الخبير بالشؤون الكوردية براندن أوليري: الدستور العراقي يمنح الكورد الحق بحفر آبار نفطية جديدة
July 31, 2020
مقابلات خاصة
البروفيسور براندن أوليري، متخصص في العلوم السياسية بجامعة بنسلفانيا الأميركية وخبير بالشؤون الكوردية، ويتابع عن كثب القضية الكوردية في جميع أجزاء كوردستان. تعد رؤاه لمستقبل أجزاء كوردستان موضع اهتمام بفضل تحليلاته للخلافات بين الأحزاب الكوردستانية ودراساته للأحداث في كوردستان ومواقف دول المنطقة والقوى العظمى العالمية...البروفيسور براندن أوليري، متخصص في العلوم السياسية بجامعة بنسلفانيا الأميركية وخبير بالشؤون الكوردية، ويتابع عن كثب القضية الكوردية في جميع أجزاء كوردستان. تعد رؤاه لمستقبل أجزاء كوردستان موضع اهتمام بفضل تحليلاته للخلافات بين الأحزاب الكوردستانية ودراساته للأحداث في كوردستان ومواقف دول المنطقة والقوى العظمى العالمية، فضلاً عن كونه عمل مستشاراً شارك في كتابة الدستور العراقي عام 2005.
يطرح البروفيسور أوليري ملاحظات جديدة ورؤى دقيقة جديرة بالاهتمام عن القضية الكوردية عموماً، وخاصة في جنوب كوردستان، وعن طريقة التعامل مع الحكومة الاتحادية العراقية ومستقبل روجافايي كوردستان.
* خلال الشهر الحالي، تحدثتم في محاضرة بواشنطن عن الخلاف بين الكورد وتأثيره على عدم تحقيق الكورد لأهدافهم. هل تعتقدون أن الشقاق والخلاف الداخلي باتا مرضاً كوردياً مزمناً؟
- لست واثقاً إن كان استخدام صفة "مرض" مناسباً أم لا، لكن من المعلوم أن الانقسام الداخلي الكوردي مزمن وطويل الأمد. فلو اطلعت على ملاحظات وتحليلات مؤرخي القرن التاسع عشر، ستجد أن الكورد وصفوا كأمة منقسمة أو قبلية كلياً. يظهر أن كثيراً من تلك الانقسامات التاريخية تم إغفالها في مطلع هذا القرن، القرن الحادي والعشرين. اتحد الكورد في إقليم كوردستان العراق. باشر حزب العمال الكوردستاني تطبيق ستراتيجية أكثر سياسية وأقل عنفية. تهيأت فرصة لكورد سوريا، لكنها لم تتوفر لكورد إيران بالتأكيد. الذي يلفت اهتمام المراقبين الأجانب، هو كيف يمكن للانقسام الكوردي أن يُحفز بسهولة ويُستثمر من جانب القوى الخارجية. كما أن تلك القوى الخارجية تطوق كوردستان من الجهات الأربع. لو أراد الكورد في أي جزء من كوردستان أن يبلغوا أهدافهم، عليهم أن يتعلموا كيف يعملون مع الآخرين. أن يتخذوا خطوات ناجحة ولا يسعوا لتحقيق أهدافهم على حساب الكورد الآخرين.
* انقسام الكورد واضح جداً. هل تعتقدون أن هذا جاء نتيجة الإخضاع طويل الأمد لكوردستان والأمة الكوردية، أم أن هناك أسباباً أخرى أهمّ تقف وراءه؟
- لا شك أن القوى الخارجية، ومن بينها الدول التي يعتقد الكورد أنهم يعانون على أيديها، تبذل كل جهد لاستثمار الخلافات الداخلية الكوردية، لكن الخلافات بين الكورد حقيقية ولها تبعاتها. في إقليم كوردستان، أثار الاتحاد الوطني الكوردستاني في أواسط التسعينيات حرباً أهلية داخلية. الموروث الذي خلفته تلك الحرب برز في 2017 عندما تواطأ قسم من الاتحاد الوطني الكوردستاني مع بغداد وإيران لمنع نجاح الاستفتاء. في سوريا أيضاً، انقسم الكورد على جبهتين، جبهة حزب العمال الكوردستاني وجبهة الأطراف الأخرى. هذا أيضاً يمثل خطراً إضافة إلى كون الحكم الذاتي في روجافا يتعرض لتهديدات كبرى حتى في حال وجود تحالف ناجح بين الكورد أنفسهم. يأتي حزب العمال الكوردستاني في مقدمتهم فهو يريد احتكار القضية الكوردية في تركيا، وهذا يعني أن الأحزاب الكوردية في تركيا لا تستطيع حشد الناس حولها بنجاح. نصف كورد تركيا تقريباً يصوتون لصالح الأحزاب القومية التركية. الصراع الداخلي بين الأحزاب الكوردية واستقتالها في سبيل اختلاق تأثير، يضعف كل حركة كوردية بصورة فاعلة.
