نجات على مسؤول محور مخمور في قوات البيشمه ركه لمجلة كولان:الخطة العسكرية التي وضعها الرئيس البارزاني لتحرير مخمور أبطلت أسطورة داعش
December 22, 2014
مقابلات خاصة
بعد شن أرهابيي داعش هجومهم ضد أقليم كوردستان وأحتلالهم لقضاء مخمور في شهر آب الماضي فقد قرر السيد مسعود بارزاني رئيس أقليم كوردستان أن يغدو هو بيشمه ركه مرة أخرى ويقود هذه الحرب المصيرية تحت شعار(كوردستان أو الفناء) وبعد أعلان الحرب الشاملة ضد أرهابيي داعش فقد باشر في إعادة تنظيم قوات البيشمه ركه وقد أنطيت في هذا الأطار المسؤولية العسكرية لمحور مخمور للسيد نجات على عضو قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني و مسؤول الفرع ال 23 للحزب وقد تم خلال أيام معدودة، وعلى ضوء الخطة العسكرية التي صاغها الرئيس البارزاني، تطهير قضاء مخمور و العديد من القرى وقمم الجبال من أرهابيي داعش ما حول أتجاه الحرب لصالح البيشمه ركه وإبطال أسطورة داعش الذي كان العالم يعتقد أنه غير قابل للدحر وقد أجرت مجلة كولان هذا الحوار مع السيد نجات على مسؤول محور مخمور:• كيف تسنمتم المسؤولية العسكرية لهذا المحور؟
- المعروف أن الرئيس البارزاني يتولى كبيشمه ركه مقدام الأشراف على جميع جبهات الحرب وهو قائد عسكري كف وهي ليست بالمرة الأولى التي يشرف الرئيس البارزاني فيها على جبهات القتال، وعندما قام أرهابيو داعش بمهاجمة منطقة مخمور فقد أشرف الرئيس البارزاني شخصياً على القتال والذي واجهنا فيه أرهابيي داعش وجهاً لوجه ولم نسمح لهم بإحتلال جميع أجزاء القضاء، لا بل أقل من نصفها، وكان أن كلفني الرئيس البارزاني ، الذي كان يتابع القتال شخصياً، بقيادة محور مخمور والسيد سيروان بارزاني مشرفاً عاماً على المحور، تمكنا، وفق الخطة التي وضعها الرئيس البارزاني، من جمع قواتنا خلال أقل من يومين وإعادة تنظيمها وباشرنا هجومنا العام على داعش عبر(4) أتجاهات و تحرير مخمور في ظرف ساعتين فقط وجاء هذا النصر الكبير نتاجاً للخطة المحكمة التي وضعناها ، حيث تمكنت قوتنا خلالً هذه الفترة القصيرة من تحرير(مخمور)وتعاقبت بقية القوات على دخول القضاء بعدنا بساعة أو ساعتين، وتأتي ملاحظاتي هذه تنويهاً بالخطة العسكرية التي تمت صياغتها بإشراف من الرئيس البارزاني وأن تلك المهمة والتخطيط الجيد قد غير مسار الحرب لصالح البيشمه ركه وهي نتاج تجربة القيادة الحكيمة للرئيس البارزاني وكان من دواعي أعتزازنا ان تمكنا من السير كبيشمه ركه مخلص وعند طموحات الرئيس البارزاني من تنفيذ الخطة بنجاح.
• وهل قام الرئيس البارزاني بإرسال المزيد من القوات المساندة لكم؟
- لقد كان الرئيس البارزاني، كما أشرت، يقوم شخصياً بالأشراف على القتال وأرسل لنا رجال حمايته الشخصية و حماية السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة أقليم كوردستان لمساندتنا وهم رجال أكفاء و ذوو خبرة وكان لهم دور متميز في تحرير مخمور و حماية المدينة وكان أن زارنا السيد رئيس الأقليم بعد تحريرها وهنأنا بالنصر المبين.
