• Sunday, 22 December 2024
logo

إقليم كوردستان يقطع شوطا مهما لتعريف العالم بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي

إقليم كوردستان يقطع شوطا مهما لتعريف العالم بجرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي
جنار سعد: الحكومة العراقية ملزمة بالاعتذار من الشعب الكوردي

حاورها: محمد زنكنه
مازالت صفحات التاريخ تذكرنا بالمآسي التي تعرض لها الشعب الكوردي نتيجة دكتاتورية وعنجهية الأنظمة الحاكمة وتذكرنا بأبشع صور الإبادة الجماعية التي تعرض لها الشعب الكوردي وخصوصا على يد النظام البعثي الذي حكم العراق لمدة اكثر من 3 عقود،واليوم يخطو شعب كوردستان خطوة مهمة في حياته السياسية والانسانية في تعريف قضيته بالعالم على المستوى الدولي وخصوصا بعد ان اعترفت محكمة الجنايات العليا في العراق بقضية الانفال كجريمة ابادة جماعية ضد قومية معينة في العراق.

للحديث أكثر حول هذا الموضوع وغيره تتحدث الينا الوزيرة السابقة لشؤون الشهداء والمؤنفلين د.جنار سعد عبدالله والناشطة في مكافحة جرائم القتل الجماعي ضد الشعب الكوردي في لقاء خاص مع الصوت الآخر.

زيارة بدعوة رسمية لالمانيا:
زرتم ألمانيا مؤخرا بدعوة رسمية من وزارة خارجيتها لغرض الاطلاع على تجربة ألمانيا في تعويض ضحايا الهولوكوست فهل لكم ان تطلعونا على نتائج هذه الزيارة؟
- الزيارة كانت بدعوة رسمية من قبل وزارة الخارجية الالمانية عن طريق قنصليتها في اربيل، بصفتنا معهداً مختصاً لمكافحة الجينوسايد والتحقيق في جرائم القتل الجماعي وذلك للاطلاع على تجربة المانيا في تعويض ضحايا الهولوكوست وجرائم الابادة الجماعية التي تعرض لها الالمان وغيرهم في زمن الحكم النازي، وذلك وبصورة عامة كانت زيارة ناجحة جدا فقد استطعنا ان نكتسب خبرة كبيرة في هذا المجال الذي يهم الشعب الكوردي ككل ويهم عوائل الشهداء والمؤنفلين.

هل كنتم الجهة الوحيدة المدعوة في كوردستان؟
- الدعوة الرسمية وجهت الينا كمعهد لمكافحة جرائم الابادة الجماعية و(الفكتمولوجي) فضلا عن وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين ولكن للاسف لم يستطع ممثلهم الحضور كما كان ممثل وزارة الداخلية للحكومة العراقية وبالذات مسؤول الارشيف الوطني للوزارة حاضرا في هذه الزيارة وبصورة رسمية.

اذاً فقد كان برنامجكم حافلا في المانيا؟
- نعم هذا صحيح، ففي اليوم الاول زرنا الارشيف السياسي والدبلوماسي لوزارة الخارجية في برلين وعقدنا عدة اجتماعات اهمها مع القنصل السابق في اربيل ومسؤول الملف العراقي في وزارة الخارجية الالمانية وزرنا ايضا مركزاً يتضمن ملفات ارشيفية حول جرائم النازية في المانيا وقد اكتسبنا معلومات مهمة حول توثيق هذه الجرائم في ملفات وحفظها في مؤسسات مهمة في هذا البلد، وما لفت انتباهنا ان التاريخ هناك حول الابادة الجماعية لايحفظ فقط في الاوراق ولايتم سرده فقط بل انه جزء من وسائل التربية لدى الدولة لتعريف الاجيال الالمانية من اطفال وشباب حول هذه الجرائم كي لاتكرر المانيا مافعلته الحكومات السابقة في العهد النازي وليتعلموا سبل بناء ثقافة جديدة بعيدة عن العنف،اطلعنا ايضا على ملفات الجرائم المرتكبة في زمن الحكم الشيوعي بعد تقسيم المانيا الى شرقية وغربية ولاحظنا تشابها واضحا بين حكومة المانيا الشرقية ونظام البعث، استطيع القول ان الهم الاكبر لالمانيا هو توثيق هذه الجرائم في مؤسسات مختصة وهناك جامعات خاصة لهذا الغرض يعمل فيها خبراء متمرسون، زيارتنا استمرت الى بون وكولن، في بون زرنا قسم التعويضات لوزارة المالية للاقليم (نظام الحكم في المانيا نظام فدرالي) في ذلك القسم اطلعنا على كل التفاصيل التي اتبتعها الحكومة في تعويض ضحايا الهولوكوست بعد الحرب العالمية الثانية في كولن ايضا زرنا معتقلا سياسيا قديما يعود الى زمن النظام الاشتراكي ضمن المانيا الشرقية، المعتقل اليوم متحف كبير يوثق كل الجرائم التي تعرض لها المعتقلون فيه.