* طيب، مرة أخرى أعود إلى محاضرتكم. أبديتم خلال محاضرتكم تخوفكم من قيام إقليم "سليمانيستان". لماذا تفكرون هكذا، وترون أن الكورد ماضون باتجاه المزيد من التشتت وليس باتجاه الاتحاد؟
- أعتقد أن المصاعب التي ظهرت في العراق نتيجة تفشي فيروس كورونا وتدهور أسعار النفط، كذلك الخلافات بين بغداد وأربيل، كل ذلك معاً خلق المزيد من الأزمات بين بغداد وكوردستان، وفي داخل إقليم كوردستان لا تزال هناك خلافات لم تُحَلّ تعود إلى العام 2017. يبدو لي أن قسماً من الاتحاد الوطني الكوردستاني سيكون أسعد لو أنه حكم السليمانية بنفسه لا أن يكون جزءاً من إقليم كوردستان. لذا فإن هناك خطراً كبيراً يتمثل في نشوء سليمانيستان، والطرف الوحيد المستفيد من هذا هو بلا شك عرب بغداد وحكومة إيران. لهذا فإن حل الصراع القائم بين أربيل والسليمانية مهم لاستقرار إقليم كوردستان.
* كخبير في الشؤون الكوردية تتابعون عن بعد خلافات الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان، إلى ماذا تعزون الفرقةَ في إقليم كوردستان؟
- على ما أرى فإن الخلافات الأساس نابعة من مصدرين: أولهما، وبلا شك هو قرار إيران وتركيا استثمار الخلافات الداخلية الكوردية. المصدر الثاني، موجود داخل إقليم كوردستان، فلو عدنا إلى الخلف عدة سنوات نجد أن الاتحاد الوطني الكوردستاني هو أكثر الأحزاب تشتتاً. فقد انشق عنه واحد من أجنحته وشكل حركة التغيير. الخلافات الداخلية لهذا الحزب وضعف وتخوف قسم من قياداته التي تخاف من تحول الحزب الديمقراطي الكوردستان إلى الحزب الأول في إقليم كوردستان لدرجة أنها مستعدة لتشكيل تحالفات مع قوى من خارج إقليم كوردستان لأجل الحفاظ على سلطتها. كالتحالف مع بغداد والتحالف مع إيران. هذا يعني أن العائق يتمثل في أن واحداً من الأحزاب القوية في كوردستان مقسم إلى عدد من الأجنحة ولا يستطيع البقاء كقوة مؤثرة عند الشعب الكوردي. أنا أرى أن هذا الانقسام الداخلي للاتحاد الوطني الكوردستاني هو السبب الرئيس للخلافات في إقليم كوردستان.