• كثيراً ما شاركت في معارك البيشمه ركه والعمليات الفدائية، فهل لاحظت أية ممارسات مختلفة في حرب داعش؟
- كان أحد الأسباب التي سهلت على داعش أحتلال نصف منطقة مخمور هو القابليات القتالية الجيدة التي أتسموا بها وأستخدامهم لمجموعة من (التاكتيكات) العسكرية الجديدة مثل العبوات الناسفة وحرب نفسية ووحشية مثل نشر أشرطة الفيديو حول ذبح أعدائهم وأستعباد و سبي النساء، والتي كانت تختلف عن الأساليب، التي كانت الأنظمة العراقية المتعاقبة تتبعها ضدنا أي أن ذلك كان أسلوباً جديداً من القتال بالنسبة للبيشمه ركه في البداية وكان علينا أن نؤهل البيشمه ركه مع هذا الأسلوب الجديد في القتال، أن تمكنا من تغيير أتجاء الحرب في أطار الخطة المحكمة التي وضعت لتحرير مخمور وتحطيم أسطورة داعش وأثبت البيشمه ركه للعالم أجمع أن أرهابيي داعش ليسوا (الأسطورة التي لاتقهر) بل تم تدميرها في جبهات القتال إلا أنها لا تزال تعتبر أسطورة في بعض الشبكات الأعلامية .
• كقائد عسكري، ما مدى معلوماتكم حول تشكيلة أرهابيي داعش؟
- يتألف تنظيم داعش، أوما يسمى الدولة الأسلامية، وفق المعلومات المتوفرة لدينا، من(3) مجموعات رئيسية وهي :
1- مجموعة المجاهدين، وهم أناس تدفقوا من مختلف أنحاء العالم وعددهم محدود إلا أنهم أرهابيون في غاية الشراسة وهم من يقومون بتفجير أنفسهم.
2- أناس سبق لتنظيم داعش أن نظمهم داخل العراق والذين أصبحوا بعد أحتلال الموصل وتكريت جزءاً من قوات داعش، وهم يشاركون في حروب داعش ولكن لا يفجرون أنفسهم .
3- وهم أناس تعلقوا بهذا التنظيم من أجل مصالحهم الشخصية وعلى العموم فإن مسلحي داعش هم ليسوا القوة العاتية التي تظهرونها أنتم عبر شبكات الأعلام، وقد رأيناهم نحن البيشمه ركه قوات متراخية وقد قمنا عملياً بدحرهم وتطهير العديد من المناطق من دنسهم بل قمنا بتطهير بعض القرى التي لم تكن تحت سيطرة البيشمه ركه قبل هذه الحرب.
• أي أن نقطة التحول في هذه الحرب بدأت من تطهير مخمور؟
- لقد كانت عمليات تطهير مخمور أبرازاً وأظهاراً لواقع أرادة البيشمه ركه و معنوياتهم للعالم والتي لم يشارك فيها طيران التحالف الدولي، ماكان جديداً على العالم في أيجاد قوة تتمكن، دون دعم القوات الجوية الأمريكية، أو مساندة التحالف الدولي، من تغيير أتجاه هذه الحرب في ساحات المعارك، وقال لنا الرئيس البارزاني فيما يخص هذا النصر الكبير، لقد أتصل بي الرئيس الأمريكي أوباما هاتفياً بعد أنتصارات مخمور وهنأ فيه قادة و بيشمه ركه محور(مخمور) كما أن مراسل فضائية(روداو) قد أجرى لقاءات، على سطح حاملة الطائرات الأمريكية جورج دبليو بوش التي أنطلقت منها الطائرات الحربية، مع قائد هذه الحاملة مباشرة والذي قال له بصراحة:
أنا معجب بشجاعة البيشمه ركه وبطولتهم إلا أنني معجب أكثر بشجاعة قائد و بيشمه ركه محور مخمور، كل ذلك تبلغنا بإن تحرير مخمور كان عرضاً لخطة جديدة وأسلوب جديد لتنفيذها، وكان أن قال لي السيد نيجيرفان بارزاني يوم تحرير مخمور نصاً(لقد تمكنتم بنصركم هذا من تغيير أتجاه الحرب لصالح البيشمه ركه وقد أثبتم للعالم أجمع أن داعش هو ليس(القوة التي لا تقهر).