من كلامك نتوصل الى نتيجة اننا مازلنا في العراق وفي الاقليم نفتقر لآلية التعويض والتوثيق لجرائم حصلت ضدنا؟
- هذا صحيح ومازالوا مستمرين في عملهم على هذا النمط المتطور لكن هذا النمط لم يتم اكتسابه في يوم او يومين على العكس وقد لاحظت إننا ككوادر نحتاج الى خبرتهم وهم ايضا بحاجة الينا فقد كانوا يسألوننا عن آلية التعويضات لعوائل الشهداء، ما اعجبني في عملهم احياء المأسي التي تعرض اليها الشعب الالماني بطريقة حضارية اي الاهتمام بالركن المعنوي للمسالة عن طريق التوثيق وايصال المعلومة الصحيحة للاجيال التي تلت الحرب العالمية الثانية ولاحظنا ايضا ان الكثير من الطلاب يزورون هذه المتاحف والمؤسسات وقد اعترفنا فعلا باننا مازلنا بحاجة لمساعدتهم في هذا المجال.

خطوة مهمة لتعريف العالم بعمليات الابادة الجماعية:
اذاً فقد قطعتم شوطا مهما لتدويل جريمة الابادة الجماعية والبداية هي من اوروبا؟
- هذا صحيح فقد اهتموا كثيرا بالموضوع وكانوا يدونون كل معلومة يسمعونها من وفدنا حيث تحدثنا لهم عن كل ماتعرض له الشعب الكوردي من جرائم ابادة في زمن النظام الصدامي، ولا انكر ان الحكومة الالمانية كانت لديها معلومات حول هذا التاريخ (قصف حلبجة بالاسلحة الكيميائية والابادة الجماعية والمقابر الجماعية والاعداد الهائلة للضحايا التي جاوزت مئات الالاف ونوعية الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الكوردي باشكالها التي اطلعنا عليها في تاريخ الشعب الكوردي) لكن السياسة لعبت دورا سلبيا في هذا المجال حيث لم يتقربوا كثيرا من هذ المسالة بسبب علاقات الصداقة التي ربطت الحكومة الالمانية بالحكومات العراقية السابقة. وقد طلبنا منهم وبشكل رسمي ان يخصصوا احدى الصالات الكبيرة لاحياء ذكرى القصف الكيميائي لمدينة حلبجة والابادة الجماعية التي اطلق عليها النظام البائد تسمية (الانفال) ليطلع الشعب الالماني على ماتعرض له الكورد من جرائم ابادة وتوج طلبنا بالموافقة وبرحابة صدر من قبلهم كما طلبنا منهم مساعدتنا في جعل جرائم الانفال والابادة الجماعية جزءا من النظام التربوي وابدوا استعدادا تاما للمساعدة.

تدويل عمليات الابادة الجماعية التي تعرض لها الكورد:
عدا المانيا زرتم الكثير من الدول الاوروبية وخصوصا عندما شغلتم منصب وزيرة شؤون الشهداء والمؤنفلين في التشكيلة الخامسة لحكومة اقليم كوردستان ولاحظنا تعاطفا منقطع النظير من اوروبا مع الشعب الكوردي، الاتعتقدين ان الوقت قد حان للمجتمع الدولي ان ينظر نظرة جدية لتدويل هذه الجريمة وتعريفها على المستوى الدولي في حين ان هناك اطرافا في الحكومة العراقية تتغاضي عن هذه الجريمة؟
- في اوروبا لاحظنا ترحيبا كبيرا لمطالبنا لهم بمساعدتنا وخصوصا من قبل المانيا على الاقل في الاستفادة من تجربتهم، وهذه خطوة مهمة جدا لتدويل هذه الجرائم والتوصل الى قرار مفاده ان ينظر المجتمع الدولي والعالم باسره لتلك الجرائم كجرائم ابادة جماعية تعرض لها شعب من قبل نظام ظالم حاول ابادة الشعب الكوردي ومحو تاريخه وحاضره وحتى مستقبله لكن الاهم ماذا فعلنا نحن لتنفيذ هذه الخطوة تنفيذا جديا.