* أريد الرجوع قليلاً إلى الخلف، إلى الوقت الذي بدأت فيه تركيا عملياتها التي استهدفت روجافايي كوردستان. كان كثير من المثقفين والسياسيين في الدول الغربية متفقين في السنة الماضية على حماية روجافايي كوردستان من الهجمة التركية، لكن يوجد خلاف عميق بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي في سوريا، بحيث أن الوساطة الأميركية عجزت عن مصالحتهمها. كيف ترون مستقبل روجافايي كوردستان؟
- يؤسفني أن مستقبل روجافا يبدو معتماً. قبل سنوات عندما كان لا يزال هناك احتمال قوي في أن يتمكن كورد سوريا من إجراء مفاوضات على الحكم الذاتي مع النظام السوري. كان يمكن أن يحدث ذلك، لو أن روسيا وأميركا منعتا معاً تركيا من مهاجمة روجافا ومنعتاها من احتلالها، لكنهما للأسف لم تفعلا ذلك. لكن رغم وجود هذه التهديدات الخارجية على وجود روجافا، لم يتمكن كورد سوريا من الاتحاد حتى الآن. ما أقوله هو رأيي الخاص. حزب العمال الكوردستاني هو القوة المسيطرة في تلك المناطق، ولا شك أن حزب العمال الكوردستاني يريد السيطرة الكاملة على الستراتيجيات والسياسات الكوردية. فشل حزب العمال الكوردستاني في اتخاذ قرار يسمح لكورد سوريا بأن يسلكوا مسارهم الخاص بعيداً عن مسار كورد تركيا. فلو سمح حزب العمال الكوردستاني بذلك، لكانت هناك حسب ما أرى فرصة صغيرة للحفاظ على الحكم الذاتي في روجافا. ما يجري الآن هو أن ستراتيجية حزب العمال الكوردستاني وفرت لتركيا ذريعة التوغل في شمال شرق سوريا بدون معارضة دولية كبيرة. هنا من المهم أن لا نلقي كل اللوم على كورد سوريا وحدهم. السبب الرئيس الذي وضعهم في الحالة المتأزمة الحالية هو الستراتيجية المشوهة للرئيس الأميركي دونالد ترمب. حيث تعهد في البدء بحماية الكورد. لكن ثبت بشكل لا يقبل الشك أن ذلك العهد كان فارغاً، بعد سحب عدد كبير من القوات الأميركية. لهذا بات كورد سوريا الآن في هذا الوضع المعقد. أنا أرى أنه فقط في حال حصول تغير جذري، وإلا فإن من المتوقع أن يقضي نظام البعث السوري وتركيا معاً على مشروع الحكم الذاتي في روجافا.
* أشرتم إلى الحكومة التركية، وسأستمر من هناك، حيث أن هنالك حالياً الكثير من الانتقادات الشديدة التي توجهها المراكز الأكاديمية والإعلامية وحتى من كثير من سياسيي الدول الغربية، للسلطة التركية ولأردوغان. هل ترون بأن هناك فرصة جيدة لحل القضية الكوردية في تركيا مستقبلاً؟
- هذا سؤال مهم جداً. أعتقد أن جميع الحكومات الأوروبية أدركت أن أردوغان قد فشل في الوفاء بتعهداته بدمقرطة تركيا. تبيّن لأميركا أن تركيا أقامت تحالفاً مع روسيا لشراء معدات حربية. تركيا متورطة بصورة فعالة في الحرب الأهلية الليبية، وتحتل شمال سوريا، أي روجافا، وتحتل عفرين، وهاجمت الجزء الذي يعده كل العالم شمال العراق ونسميه نحن إقليم كوردستان. من الناحية العسكرية، نشرت تركيا قواتها في المنطقة. لديها الآن مشاكل مع كل جيرانها. في مطلع هذا القرن، انتهج حزب العدالة والتنمية سياسة "تصفير المشاكل مع الجيران"، لكن لديها الآن مشاكل مع كل الدول المجاورة لها. إضافة إلى هذا، تعاني تركيا الآن تضخماً اقتصادياً كبيراً. في هذه النقطة، أرى أن أردوغان الآن مهدد أكثر من أي وقت بأن يزاح عن السلطة. السؤال الرئيس بالنسبة إلى الكورد هو ماذا عليهم أن يفعلوا عندما تتهيأ هذه الفرصة؟ أنا أرى أنه من المعلوم أن ستراتيجية حزب العمال الكوردستاني في تركيا لم تكن ناجحة ولن تنجح. هذا هو رأيي الخاص. إذا اتبع حزب العمال الكوردستاني ستراتيجية سلمية في تركيا، بمعنى أن يلقي السلاح على الفور، أعتقد أنه إذا اتبع ستراتيجية سلمية، ستكون أمامه فرصة قيام أوروبا وأميركا بالمساعدة على تحقيق حقوق الإنسان في تركيا.