• تمتد حدود محوركم لمسافة طويلة و تحتاجون اليوم لأسلحة حديثة و مساندة جوية أمريكية، فهل تم تأمينها لكم ؟
- لا بد أولا أن أوضح لكم بإنني أقصد بعدم مشاركة القوات الجوية الأمريكية في تحرير مخمور ومن ثم في الأنتصارات التي حققتها قوات البيشمه ركه في هذا المحور، عدم حاجتنا للأسلحة الحديثة، أو الأسناد الجوي الأمريكي والتحالف بل بالعكس هي موضع تقديرنا إلا أنني أقصد أنها في البداية كانت حرباً جديدة بالنسبة للبيشمه ركه ما دفعهم للتراجع في بعض الحالات غيرأن الرئيس البارزاني لم ينتظر في مسألة أستعادة و تطهير هذه المنطقة وصول الأسلحة للبيشمه ركه و من ثم قيامهم بالهجوم وقد تمكنا عملياً ووفق توجيهات الرئيس البارزاني من تحويل أتجاه الحرب وكان ذلك موضع تقديرنا لنعم الله بإن بدأ التحول من هذا المحور كما أن جانباً آخر من عدم مشاركة القوات الجوية الأمريكية في تحقيق الأنتصارات الأخيرة، إنما يعود الى وجود سكان مدنيين في القرى التي قمنا بتحريرها والتي غير فيها أرهابيو داعش أساليبهم بالأختلاط مع الأهالي ما يمنع الطائرات الحربية من مهاجمتها و يكون الأطفال والنساء والمدنيون ضحايا لتلك العمليات و تكون لهذه الأمور أنعكاساتها على الرأي العام الأمريكي والعالمي أيضا، وقد تمكنا مؤخراً بأتباع أساليب جديدة من تحريرالقرى التي حاربنا فيها ارهابيي داعش حرب شوارع وتصدو مواجهة مباشرة كما أن بعض الأسلحة الحديثة كانت بحاجة الى التدريب عليها أو اقامة دورات تأهيلية خارج البلد ما دفعنا لأن يقوم البيشمه ركه بالأعتماد على انفسهم ويسيطروا على مسارات القتال في أطار الأبداع وأتباع أساليب جديدة، أما الأدعاء بإن البيشمه ركه ليسوا بحاجة الى إعادة التنظيم والتأهيل والتدريب على الأسلحة الحديثة فإننا نكون بذلك قد شكلنا الخطر على أمننا القومي وهي مسألة سوف أقف عندها لاحقاً..
• وما هي أهمية مخمور و تحريرها بالنسبة لأقليم كوردستان؟
- تعتبر منطقة مخمور و تحريرها بالنسبة للعاصمة أربيل منطقة ستراتيجية و مهمة من النواحي العسكرية والسياسية والأقتصادية، وقريبة من أربيل ، ومتى ما وقعت بيد داعش فإن ذلك يشكل خطراً كبيراً على عاصمة أقليم كوردستان، فمن الناحية العسكرية تعتبر الجبال المحيطة بها مثل(قرجوغ) وغيرها المفتاح العسكري للمنطقة وعندها يتمكنون من تهديد العاصمة بمدفعيتهم الثقيلة، كما أن هذه المنطقة من الناحية الأقتصادية هي مصدر نفطي مهم و يضم(حقل خورملة) النفطي أي أن أحتلال هذه المنطقة لا سمح الله، سوف يشكل خطراً داهماً على مصادرنا الأقتصادية.
• كيف تتعاملون اليوم مع عرب هذه المنطقة الذين حسموا موقفهم لصالح داعش؟
- هناك تأريخ طويل للتعايش بين الكورد والعرب في هذه المنطقة وكان لنا نحن الكورد علاقات جيدة مع العرب فيها وتم فيها تعزيز روح التسامح والتعايش بسبب أو عن طريق الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وكنا نعتبر الجميع مواطنين فيها إلا أن بعضاً من عرب المنطقة قد ألتحقوا بداعش أثناء دخول هذا التنظيم كما أن جثث بعض الأرهابيين الذين قتلوا في هذه المنطقة ووقعت في أيدينا إنما تعود الى العرب من أهل المنطقة، ومنهم جثث من سقطوا قتلى في المعارك الأخيرة لتحرير قرى مخمور من بين 47 ارهابياً قتلوا فيها لذلك يمكن القول بإن العرب هناك قد ظلموا أنفسهم أولا وتأريخ التعايش القومي فيها و ظلمونا نحن الكورد أيضاَ و جعلونا نشك في ذلك التعايش، ومع كل ذلك فإننا نحترم عرب المنطقة الذين لم يسايروا داعش هناك ونعتبرهم مواطنين و نحميهم دون أي تفريق أو تمييز أما فيما يتعلق بداعش ومن لف لفهم فالواضح أننا نتبع اقسى المسائل بحقهم.
