ستيفن فان ايفيرا ل (كولان) : الوضع الحالي في سوريا يجسّد اخطر الحروب واكثرها مأساوية في العالم
July 22, 2012
مقابلات خاصة
تتأزم الاوضاع في سوريا وتتعقد يوماَ بعد يوم و في المقابل فإنّ نظام الأسد يحاول تثبيت قبضته للبقاء في السلطة والضحايا هم المدنيين العزل،حتى وصل الأمر الى أنْ يشير المبعوث الدولي الى سوريا كوفي عنان صراحة الى أنّ نظام الأسد لايحترم القرارات الدولية بأي شكل من الأشكال،وللحديث عن الأوضاع الراهنة في سوريا والجهود الدولية بهذا الصدد، اجرينا هذا اللقاء مع الدكتور ستيفن فان ايفيرا استاذ العلوم السياسية في جامعة ماسيوشيت التقنية و هو أحد المتخصصين في السياسات الأمريكية وعلاقاتها مع دول العالم الثالث و مكافحة الحروب:ترجمة/ بهاءالدين جلال
تتأزم الاوضاع في سوريا وتتعقد يوماَ بعد يوم و في المقابل فإنّ نظام الأسد يحاول تثبيت قبضته للبقاء في السلطة والضحايا هم المدنيين العزل،حتى وصل الأمر الى أنْ يشير المبعوث الدولي الى سوريا كوفي عنان صراحة الى أنّ نظام الأسد لايحترم القرارات الدولية بأي شكل من الأشكال،وللحديث عن الأوضاع الراهنة في سوريا والجهود الدولية بهذا الصدد، اجرينا هذا اللقاء مع الدكتور ستيفن فان ايفيرا استاذ العلوم السياسية في جامعة ماسيوشيت التقنية و هو أحد المتخصصين في السياسات الأمريكية وعلاقاتها مع دول العالم الثالث و مكافحة الحروب:
* يتعرض العشرات من المواطنين المدنيين العزل في سوريا يومياً الى القتل الجماعي و تتمخض عن تلك الأوضاع كارثة انسانية،ماهي قراءتكم للملف السوري وما توقعاتكم حول مصير البلد وماذا يحمل المستقبل من تطورات؟
- اعتقد أن الأوضاع في سوريا سوف تتجه الى حرب أهلية شاملة،لقد ظهرت بوادر هذه الحرب منذ الآن وبأعتقادي أنّ أي طرف سواء من النظام أو المعارضة لن يتراجع،إنّ الأوضاع في سوريا اكثر تعقيداَ وتأزماَ من اوضاع مصر و ليبيا و تونس و اليمن،لأن هناك في سوريا جماعة معينة- أو جماعات-تسيطر على شؤون الحكومة وتثير الفزع و الرعب في نفوس الناس،وبالأخص العلويون وبعض الأقليات غير السنية وعلى سبيل المثال المسيحيين ولديهم المخاوف من النظام اذا ما أزيح عن الحكم فإنه ليس من المؤكد أنْ يرحل نهائياً، بل هناك احتمال أنْ يتم قمع عموم المجاميع التي كانت مقربة منه أو ترحيلهم عن البلاد أو في آخرالمطاف أنْ تتعرض هي الأخرى الى حملات الأنتقام و القتل الجماعي،ولهذا أتوقع أنْ يقاتل العلويون حتى الرمق الأخير وذلك من اجل المحافظة على مراكزهم في سوريا،وفي الوقت ذاته فإنّ نظام الأسد ارتكب جرائم كبيرة بحق الجماهير التي خرجت الى الشوارع و التي تطالب بأجراء التغييرات،لذا كلما أُرتكبتْ جرائم اخرى كلما ضعفتْ أحتمالات التطبيع و اجراء الحوار و ايجاد اتفاقيات لحل الأزمة،وعلى صعيد المشهد الدولي نرى أنّ اصدقاء الطرفين يرسلون التعزيزات العسكرية و الأموال الى الأراضي السورية،حيث تقوم كل من روسيا و ايران علناً بدعم النظام السوري وتقدم السعودية والدول الغربية الأخرى الدعم للمتمردين،ولن يقوم أي طرف بالتراجع و لن يملك أي منهما حلاً جذرياً للأزمة،لهذا فإنني قلق جداً كنت أتمنى أنْ لم يحدث هذا الأمر مطلقاً،وبدلاً من هذا يقوم الغرب بالضغط على النظام السياسي في سوريا لأشراك الأطراف في ادارة االبلد وبأعتقادي إنّ هذه الأجراءات تتحقق بالتأني مع زيادة الضغط الدولي على النظام من أجل تحويل الدولة الحالية الى دولة شراكة ذات