رندة قسيس عضو المجلس الوطني للمعارضة السورية ل كولان: لا يمكن أن نشهد دولة عصرية حديثة إنسانية في سوريا من دون الحديث و العمل على انصاف الشعب الكوردي وإعادة جميع حقوقه المسلوبة
January 10, 2012
مقابلات خاصة
رةندة فسيس فنانة تشكيلية و كاتبة في مجال البحث الأنتربويوجي-النفسي. احدى الأعضاء المؤسسين للجمعية العربية للدفاع عن حرية التعبير و مقرها باريس، وحالياً رئيسة الهيئة العامة للائتلاف العلماني الديموقراطي السوري و عضو المجلس الوطني، مكتب العلاقات الخارجية في باريس، تتحدث في هذه المقابلة الخاصة مع كولان عن الوضع السوري و حقوق الشعب الكوردي في سوريا:رةندة فسيس فنانة تشكيلية و كاتبة في مجال البحث الأنتربويوجي-النفسي. احدى الأعضاء المؤسسين للجمعية العربية للدفاع عن حرية التعبير و مقرها باريس، وحالياً رئيسة الهيئة العامة للائتلاف العلماني الديموقراطي السوري و عضو المجلس الوطني، مكتب العلاقات الخارجية في باريس، تتحدث في هذه المقابلة الخاصة مع كولان عن الوضع السوري و حقوق الشعب الكوردي في سوريا:
كولان: الوضع السورى وصل الى مرحلة دموية ، كل التوقعات من قبل المراقبين و الساسة تتمركز حول اشعال الحرب الاهلية بين الشعب السورى و ازلام النظام ، كيف تنظرين الى هذه المرحلة الحساحة لسوريا و ماهو المخرج منها؟
رندة قسيس: لا شك ان هناك عدة سيناريوهات محتملة للوضع السوري من دون فصل هذه السيناريوهات عن العمق الجيو-سياسي لسوريا، و مما لا شك فيه ان النظام السوري يحاول استخدام الورقة الطائفية للحفاظ على استمراره، فمعركته اليوم، و ضمن المستجدات الخارجية ذات التأثير الضعيف، هي معركة بقاء و استمرار. مع أني ما زلت أميل لاحتمال عثوره على مخرج آمن عند إدراكه بانعدام جميع الفرص للبقاء. من هنا أجد ان تصعيد الخطاب و تدويل الملف يساعدان في اتخاذ خطوات حاسمة تجاه هذا النظام الذي ما زال يراهن على ضعف الإرادة الدولية. جميعاً نرغب نحو دفع الأمور تجاه السيناريو الأقل تكلفة للشعب السوري حيث يمكن أن يأتي الحل من داخل النظام نفسه من خلال تصدعه، و هذا حسب اعتقادي، لا يتم إلا من خلال رؤية واضحة لقوى المعارضة مع المطالبة بتدويل الملف السوري الى مجلس الأمن.
كولان: نظام الاسد وصل الى ( نقطة اللا عودة) وهذا يعنى أنه لايمكن الحديث عن الاصلاح النظام او بقائه، الطريق الوحيد لانقاذ الشعب السورى هو رحيل نظام الاسد، وهذا يحتاج الى دعم دولى و عربى و اقليمى لمساندة الشعب السوري للتخلص من هذا النظام، لكن الدعم الخارجى لم يصل مستوى المطلوب، ماهي توقعاتكِ لهذا الوضع المتشائم؟
رندة قسيس: أعتقد ان الشارع السوري لن يقبل إلا بمحاكمة بشار الأسد أو رحيله، و خصوصاً بعد الكم الهائل من سقوط القتلى و الجرحى، ناهيك عن أعداد المعتقلين القابعين في سجون الظلام. لهذا علينا رص صفوف المعارضة و التوحد على هذا المطلب الأساسي للشارع السوري. صحيح اننا و الى يومنا هذا لم نحقق الكثير من أجل دفع دول مجلس الأمن الى أتخاذ قرار صارم تجاه الشأن السوري. كما أعتقد أن العلاقة بين البشر عموما مبنية على التعاون من أجل الوصول إلى المصالح العليا المشتركة، لهذا علينا ايجاد المحثثات و الدوافع لخلق ارادة دولية تساعدنا في عملية التغيير في سوريا.
كولان: المعارضة السورية فى الخارج لها تاثير محدود جدا على الوضع الداخلى و تنظيم صفوف الشعب السورى، و لحد الان لم تتمكن لم شمل الجميع ، الاكراد فى سوريا احد مكونات الشعب السورى لكنه حاليا خارج سقف المعارضة، هل برأيك تتمكن المعارضة السورية فى هذه الحالة أو لها اي دور لاسقاط نظام الاسد؟
رندة قسيس: لا شك اننا ما زلنا نعاني من موروث ثقافي اقصائي لجميع الفئات و الأفراد المختلفين عن القاعدة الأكثرية. و لا شك أيضاً اننا بحاجة الى كل مكونات المجتمع السوري لتحقيق عملية التغيير، ان كانت على المدى القصير الذي يصب بهدف اسقاط النظام الأسدي، أم على المدى البعيد الهادف لاقامة دولة مواطنة يتساوى فيها الأفراد بغض النظر عن العرق و القومية و الدين و الجنس. و هذا لا يتم إلا من خلال الاعتراف الكامل للشعب الكردي بجميع حقوقه و الاعتراف أيضاً بجميع القوميات الأخرى، فالانتماء الى الوطن هو شعور و رغبة يكتسبها الأفراد عند شعورهم بالاكتفاء و قدرة الوطن على تحقيق درجة الاعتراف بهم و قبولهم، و من هنا يتم دمج (الأنا الفردية) داخل إطار الجماعة مع الاحتفاظ بخصوصية كل منهم، و التخلي عن السعي لايجاد وجه واحد للجماعات و الأفراد.
