله , وحققها ضمن مسيرته الفنية , ولهذا كان الجمال يبهره جدا , ويتقرب اليه كعاشق يتغزل بكلام العاشقين فيه من المشاعر والانسانية , وباحاسيس من يحب بصدق المشاعر والاحاسيس الغيورة , لتحقيق هالة من عذرية الجمال ليبهر الناظرين الى جماله .
انه مخرج , لا يقلد , ولا يتاثر الا بما يعجبه ويؤمن بجماله , لقد احب المايكرفون منذ صغره وهو ينظر اليه كما ينظر العاشق الى معشوقته , ولا سيما في الاحتفالات التقليدية , ليثير التسائل مع نفسه عن كيفية قدرة هذا الجهاز من تضخيم صوت الانسان ليصل به الى اسماع الجماهير المحتشدة ضمن تلك المحافل في المناسبات الوطنية والثقافية والسياسية , كيف ان هذا الجهاز الاسود والذي اسمه المايكرفون يستطيع من خدمة الانسان ليساعده على توصيل صوته الى مساحة واسعة ليصل الى مسامع اخر انسان حاضرا في ذالك المحفل .
وبقي هذا الفضول يعيش مع نفسه , ويتمنى الحصول على الاجابة التي ترضي هذا الفضول ليعيش سعادة تحقيق العثور على ارضاء هذا الفضول بالاجابة المقنعة له , كان يهرع الى مساعدة من كان يشرف على اقامة تلك الاحتفالات لتلك المناسبات ليهرع وهو طفل صغير الى احتضان المايكرفون ليداعبه بانامله الجميلة , ويتغزل معه , وهو يمعن النظر في تركيبة اجزائه , هامسا بحبه العذري له , كانت تمنيات ,,, واخيرا تحققت وترجمت هذه التمنيات الى واقع ملموس حينما دخل معهد الفنون الجميلة ليعيش سعادة لا توصف بعلاقة طلابية مع زملائه في اجواء مليئة بالنصوص المسرحية العالمية وبموجب حبه واستعداداته لاكتساب الثقافة والمعلومات والتي تسلحه بالمعرفة والثقافة . ان حافظ مهدي مخرجا بارعا , يعتمد على ثقافته , ويكتسب من الاخرين ثقافة وتجربة يستخدمها لصناعة في اخراج برامجه الاذاعية , ولهذا كان دائما متفوقا في اعماله الاخراجية في الاذاعة . وبعد ان انهى دراسته الاكاديمية اعتمده المخرج مهند الانصاري في اسناد مهام اخراج الدراما الاذاعية فاجاد حرفيته .
لقد دلف هذا الهاوي الى الاذاعة قبل ان يدخل الى معهد الفنون الجميلة , حيث منح حبه للاذاعة بالانصات الى معظم برامجها , وكان من المراسلين الجيدين لمعظمها , وصديقا حميما لهم , ولا سيما اعجابه باعمال المخرج الراحل زهير عباس , لقد دخل الاذاعة ومن خلال برامج الراحل الفنان راسم الجميلي , دخل الى هذا العالم والذي كان يحلم به منذ طفولته , دخل الى الاستوديوهات , وهو مبهوت ومنبهرا بهذا الجهاز والذي علم فيما بعد ان اسمه المكسر , تحسسه وهو لا يعلم شيئا عنه , وكذالك حينما شاهد صديقه الحميم منذ طفولنه وهو لا يعلم شيئا عنه سوى انه يتذكر اسمه المايكرفون , فاخذ شهيقا ومن ثم ابتسم لهذا الصديق مبتسما وفرحا لمشهده , اضافة الى كل هذا تعرف على معظم الفنانين والذين لم يعرف عنهم شيئا الا من خلال الاستماع الى اصواتهم ومن خلال التمثيليات التي كان يعشقها وينصت اليها , لقد فرح بهذا العالم الجديد , ومن هنا انطلقت مساهمات اعماله البسيطة مع معظم المخرجات والمخرجين ومساعدتهم في حمل الاشرطة والخاصة بهم الى استوديوهات التسجيل والمونتاج , ولكنه اكتسب تجربة استطاع من خلالها ان يعمل بوظيفة مساعد مخرج لمعظم المخرجات والمخرجين , ومن بعدها استطاع ان يعمل بوظيفته الجديدة ( مخرجا في الدراما الاذاعية ) .