قاعدة عريضة تضم العدد الأكبر من المجاميع السياسية والتخلص من اطار السلطة العلوية،لذا فأنني غير سعيد بما يحدث لأنّ النظام اذا ما أستمرفي ممارساته الأجرامية فإنّ العدد الأكبر من الناس الأبرياء سيذهب ضحايا لتلك الممارسات الدكتاتورية،وفي الوقت ذاته اخشى أنْه في حال سقوط الأسد فإنّ المعارضة التي تضم مجموعات مختلفة من المتطرفين و الأسلاميين الراديكاليين والسنة العنصريين سوف لن تتفق فيما بينهم و تلجأ الى التعامل غير الأنساني مع معارضيها،ولهذا أجد نفسي متشائماً جداً ازاء اتجاه وانتهاء الأزمة في سوريا،إنّ الأوضاع في سوريا هي من اخطر حروب اليوم واكثرها مأساوية،انكم في مجلة كولان مطلعون على أنّ لدي قراءات كثيرة حول العراق وقد تحدثت معكم بشأنه في حينه وتتذكرون جيداً ما أشرتُ اليه، حيث ذكرتُ أنّه على العراقيين اتباع الشراكة في السلطة ودعوة قادتهم لهذا الغرض،الشراكة الحقيقية في النظام السياسي و الأمتيازات الأقتصادية و السيطرة على الأوضاع الأمنية والتي تشكل خطوات نحو ضمان عراق آمن ومزدهر،والآن أكرر النصيحة ذاتها الى سوريا،ولكن المشكلة تكمن في كيفية اتباعها اليوم،وذلك لأنّ الأسد أراق دماء غزيرة في الشوارع كما أنّ مجاميع من المتطرفين هيأتْ نفسها ،ولهذا السبب أشعر بأنّ الوضع غير ملائم للمشاركة مع السلطة،الاّ في حال فرض العامل الدولي عبر الأجراءات الشديدة على النظام.
* المجتمع الدولي الذي يُعتبر الأمل الأخير للشعب السوري قلق من التدخل العسكري في سوريا،على عكس ماقام به في ليبيا،كما أنّ الجيش السوري لازال قوياً لذا فإنّ المجتمع الدولي لايستطيع اتخاذ قرار بالتدخل وفي الوقت ذاته فهو عاجز عن أي تصرف ازاء الأبادة الجماعية التي يرتكبها نظام الأسد في صفوف المواطنين،برأيكم الى متى يبقى المجتمع الدولي متفرجاً على تلك الأوضاع المأساوية؟
- هذا سؤال معقول و يتعلق بأحتمال التدخل العسكري من قبل العناصر الخارجية و اذا ماحدث ذلك تُرى من الذي يقوده؟بأختصار:اذا كنتم قد سمعتم التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الأمريكيون سوف تفهمون أنّ التدخل العسكري لابد أنْ يحدث يوماً،ولكنني على خلاف من ذلك لاأتوقع ذلك،لآأتوقع أنْ تتدخل أمريكا بالشكل المباشر وذلك لعدة أسباب ، لنتحدث عنها من البداية، بشأن التدخل العسكري : فهو تكرار لما قامت بها الولايات المتحدة و أوروبا وبالأخص فرنسا و بريطانيا في ليبيا، وذلك من خلال استخدام القوة الجوية و توفير التدريب و الأسلحة و العتاد للمتمردين،ولكن أعتقد أنّ التدخل المباشر لن يتم وذلك لثلاثة أسباب:الأول:كما أشرتم اليه أنّ نظام الأسد يمتلك جيشاً أقوى من الجيش الليبي و له القدرة على الدفاع لفترة طويلة في الحروب البرية،ولكن لأاعتقد الدفاعات الجوية السورية تكون في ذلك المستوى الذي يمكّنها من الأستمرار في عملها بحيث تستطيع الطائرات الغربية التحليق في سماء سوريا دون مخاطر،ولكن الى جانب القوة الجوية استخدام القوات البرية ايضاً للسيطرة على الأوضاع،لذا فإنّ التعاون بين القوتين الجوية و البرية هو الضمانة الوحيدة لحسم الموقف،وبأعتقادي أنّ هذا هو التزام كبير جداً من جانب ارسال القوات و اسقاط نظام الأسد،وبالنسة الى امريكا فإنّها مشغولة في افغانستان لذا فإنها مترددة في التدخل،النقطة الثانية:هناك مخاطر من الأبادة الجماعية مابعد انتصار المتمردين،ولايجوز تجاهل هذه الحقيقة،لأنه من المحتمل أنْ تقوم المعارضة بعد سقوط النظام بأرتكاب مخالفات ضد الأقليات،غير السنية داخل سوريا وإنَّ الولايات المتحدة قلقة بهذا الصدد فهي لاترغب بتحمل تلك المسؤولية، النقطة الثالثة:من هم المعارضين لنظام الأسد؟