لم ترفض اية دولة مساعدتنا فيما طلبناه وخصوصا فيما يتعلق بالشق الانساني لان الشق السياسي يمكن ان يخلق مشكلات لهذه الدولة وللاسف اقول ذلك، ولكنها ايضا مفيدة لنا، الالمان مازالوا مستمرين في تعويض ضحايا الهولوكوست واسرائيل مازالت تذكر كل صغيرة وكبيرة تعرض لها اليهود في محارق النازية وما اعجبني حقا في هذا البلد ثقافتهم وتقبلهم واعترافهم بان حكومتهم السابقة اخطات بحق مكون معين فقد اطلعت في صفحات تاريخهم على مظاهرة كبيرة نظمتها مجموعات هائلة من الشباب في خمسينيات القرن العشرين بعد نهاية الحرب العالمية الثانية للتنديد بما فعله اباؤهم وامهاتم الذين كانوا مجندين في الجيوش والقطعات العسكرية النازية، هم قرروا بأسلوب راديكالي وثوري أن يمحوا من ذاكرتهم هذه الثقافة التي كانت سائدة، لذا أقولها وبصراحة إننا بحاجة لثورة لكي نعلن للجميع إننا تعرضنا لجرائم بالابتعاد عن أسلوب السرد التقليدي الجارح التراجيدي الى جانب توثيق عموم الملفات القديمة في متاحف كبيرة واستثمار هذه المسالة عن طريق التربية والفن والاستفادة من علاقاتنا الدولية والانسانية في هذا المجال، بتوقعي ان الجيل الجديد للشعب الكوردي مل الى حد ما سماع قصص الابادة الجماعية والانفال ولكن من السبب؟ نحن السبب لاننا لم نتح لهم فرصة الاستماع لهذا التاريخ المليء بالدم باسلوب جديد وحضاري ومازلنا نسرد هذه القصص باساليب كلاسيكية اي اننا نفتقر للوسائل الشيقة التي لايمل منها الناس للتعريف بقضيتنا ولكنني اعترف ان المسالة صعبة ولا يمكن ان تتم في عام او عامين والاهم من ذلك ان تكون لدينا خطة وطنية بالابتعاد عن الشخصنة على المستوى الفردي او الاحزاب لذا من المهم جدا ان تكون لدينا مؤوسسات مختصة بهذه المسالة، حكومية او غير حكومية والابتعاد عن الانشطة المتقطعة والتي تتم على مستويات شخصية دون الالتزام ببرنامج حكومي او خطة وطنية شاملة.

الاعتذار من الشعب الكوردي
حكومة الولايات المتحدة اعتذرت من الهنود الحمر عما لاقوه في السابق من جرائم واليوم هم مواطنون أميركيون لهم امتيازات خاصة تعويضا لهم عما تعرضوا له في السابق، المانيا اعتذرت لليهود، ايطاليا اعتذرت لليبيا، الحكومة العراقية التي هي وريث للحكومات السابقة بايجابياتها وسلبياتها تقول كيف يمكن ان نعتذر من شعبنا ونحن في بلد واحد!! الا تعتقدين ان الحكومة العراقية يجب ان تعتذر من الشعب الكوردي وتتعهد بعدم تكرار كل مافات لضمان العيش بحرية وسلام ضمن العراق؟
- هذا صحيح جدا، عندما كنا في قسم التعويضات بوزارة المالية البريطانية واطلعنا على الملفات الارشيفية لاحظنا ان المانيا دفعت ضريبة كبيرة لتعويض اليهود لما عانوه في زمن النازية وعدا اليهود المانيا مازالت مستمرة في تعويض الدول التي كانت تحتلها في العهد النازي وقبله من لاقى الضرر في زمن الحكم الشيوعي والتعويض هذا بالمليارات، لكن الحكومة الالمانية، ومن شعورها بالمسؤولية الانسانية تجاه هؤلاء في زمن حكومات هي الآن وريثة لها على العكس مما نراه في العراق وهذا من سوء حظنا حيث لانرى اي مسؤول عراقي مستعداً ان يعترف بهذا الخطا الجسيم والجريمة الوحشية التي تعرض لها الشعب الكوردي، برايي ان الحكومة العراقية ملزمة بالاعتذار من الكورد ومن الشعب العراقي فردا فردا للظلم الذي تعرضوا له من قبل النظام السابق، لكن وللاسف الاعتذار مصطلح غير وارد في ثقافتنا العراقية فالاعتذار يعني الضعف في هذ الثقافة.

