السفير ايتمارا رابونوفيج من معهد بروكينكز لمجلة( كولان):لن يبقى العراق كدولة فاعلة موحدة لعدم ايمانه بتقاسم السلطات
December 15, 2014
مقابلات خاصة
شغل البروفيسور ايتمارا رابونوفيج منصب سفير اسرائيل في امريكا بين عام 1992 - 1996 ويعمل الآن باحثاً في معهد بروكينكز و كلوبال و استاذ في جامعة نيويورك و هو متخصص في سياسات الشرق الأوسط، وخاصة في السياسة السورية و العلاقات بين العرب و اسرائيل ، وللحديث عن الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط و حرب ارهابيي داعش في سوريا و العراق و المنطقة عموماً كان ل( كولان) معه هذا اللقاء:
ترجمة/ بهاءالدين جلال
* الستراتيجية الأمريكية تهدف الى اضعاف و دحر داعش، ماهو تقييمكم لهذه الستراتيجية؟
- اعتقد انّ الستراتيجية الأمريكية ازاء ارهابيي داعش كانت موفقة في احد الجوانب، وهو الهجوم البدائي، هل تتذكرون قبل اشهر عندما هاجم داعش مدينة الموصل و تقّدم نحو بغداد، و كاد انْ يحتل اجزاء كبيرة من العراق و حتى الأردن، لقد كانت الأدارة الأمركية فعالة في ايقاف هجمات داعش من خلال الضربات الجوية و التي ادت الى اضعاف داعش الى حدما، ولكن هذه الضربات لاتكفي لدحره بشكل كامل ، لهذا السبب اشرت في بداية جوابي انها كانت موفقة في جانب واحد.* الى أي حد يعدّ تسليح البيشمركة مهماً بالنسبة الى الولايات المتحدة الأمريكية؟
- بالتأكيد، وبما انّ امريكا غير مستعدة لنشر قواتها البرية و انّ الجيش العراقي ليس قوياَ كما ينبغي، لذا فإن تعزيز قوات البيشمركة و تسليحها مهم جداَ بالنسبة لأمريكا.
* لقد ناقش الخبراء في العراق نتائج اخطاء حكومة المالكي التي تم بسببها تهميش العرب السنّة، كما انّ تاثير السياسة الأمريكية حيال اجزاء العراق الثلاثة لمعالجة المشكلات بين الحكومة المركزية و حكومة اقليم كوردستان غير واضحة، كما انها لم تستطع اشراك السنة في العملية السياسية، السؤال هو: الى أي حد على الولايات المتحدة ان تزيد من نفوذها لكي لا يتدمر العراق اكثر من قبل ارهابيي داعش؟
- حماية العراق كدولة فاعلة مهمة صعبة للغاية، و بالتأكيد فإن دولة تضم ثلاثة مكونات عرقية و قومية ، الكورد و الغالبية من الشيعة و الأقلية من العرب السنة، ينبغي انْ تقبل التعددية العرقية و المجاميع المختلفة في السلطة، وخير تجربة على ذلك ما عليها سويسرا و بلجيكا حيث توزيع السلطات في اطار نظام اتحادي، وهذه العملية تتطور بشكل اعتيادي في برنامج بعيد المدى، ولكن للأسف منذ نشوء الدولة العراقية في عام 1920 تم ذلك فقط بالأعتماد على نفوذ و سيطرة الأقلية السنية، كما سارت بريطانيا على ذات النهج لسياسة حكم العثمانيين الأتراك و قد لاحظنا انتقال السلطة من السنة الى الشيعة بعد انهيار نظام صدام حسين، ولكن للأسف لم يقم المسؤولون الشيعة بتوزيع السلطات بصورة عادلة، و بأمكانهم تطوير علاقاتهم مع اقليم كوردستان اذا ما احترموا سيادة الأدارة الذاتية للأقليم، ولا يستطيعون تحدي هذه الحقيقة، كما ان ايران هي دولة قوية و لها طموح في المنطقة و تتمتع بنفوذ قوي بين شيعة العراق، و السعودية هي الأخرى دولة سنية و تتدخل في شؤون العراق الداخلية وهي في منافسة اقليمية شديدة.
* لقد ميّزت امريكا بين دحر داعش و اسقاط نظام الأسد، في حين ان بقاء الأسد في السلطة يشكّل تهديداً لأستقرار المنطقة، الى اي حد يُؤدي هذا التمييز الى قلق و تردد التحالف في دحر داعش؟
- للأسف المعارضة السورية المعتدلة غير قوية، والأسلاميون هم التهديد الوحيد على النظام، ولكن ليس كلهم، صحيح توجد هناك جبهة النصرة و المجموعات الأسلامية الأخرى، ولكن المعارضة الأكثر تأثيراً هي داعش، لا أرى ان ياستطاعة الأسد اطالة امد السيطرة على معظم اجزاء بلاده الحالية التي بحوزته حالياً.
* لقد ازداد عدد الجهادين السلفيين بعد ظهور داعش و اكثرهم من الداخل، أما في الغرب فإنهم استفادوا من المجتمع الحر لذا فإن الفكر السلفي الجهادي قد نما بشكل كبير، اذاَ ما هي مخاطر تطور السلفية الجهادية على العالم؟- من الواضح انّها خطر على العالم برمته وخاصة على اوروبا، لأن الآلاف من المسلمين الأوروبيين سوف يتوجهون الى سوريا و حدود تركيا لينضموا الى داعش، و هناك احتمال بعودتهم مرة اخرى الى بلادهم لأرتكاب جرائم ارهابية مثلاً في المانيا و فرنسا و بريطانيا، وفي الوقت ذاته تقوم المؤسسات الأمنية بمراقبتهم، ولكن هناك وعياً في العالم بأن داعش هو خطر على الأمن القومي العالمي.
* في غضون السنتين الماضيتين تركزت 99% من الهجمات الأرهابية على الشرق الأوسط و شمال افريقيا و الدول الأسلامية، حيث ركزت جبهة النصرة و داعش و القاعدة و هذه المجاميع الأسلامية على هذه المناطق، ألا ترى ان هناك جدية في فكرة انشاء الخلافة الأسلامية في الشرق الأوسط و شمال افريقيا؟
- لا اعتقد أنْ تكون هذه فكرة جدية، مع ان داعش يدّعي بأنه دولة اسلامية، التي كانت في البداية تحت اسم الدولة الأسلامية في العراق و الشام، ثم تحولت الى الدولة الأسلامية، ولكن هذا ليس بأمر واقعي، هناك قلق كبير يسود العالم الأسلامي ازاء الحداثة و العالم الديمقراطي، و الأسوء من ذلك الكثير من المسلمين المقيمين في اوروبا لم يتأقلموا كثيراً مع مجتمعات تلك الدول، وهذا يعني انّ ثقافة مختلفة تبرز من بين الثقافة الغربية، وهذه ارضية خصبة لنمو و تطور الأرهاب.