إنّهم غير معروفين كما أنّ جزءاَ منها ليس عند حسن ظن الغرب،ولهذا فإن المجتمع الدولي لايرغب في وصول عناصر وقادة جدّد الى سدة الحكم بديلاَ عن الأسد حتى يُعرف جيداً اتجاههم السياسي ويكونوا محل اعتماد،وهنا أضيف عاملاً آخر وهو: من الناحية التأريخية فإنّ التدخل الأنساني نادر جداً في التأريخ الحديث،وأقصد بذلك التدخل في دولة أخرى من الناحية الأنسانية و العسكرية بهدف حماية حقوق الأنسان،إنّ الولايات المتحدة الأمريكية أقدمت على هذا التدخل مرتين على مر الزمن، مرة في الصومال و الأخرى في ليبيا وكان الهدف من هذين التدخلين هو لأيقاف الأبادة الجماعية،كان هناك العديد من الفرص لهذا النوع من التدخل ولكن التدخل الأنساني فهو نادر،لقد أجرت أوروبا ذلك لمرات عديدة و على سبيل المثال في اليونان في القرن التاسع عشر و في العشرينيات القرن الماضي و كذلك ابان احتلال فرنسا للبنان وسوريا في سنة 1860م،قد يحدث التدخل لأسباب تتعلق بالأمن الوطني،وعلى سبيل المثال كان يقال أنّ الطاليبان كانوا يظلمون الناس في افغانستان ويمارسون حكماً متطرفاً ووحشياً وكذلك صدام كان يمارس الأبادة الجماعية و حقاَ كان كذلك، ولكن إنّ الذي كان يحافظ على التوازن من نظريات التدخل هو أنّ صدام كان تهديداَ للأمن الوطني الأمريكي وفي ملف الطاليبان كانوا حلفاء مع القاعدة ويهاجمون الأمريكيين، ولكن الملف السوري فهو لايتعلق بالأمن القومي الأمريكي بل يدخل في اطار التدخل الأنساني، وأقصد هنا أنّ على المجتمع الدولي تجاوز الحدود وايجاد مخرج لأقناع الغرب بشأن التدخل،وذلك لأسباب انسانية فقط،إنّ هذا التدخل هو تصرف انساني جيد حيث نستطيع من خلاله وضع حد للمأساة والألام التي يعاني منها الأطفال و الرجال والنساء،وبعد الهولوكوست كان العالم يدعوالى عدم تكرارها،والولايات المتحدة ادّعتْ بأنها لن تسمح بوقوع الأبادة الجماعية،ولكنها سمحت بذلك فمثلاً في رواندا ،وكانت الولايات المتحدة عامل مساعد في حدوث الأبادة الجماعية في كواتيمالا،وهنا لوسألتموني هل أنّ الغرب يتدخل في سوريا فبأعتقادي لا الولايات المتحدة و لا الغرب تتدخل بشكل مباشر ولن نشاهد مطلقاً أي طائرة غربية في سماء سوريا ولا قوة برية على اراضيها،ولكن قد نجد الدول الغربية وهي تقدم الدعم التدريبي وترسل الأسلحة الى المعارضة،ولكن أؤكد على النقطة الثالثة وهي عدم المعرفة بالجهة التي تقود البلاد بعد سقوط نظام الأسد،هناك توجه في الولايات المتحدة وهو بأننا غير ملمين من ناحية النسيج الأجتماعي،انظروا الى العراق، كان بوش يتصور بأنه يستطيع اسقاط نظام صدام ببساطة وتشكيل حكومة جديدة دون خلق الفوضى، ولكن ما لمسناه من امريكا هو أنّ التدخل الأمريكي كان سبباً لأندلاع حرب أهلية ومقتل الآلاف من المواطنين،وبرأيي كنا قادرين على اتخاذ خطوات أفضل في العراق، ولكننا بشر لابد أنْ نخطأ،وهذه هي الحقيقة وهي اننا لانملك الخبرة في النسيج الأجتماعي، لقد كانت التجربة الأمريكية في العراق اختباراً لمستوى وقدرات أمريكا في هذا الجانب،لأنها لاتريد احتلال بلد لن تفهمه جيداً خشية أنْ لاتقع أمام المسؤولية الكبيرة وتتأزم الأوضاع وتخرج عن السيطرة لذا فهي لاتريد التدخل وحتى الدول الغربية لاتتدخل عسكرياً في سوريا.