كولان: بعض المراقبين و الخبراء و المحللين السياسيين ، يقولون الربيع العربى يتحول الى شتاء الاسلام السياسي، و التوقعات بشان سوريا ايضا أن البديل لنظام الاسد هو الاخوان او التيارات الاسلامية ، السؤال هل أن وجود سلطة مطلقة لإسلاميين تتحول سوريا الى بلد ديمقراطى ام فقط تبيديل الوجوه؟
رندة قسيس- تشكّل الأقليات الأثنية والدينية في سوريا زهاء 35 إلى 40 % من السكان، وهي أقليات تميل الى العلمانية لما تحققه لها من ضمان و مساواة، ناهيك عن السُنّة العلمانيين الذين يشكّلون ما بين 10 و 15% من السكان. لهذا لا أتوقع حكماً مطلقاً للإسلاميين أو الحركات المتشددة المرتكزة على اقصاء الآخر في سوريا. كما انني أجد أيضاً ضرورة مرورنا بمراحل عدة تبدأ أولاً باسقاط النظام التوتاليتاري السوري الذي سيفتح لنا مجالاً أوسع لمحاربة كل أنواع التمييز و الاستبداد ذات الأوجه المختلفة، و بذلك يمكننا خلق نموذج ثقافي مرن يتم فيه تغيير السلوك الفردي و الجمعي تجاه النماذج المختلفة عنه و ارساء ثقافة التنوع و ذلك من خلال برنامج ثقافي – سياسي يهدف الى توعية المجتمعات العربية.
كولان: انتِ ناشطة علمانية و حسب متابعتى لكتاباتك يظهر أن امنياتك هى تحول سوريا الى بلد علمانى تعددى ديمقراطي، لكن برنامج المعارضة السورية تهمش القضية الكردية في سوريا، في الجانب الآخر بغض النظر عن السيد برهان غليون كمثقف و كعلماني رئيس المجلس الوطنى السوري، لكن المكونات الرئيسية لمعارضة سورية هم من الاسلاميين، كيف يبنى الديمقراطية من خلال الاحزاب و التيارات الاسلامية؟
رندة قسيس: أؤمن بشدة بحق الشعب الكردي و حقوق كل الجماعات و الأفراد، و أعتقد اننا لا يمكن أن نشهد دولة عصرية حديثة إنسانية في سوريا من دون الحديث و العمل على انصاف الشعب الكردي و اعادة جميع حقوقه المسلوبة. صحيح ان المعركة ما زالت طويلة لأنها معركة ضد موروث بدائي ثقافته الغاء الآخر و الناتج عن ردة فعل تجاه القلق الدفين لأي نموذج ثقافي مختلف. لكني على ثقة من أن الأمور في سوريا تتجه نحو الاعتراف الكامل بالشعب الكردي، بما فيهم الاخوان المسلمون المضطرون بمجاراة ما يرغبه الآخرون و ذلك حفاظاً على بقائهم لمشاركتهم الحكم مع باقي أطياف المعارضة. و هذا ما شاهدناه في البيان الختامي للمجلس الوطني عند اقراره بحق الكورد و جميع المكونات السورية.
كولان: حينما نتكلم عن الاسلامين في بلدان العربية، البعض يقارن الاحزاب و التيارات الاسلامية فى البلدان العربية ، بحزب العدالة و التنمية فى تركيا، هل هناك أية أوجه للمقارنة بين هذين النموذجين؟
رندة قسيس: اعتقد ان المقارنة غير صحيحة، و ذلك لعدم مرور التيارات الإسلامية في البلدان العربية بذات المعطيات الخارجية التي مرت بها تركيا، فالظروف المحيطة في تركيا و ترسيخ العلمانية لفترات طويلة سمحت للأحزاب الإسلامية بالتحول لاكتساب المرونة من أجل الوصول الى الحكم و امكانية استمرارها. أما المجتمعات العربية فما زالت تنظر الى الإسلام السياسي على انه الحل و العلاج لكل أوجاعها النفسية و الاجتماعية و السياسية و الثقافية، لكني أعتقد ان التيارات الإسلامية في البلدان العربية ستأخذ منحىً آخر، و ينتهي بها الأمر باكتساب المرونة تجاه الآخر حفاظاً على استمراريتها. أعتقد ان العالم بشكل عام وصل الى منعطف يتطلب منه التغيير و الذي ستنعكس ايقاعاته على معظم بلدان العالم، بما فيهم التيارات المتشددة التي ستضطر لإصلاح نفسها من الداخل.
كولان- سؤال اخير، ماهي توقعات رندة القسيس لمستقبل الربيع العربي عموما، و لدولة و شعب سوريا خصوصا؟
رندة قسيس: أعتقد ان الربيع العربي سيعيش فصوله الأربع و ان عملية التغيير بدأت عند وصولنا الى نقطة الصفر المتجلية بثورة الشعوب ضد حكامها، و التي لن تنتهي عند هذا الحد بل ستمتد الى ثورة فكرية تتولى تخليص الثقافة السائدة من شوائبها الذهنية و تابوهاتها العديدة. مرحلتنا الانتقالية القادمة ان كانت في سوريا أو في البلدان العربية ستتسم بالصعوبة لكني مشحونة بكميات من الثقة و التفاؤل لهدم منظومة الاستبداد و ثقافة الالغاء، و استبدالها بمفهوم التكامل.