• وما مدى حجم مشاركة أبناء كوردستان والميسورين منهم على وجه الخصوص في الحرب ومساعدتهم للبيشمه ركه؟
- لقد كان ابناء كوردستان بصورة عامة صامدين في هذه الظروف المعيشية الصعبة و قطع رواتبهم فضلاً عن كل هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين الذين توجهوا الى أقليم كوردستان و يبدو ذلك جلياً بأنهم قد شاركوا ايضاً في هذه الحرب أسوة بالبيشمه ركه ولكن في جبهة أخرى من هذه الحرب المفروضة علينا و لها العديد من الجبهات وهم بيشمه ركه مثلنا، أينما صمدوا و قاوموا و واجهوا أرهابيي داعش، وبالنسبة لمساعدة البيشمه ركه أقول أنه لمن دواعي تقديرنا أن عدداً كبيراً من الميسورين قد ساعدوا البيشمه ركه عن طريق الفروع(2-16-24) للحزب الديمقراطي الكوردستاني وخففوا من أعبائنا وها أنتم ترون بأعينكم أن صاحب أحدى الشركات في أربيل قد دأب منفذ(4) اشهر على تأمين و جبتي طعام يومياَ ل(1300) من البيشمه ركه وهي بعمومها مظاهر و مشاعر تعبر عن الروح الوطنية والشعور القومي الوثاب لدى أبناء شعبنا وكنا ننتظر المزيد من الميسورين في الأقليم من حيث توفير مستلزماتنا الضرورية.
• وهل لكم من أيضاح حول ضرورة وصول قوات البيشمه ركه حداً تتمكن معه من أبعاد المخاطر على الأمن الوطني لأقليم كوردستان؟
- الظاهر ان للأمن الوطني أو القومي الكوردستاني بعداً واحداً وأساساً مشتركاً وقد كتبت شخصياً رسالتي للماجستير على موضوع الديمقراطية والأمن الوطني وأدرك جيداً ابعادهما وأسسهما ما يجعلني أكرر بإن أحد الأبعاد والدعائم المهمة للأمن الوطني لأية أمة أو دولة هو أنشاء قوة عسكرية منظمة بأسلوب مؤسساتي و قوتنا العسكرية في أقليم كوردستان هي قوات البيشمه ركه ما يفرض إعادة تنظيم هيكليتها بأسلوب مؤسساتي وأتذكر أنني قد نشرت كلمة في مجلة كولان، قبل هجوم داعش على الموصل و حددت فيها(4) نقاط رئيسة لأي جيش عصري وهي :
1- أعتماد الجنود بإعداد مناسبة لتشكيل الجيش.
2- وجود نظام مؤسساتي لأدارة هذا الجيش.
3- أعتماد التدريب والتأهيل المستدام لجنوده.
4- تربية وأعداد وطني يضمن لهذا الجيش معنويات وأرادة عالية ثم أن مثل هذا الجيش هو مهم لحماية الأمن الوطني لأقليم كوردستان ولو كان لدينا مثل هذا الجيش لما تمكن تنظيم داعش من تحقيق أي تقدم كلفنا أستعادة مناطقنا المحتلة بدماء البيشه ركه ولما تخوفنا من أي تهديد مستقبلي على الامن الوطني الكوردستاني.
• وما هي توقعاتكم بشأن المديات المزمنية المرتقبة لأنهاء حرب داعش؟
- هذه الحرب إنما تسير بمسارين أولهما هو الأمعان من وجهة النظر الكوردستانية ووفق ذلك أتوقع ألا تبقى خلال شهرين قادمين اية منطقة كوردستانية تحت أحتلال ارهابيي داعش فهم الآن في حالة الدفاع على جبهات القتال فيما نتخذ نحن اليوم موقفا هجومياً ولكن لو نظرنا للموضوع فيما يتعلق بالعراق برمته فإنني سوف أقول لك بكل صراحة أن محاربة داعش هي ليست مجرد عملية عسكرية تنتهى بإستعادة الموصل وتكريت فحسب، بل يتم بتعديل مسار العملية السياسية في بغداد فالكل على دراية بإن ظهور داعش كان نتاج السياسات الخاطئة لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وصحيح أنه قد تشكلت الآن حكومة أتحادية جديدة برئاسة السيد حيدر العبادي، إلا أنها لم تتمكن هي الأخرى من تعديل أتجاه العملية السياسية: و حتى لو تم تحرير تكريت و الموصل بالقوة العسكرية ، فأن الأرهابيين سوف يستمرون و ستسوء الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن، ما يفرض علينا أنتظار الخطوات التي تتخذها بغداد في تعديل مسار العملية السياسية وهي الخطوة التي سوف تقرر مستقبل الأرهاب والأرهابيين في العراق.
ترجمة / دارا صديق نورجان