* على االصعيد الأقليمي تقدم ايران الدعم الكامل لبقاء الأسد في الحكم،ومن جانب آخر نجد أنّ تركيا و قطر و مصر وكذلك المملكة العربية السورية تؤيد سقوطه،وكان يُتوقع من تركيا أنْ يكون له موقف جدي و تسعى الى ايقاف العنف والتأثير على نظام الأسد،ولكنها أبدتْ الصمت في ذلك،والآن فإنّ المعارضة هي الأمل الوحيد وقد عقدتْ مؤخراً اجتماعاً،في الحقيقة كلما استمرت المقاومة من قبل المعارضة كلما زاد النظام من الدفاع عن نفسه إنّ لدى النظام أسلحة ثقيلة، برأيكم هل بأمكان المعارضة اسقاط النظام وهو يمتلك خزين هائل من الأسلحة الثقيلة؟
- عموماً أنا متفق معكم أعتقد أنّ الأسد وزمرته يواصلون القتال والدفاع عن النظام حتى آخر الرمق،وحتى لو استمرت الأوضاع على هذا النحو فإنّ احتمال طرده سيكون أصعب، واكررها مرة أخرى،لوكنتُ ملكاً لحاولتُ أنْ ابرم اتفاقاً مع الأسد،كنتُ أحاول أقنعه بالرحيل واركبه طائرة وأرسله الى مكان ما وأطرده من البلد،ومن ثم كنتُ أحاول مع مؤيدي الأسد ومع قادة الجيش وبالأخص العلويين فيه ليوافقوا على شراكة سياسية ذات قاعدة عريضة،مقابل التسهيلات بطرد الأسد من سوريا،وهنا أتوقع ماذا سيكون جواب العلويين،أنا متأكد بانهم سوف يوافقون على المشاركة السياسية وليست العسكرية،وذلك لأنهم لايثقون بالسنة ويعتقدون اذاما تسلم السنة مقاليد السلطة في سوريا فإنهم سوف يبيدون العلويين،وهذه المعادلة تضم ثلاثة جوانب،الأول:لوفرضنا أنّ الجيش قد وافق على رحيل الأسد،تُرى من سيتولى رئاسةالبلاد؟ الثاني: من يتولى رئاسة الحقيبة الوزارية وادارة امور البلاد؟وهنا تظهر اطراف اخرى من غير السنيين و المسيحيين و الكورد يشكلون ايضاً جانباً من المعادلة لأنهم لم يشاركوا في الحكومة حتى الآن،أما بصدد الجيش لا أظن أنْ العلويين سوف يسيئون للمكونات الأخرى وذلك لأنهم يفضلون أنْ تكون الأغلبية لهم في صفوف كبار ضباط الجيش من اجل الحفاظ على أنفسهم،لو كنتُ امتلك ارادة قوية لحل الأزمة السورية لطرحتُ مثل هذا الأتفاق من اجل وضع حد لأعمال العنف في هذا البلد،اعتقد أنّ الحرب الأهلية هي الأسوء لأنها تودي بحياة العدد الأكبر من النساء والأطفال،ولا أظن أنّ هناك منْ يؤيدها،لذا علينا العمل من اجل حل الأزمة وبأقل مستوى من العنف،أتمنى أنْ تسير كل من تركيا والمملكة العربية السعودية و الدول الأوروبية بهذا الأتجاه،وكذلك ايران وروسيا ، وتتفق تلك الدول جميعاً على ترسيخ اتفاقية سياسية شاملة في سوريا،ولكنني لاأعلم كيف يتم ذلك،كان من الممكن اطلاق مثل هذه المبادرة قبل اندلاع العنف من اجل اقناع الأسد للشراكة في السلطة على اساس قاعدة عريضة،ولكن الأمور قد اتخذتْ مساراً آخر ولايمكن تنفيذ هذه المبادرة،ولهذا فإنّ في هذه المرحلة من الأجدر أنْ نتحدث مع الجيش وإنْ أمكنْ اقول لهم:"ارجوكم وافقوا على ازاحة الأسد و شاركوا في النظام السياسي و في المقابل استمروا في السيطرة على سوريا،لواستطعتُ لطرحت هذه الأتفاقية،أما السؤال فهوهل نستطيع الوصول الى هذه الأتفاقية؟