* أريد الرجوع قليلاً إلى التاريخ، أنتم تعلمون أن الوعد الذي قطع للكورد لإنشاء دولة كوردستان بموجب معاهدة سيفر، جرى التراجع عنه في معاهدة لوزان. كان الرابع والعشرون من هذا الشهر الذكرى المئوية للتوقيع على معاهدة لوزان. المعاهدة التي ليست تركيا راضية عنها حتى الآن. هل تعتقدون بظهور فرصة أخرى لاستقلال كوردستان؟
- أجل أعتقد أنه ستكون هناك فرصة أخرى. لكن ليس معلوماً متى سيحدث ذلك. نعلم أن سوريا والعراق في مستوى عالٍ من اللااستقرار، إنهما ليسا مستقرين إلى أبعد الحدود. لهذا ستكون هناك فرصة أخرى لكورد سوريا وكورد العراق ليؤسسوا حكماً ذاتياً فعالاً يتبعه احتمال التحول إلى دولة مستقلة، لكن لكي يحصل ذلك يجب على الكورد أن يؤسسوا مؤسساتهم السياسية بنجاح. مع وجود أكبر نسبة من التعاون بين الكورد أنفسهم، وكذلك التعاون مع الأقليات القاطنة في المنطقة لكي ينجحوا في عملهم. أما عن استقلال كوردستان تركيا، أعتقد أنه احتمال يتضاءل مع مرور الوقت، والسبب هو أن سكان تركيا الكورد وبسبب الحروب السابقة وستراتيجية ترحيل السكان التي تتبعها الدولة التركية، أصبح السكان الكورد موزعين على جميع أنحاء تركيا، أكثر من ذي قبل بكثير. الكورد موجودون الآن في غرب تركيا، ويعيش عدد كبير منهم في إسطنبول. هذا يقلل فرص قيام دولة كوردية. لكن هذا لا يعني أنه لن تتسنى لهم أي فرصة لإنشاء نوع من الحكم الذاتي في المناطق التي تسميها تركيا جنوب شرق البلاد، ويسميها الكورد شمال كوردستان.
* تقضي المادة 140 من الدستور العراقي بأن يعاد تنظيم حدود المحافظات العراقية وحل مشكلة كركوك، وحسم مصير 42% من أرض كوردستان العراق بصورة عامة. ماذا باعتقادكم يمكن أن يفعل الكورد في هذا السياق، وخاصة د. برهم صالح بصفته رئيساً لجمهورية العراق؟
- هذا سؤال جيد وهو في نفس الوقت سؤال صعب. معلوم أن موقف الكورد اليوم أضعف بكثير مقارنة مع سبتمر 2017. لو عدنا إلى الدستور العراقي نجد أن مهمة رئيس جمهورية العراق هي ضمان عدم انتهاك الدستور. يجب أن يوجه الكورد لأنفسهم سؤالاً عقلانياً، وهو ما فائدة وجود رئيس جمهورية كوردي إن لم يُقدِم رئيسُ الجمهورية هذا على حماية الدستور؟ أنا أرى أن من المناسب جداً أن يطالب الكورد الرئيس برهم صالح بحل للمناطق المتنازع عليها وبضمنها كركوك. فرئيس الجمهورية هو الشخص الذي يستطيع من خلال وسائل نافعة أن يهيء الأرضية لتحقيق حل سلمي وديمقراطي. ربما لن ينجح هذا في هذا التوقيت، بسبب تبعات أحداث 2017. بحيث يجعل الكورد يتأقلمون مع حقيقة أنهم لن يتمكنوا من استعادة كركوك، على الأقل لفترة طويلة جداً. أنا أرى أن الأهم من كل هذا هو أن يعمل الكورد على تقوية إقليم كوردستان الحالي، إلى أن يتمكنوا من السعي لأجل تحقيق النجاح. فيحولوه إلى مكان يستقطب أنظار كركوك والمناطق الأخرى إليه، ويجعلهم يريدون أن يكونوا جزءاً من إقليم كوردستان في المستقبل.
* السيد أوليري، لم يكتب دستور إقليم كوردستان حتى الآن، وقد عدّ رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، في خطاب تنصيبه هذا الأمر واحداً من مهامه المهمة، لكن لم يحصل شيء حتى الآن. هل يمكن للدستور أن يكون سبباً لتقليل التشتت؟
- أعتقد أن كتابة الدستور سيوفر فرصة لتوحيد الكورد في إقليم كوردستان. أجل، هناك مجموعة مسائل ومشاكل بين الكورد، كأي أمة أخرى، هناك اختلافات بين الكورد على أساس الدين، اللغة، اللهجة، الطبقات وغيرها. إضافة إلى كتابة دستور يكون ملائماً لكوردستان الحالي في إطار العراق ودولة كوردستان المستقلة مستقبلاً. هذا جزء مهم من عملية بناء وحدة الصف في إقليم كوردستان. واحد من الأسئلة الأساسية هو هل سيكون إقليم كوردستان ذا نظام رئاسي أم نظام برلماني يتولى فيه رئيس الوزراء وكابينته الحكومية السلطة الرئيسة والتنفيذية. أنا أعتقد أن حسم هذا التساؤل ممكن، إذ يمكن أن يعرض على شعب كوردستان من خلال استفتاء. إن كانت هناك مشاكل لا تستطيع الأحزاب حسمها فيما بينها، يمكن عرضها على الجماهير الكوردية لتتخذ قرارها بشأنها. إن كانت عملية كتابة الدستور شفافة ومفتوحة، تدعو الشعب للمشاركة فيها، وتوفر الفرصة للشباب والشيوخ والنساء والرجال للمشاركة في اتخاذ القرار حول صورة كوردستان المستقبل التي يفضلونها. هذا سيكون أمراً إيجابياً. من خلال هذا سيحمي الكورد أنفسهم من كل محاولة سواء أكانت من جانب بغداد أم من أي قوة خارجية لإضعاف إقليم كوردستان.