كان المخرج حافظ مهدي يملك من الاخلاق الرفيعة ومن خلالها توطدت علاقته مع جميع العاملين في الاستوديو ومنهم الممثلين المشاركين في تسجيل الدراما الاذاعية , حيث اعطى من تجربته ما تساعد الفنانين على الاداء في التمثيل , وكيفية التعامل مع المايكرفون , كان يهتم جدا في تفسير الشخصية ويعمل على تحليلها , وعلى تبسيطها , وان يقربها الى الممثل , وكذالك يساعده على كيفية ايجاد البناء في تعامله مع الفعل ورد الفعل , وبهذه العلاقة كان يخلق من الممثل العادي ممثلا مبدعا يرسمه وفق اجتهاداته الثقافية , كان يحسب للمايكرفون حسابات وفق المساحات للمسافات ويحدد موقع كل ممثل من المايكرفون بعد هندسة الصوت والتي يجريها قبل كل تسجيل , ليعطي دلالات وتفسيرات للمساحات وفق ما تتطلبه عملية توصيل الجو العام للمسمع التمثيلي .
لقد تاثر المخرج حافظ مهدي بالفنان المرحوم مهند الانصاري , واخذ عنه تجربة العمل الاذاعي وكيفية التعامل مع الممثلين اثناء اداء ادوارهم وتمثيلهم في التمثيلية الاذاعية .
انه يعلل هذا الاهتمام بقوله : ( يجب ان اعمل على ايصال الجو العام للمسمع التمثيلي الى المتلقي كي انجح في خلق عملية الانبهار والتشويق , وان اخلق عالما من الاجواء التي تمكن للمتلقي ان يعيش اجواء المسامع التمثيلية , او المسلسل الاذاعي , ولهذا كنت ومازلت اعتبر من واجبي الاهتمام بالصوت والالقاء , والتاكيد على مخارج الحروف والفاظها الصحيحة ) , هو ناجح في اختياراته للاصوات التي يراها مناسبة لخدمة عمله في تسجيل التمثيلية الاذاعية والسبب يعود الى عدم مساومته او مجاملته وعلى حساب فنه , بقدر ما كانت اهتماماته تنصب على الممثلين الجيدين والمثقفين منهم في حرفية التمثيل الاذاعي , وهذا كان احد اسباب نجاح اعماله الدرامية في الاذاعة .
حافظ مهدي مخرجا يتصف بالذكاء والشجاعة معا , هو جريئا لا يخاف من زخمة الاعمال , لانه يعمل على جدولة تنفيذ اعماله مع معظم كتاب النصوص الاذاعية بجدول يساعد على تنسيق وتنفيذ اعماله الاذاعية , هو يحب اختيارات جميع اعماله بنفسه و الاتفاق والتنسيق مع جميع الكتاب من الذين يتعامل معهم مشيرا اليهم و بما يخدم عمله في الاخراج ويساعد على نجاح عمله , ولهذا كانت علاقته مع المؤلفين للنصوص الدرامية علاقة حميمية , وصداقة يعتمدها من اجل خلق اجواء ايجابية تساعد على انجاح مهمته كمخرج , يهدف من خلال هذا تحقيق النجاح للعمل الذي يسند اليه , ولهذا هو لا يحب ان تفرض عليه الاعمال ولا سيما تلك التي لا تعجبه فكرتها , فيحاول تجنبها باسلوب لا يجرح من خلاله اصحاب تلك النصوص , ولا المسؤلين الذين يشرفون على ادارة قسم الدراما .
لقد كانت اعمال المخرج الراحل مهند الانصاري مدرسة له استفاد من تجربته ثقافة عملية ساعدته على اجتياز المراحل الصعبة في الاخراج الاذاعي , ومن خلال هذا المنهاج الذي سار عليه اختار رواية الباشق من تاليف عبد الخالق الركابي والتي شارك في تجسيد ادوارها اكثر من 55 ممثلة وممثل , حيث استعان في تصميم الموسيقى التصويرية لهذا العمل بالموسيقار العراقي المبدع رائد جورج , ولهذا استطاع ومن خلال نجاح جميع اعماله ان يمد جسور التعاون بينه وبين جميع الروائيين منهم : فؤاد التكرلي , وعبد الرحمن مجيد الربيعي , واستطاع بفطنته وتجربته ان يعد راوياتهم اعدادا دراميا للاذاعة وان ينجح في مهامه والتي ابهرت جميع النقاد والصحافة وحتى المتلقي والذي عشق اسم هذا المخرج المبدع ---- حافظ مهدي .
Top