أنأ متفائل دائماً ونتمكن ايجاد حل للأزمة،ولكن ليس في الوقت الحاضر لأننا أمام شخص معقد جداً في سوريا.
*السؤال الأخير:يعتقد المراقبون بأنه بالرغم من أنّ الغرب يؤيد سقوط الأسد،ولكنه في الوقت ذاته قلق بشأن بديله،حيث نجد اليوم أنّ بدلاء الأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط هم من الأسلاميين،ولهذا فهو يحاول معرفة من هو بديل الأسد في السلطة،برأيكم الى أي حد عقّد هذا القلق الوضع في سوريا؟
- برأيي إنّه قد عقّد الوضع،اتطرق هنا الى أمرين،لو تلاحظون ماذا يقال في واشنطن من حديث،لقد اصاب الخوف العشرات من الناس من أنْ يأتي اشخاص غير مرغوبين فيهم الى سدة الحكم بعد سقوط الأسد،وهذه العبارة( شخصيات غير مرغوبين فيهم) تستخدم في واشنطن كثيراً،واعتقد أن واشنطن أصابها فوبيا من الأسلام السياسي،الخوف من قيام المجموعات و الأطراف الأسلامية في ادارة الحكم في سوريا،والى جانب من مخاوف الأمريكيين فإنّ السوريين أنفسهم قلقون من سيطرة القاعدة على مقاليد السلطة في بلادهم،و بالتالي تشكيل حكومة اسلامية تقوم بتأمين ملاذ لقاعدة العراق وكذلك لقاعدة المغرب،في الحقيقة هناك وجود للقاعدة في سوريا ولكن حجمها غير معروف،و الواقع أنّ هناك مخاوف شاملة من القاعدة وتوسعها في المنطقة ، وبأختصار فإنّ القلق موجود في واشنطن من المتطرفين وكذلك من سيطرتهم على البلاد بعد سقوط الأسد،وهذ هو السبب الرئيس وراء التعامل الحذر مع الملف السوري،من جهة أخرى الأعلام الغربي قليلاً ما تتحدث عن سوريا،والأعلام الأمريكي على وجه الخصوص،لآنها لاتملك معلومات كافية عن المعارضة و توجهاتها السياسية ازاء مستقبل سوريا،والقلق و المخاوف التي تحدثت عنه على نوعين،الأول:الخوف من مجىء نظام جديد يساند القاعدة و يشن الهجوم على الغرب،الثاني:الخوف من مجيء نظام متطرف يعادي الأقليات في سوريا،سيما اضطهاد الأقلية السنية أو ابادتهم،هذين النوعين من المخاوف جعلا التعامل مع الملف السوري حذراً ،واذا ما تابعنا الأعلام الأمريكي وخاصة الصحف لوجدنا أنّ المعلومات التي تنشرها حول الأزمة السورية قليلة جداً،وهنا لا أُوجه الأنتقاد الى الأعلام الأمريكي بل الى الشعب الأمريكي الذي هو غير مطّلع على الأزمة السورية،ولا يعلم منْ هي اطراف المعارضة ، لذا فإنّ الأمورغير واضحة لنا بالشكل المطلوب.