* أنتم تعتقدون أن المساحة الكبيرة ليست مهمة لوجود دولة قوية، وأن المهم هو القوة الاقتصادية والوحدة الداخلية. هل يمكن لإقليم كوردستان أن يكون مكاناً لنشوء نموذج شبيه بسنغافورة؟
- لا أظن أن كوردستان قادر على أن يكون مثل سنغافورة. لأنه للأسف يفتقر إلى حدود على البحر أو المحيط. لكني أعتقد أن كوردستان يمكن أن يكون ناجحاً اقتصادياً. واضح أنه منفتح، منفتح بحرية على الاستثمار الأجنبي. كما أن سكان إقليم كوردستان حالياً أكثر وعياً وانفتاحاً على الاستثمار الأجنبي، ومن الناحية الاقتصادية يتمتع إقليم كوردستان بامتيازات تفوق ما للدول المجاورة. تطوير القطاع الزراعي سيكون أمراً ممتازاً. يمر إقليم كوردستان حالياً بأوضاع اقتصادية صعبة، وبالتحديد نتيجة تدهور أسعار النفط، لكن يمكن استغلال هذا كفرصة لتنويع المصادر الاقتصادية. هذا سيحمي كوردستان عندما لا يعود النفط جزءاً مهماً من اقتصاد العالم. هذا سيحصل مستقبلاً. ربما سيستغرق الأمر ثلاثين سنة. خلال هذه المدة يجب أن يجد إقليم كوردستان مصادر أخرى للدخل عدا النفط. هذا لا يعني التخلي عن النفط والغاز، لكن عليهم الاستعداد لتنويع مصادر الدخل.
* سيد أوليري سأطرح عليكم سؤالي الأخير. دستور سنة 2005 العراقي منح الكورد بعض الحقوق، خاصة في مجال الطاقة. لكن بغداد تطالب بكل نفط وغاز إقليم كوردستان. برأيكم ماذا على إقليم كوردستان أن يفعل؟
- لا ينبغي لإقليم كوردستان أن يتخلى عن أي من حقوقه الدستورية، أقصد دستور 2005. فبموجب هذا الدستور حصل الكورد على حق حفر حقول نفط جديدة، وهذا ما فعلوه ونجحوا فيه. لا يجوز أن يتخلوا عن هذا الحق، لكن أعتقد أن الأمر يستحق منهم الدخول في حوار ويحاولوا التوصل إلى اتفاق مع العراق الاتحادي بخصوص تقاسم عائدات البلد. اتفاق يكون ثابتاً لا يمكن تغييره بعد فترة بسبب القرارات الاعتباطية التي تتخذ. يمكن للكورد أن يخوضوا حواراً بخصوص التقسيم العادل للعائدات، والتوزيع الشفاف للعائدات. كما لا أعتقد أن هذا ينافي الدستور، قيامهم بالإعداد للتصدير بالشراكة مع بغداد. ثم تقسيم العائدات بصورة عادلة. أنا أرى أن من الضروري أن يتمسك إقليم كوردستان بحقوقه الدستورية ما أمكنه ذلك. أن يصر على تلك الحقوق في حواره مع بغداد. الموضوع ليس كون بغداد في موقع أقوى بكثير، فهناك أيضاً انقسامات دائمة. صفحة رئيس الوزراء الجديد نظيفة. كما أعتقد أن إدارة جديدة ستتولى الأمور في أميركا قريباً، برئاسة جو بايدن، وهذا سيصب في مصلحة حماية الحقوق الدستورية لكوردستان. كوردستان يحتاج فقط إلى الصمود فترة أخرى حتى تتشكل إدارة جديدة في أميركا، أي في كانون الثاني 2021.
حاورته شبكة روداو الاعلامية