اذاً ماهو الحل؟
- الحل ان نتعلم كيف نعترف بالخطا فالاعتراف بالذنب والخطا فضيلة، مازالت هناك ازمة ثقة بيننا وبين الحكومة العراقية ولانضمن احيانا كيف تتعامل هذه الحكومة معنا على الرغم من اننا اليوم شركاء فيها، عدم الاعتذار من الكورد يعني انهم لايشعرون بالذنب تجاه ماتم فعله ضد الكورد، الحكومة الحالية لم ترتكب هذا الخطا لكنها وريثة للحكومات السابقة، في المانيا وفي كل عام تعتذر الحكومة من كل من تعرضوا للظلم في عهد الحكومات السابقة بدليل ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل اخذت معها ابنها لاسرائيل في احياء ذكرى الهولوكوست لتثبت لهم ان هذا الجيل ايضا متعاطف مع الضحايا.


انا ضد المحسوبية والمنسوبية :
كنت وزيرة لشؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة الأقليم وانت ابنة لشهيد كان ضحية للارهاب في يوم مبارك، في عيد الأضحى وقد تردد عنك انك ترفضين اي منصب حكومي تحصلين عليه من اجل اسم الوالد فقط دون الاهتمام بطاقتك وقدرتك على تحمل المسؤولية لكنها وللاسف ثقافة سائدة في الشرق ان نتسنم المناصب عن طريق المحسوبية والمنسوبية فقط هل انت مع ام ضد ذلك؟
- اؤيد كل ماقلته بالحرف، انا ضد ارضاء طرف معين بمنحه منصباً معيناً وكما قلت قبل قليل فاني ارفض اي منصب سياسي او حكومي او حتى مدني لمجرد انني ابنة الشهيد سعد عبدالله... يجب ان نمحو هذه الثقافة من وجداننا، لاضير في ان يكون المتقدم لمنصب معين ذا خلفية جيدة وتاريخ جيد وعائلة محترمة بل وهو المطلوب لكن الاهم وجود قدرة وطاقة وخبرة وكفاءة للشخص اي ان الشيئين يتممان بعضهما، لايجوز لاي احد ان يختار شخصا معينا من عائلة معينة لان عائلته كانت مناضلة ويكافئه بمنحه منصبا يتوقف عليه مصير الالاف من الناس لمجرد ارضائه دون وجود اي خبرة او قدرة او حتى علم مسبق بنجاحه في اداء اعماله،هذه المعايير وللاسف اضرت بنا كثيرا واصبحت سببا في تاخر الكثير مما نريده، المسؤولية ليست مكافاة لنضال نتشرف به جميعا ونقف له اجلالا نستطيع تقدير هذا النضال بوسائل اخرى اكثر احتراما، ان نشعر عائلته بالفخر لما قدمه فرد منهم في سبيل حرية شعب ، اعيد واقول الكفاءة والوطنية هي الأساس في أداء الأعمال بغض النظر عن الخلفية المادية او التاريخية او اياً كانت فالغني والفقير متساويان وكفاءاتهما هي التي تميز احدهما عن الآخر.

المتهم يجب ان ينال جزاءه :
هناك محاولات لتبرئة صدام واعوانه من جرائم الانفال برمي كل المسؤوليات على عاتق من نسميهم بـ(الجاش او الجحوش) المستشارين الكورد الذين تبرا منهم الشعب الكوردي والذين اسماهم صدام (بفرسان الدفاع الوطني)، وهناك من يقول ان القيادة السياسية في كوردستان تريد ان تتغاضى عن تقديمهم للمحاكمة ما الذي برايك يمكن فعله في هذا الصدد؟
- هذا سؤال مهم جدا وتم طرحه علي كثيرا عندما كنت في الوزارة، لايمكن التعامل مع هذه المسالة بعاطفة او اندفاع مؤقتين، يجب ان يتم تدارس الموضوع وتبيان الايجابيات والسلبيات، برايي ان المجرم والمطلوب يجب ان يحاكم وهذه مسؤولية المحكمة بالدرجة الاولى،هناك الكثير ممن ذكرتهم مطلوبين لدى المحكمة والبعض منهم وللاسف يشغل مناصب عليا وللاسف ايضا واقولها بكل صراحة ان الاقتتال الداخلي البغيض في كوردستان والمنافسات الحزبية كان لها دور كبير في ان ينجو هؤلاء من العقاب ومنحهم مكانة ومناصب وحماية ومع ذلك فان التاريخ والقانون لن يسامح مرتكب الجريمة وسياتي اليوم الذي ستطالب فيه عوائل الضحايا بحقوقها بكل جرأة وليثبت البرىء براءته والعكس صحيح، نحن لانستطيع ان نقول ان رئيس الاقليم ورئيس حكومة الاقليم مسؤولان بشكل مباشر في هذا الموضوع فالكلمة الاولى والاخيرة هي للمحكمة لكن الاهم في كل ذلك عدم احتواء المجرم او حتى المشتبه لضمان عدم تكرار هذه الجرائم ولنتعاون جميعا في تقديمهم للمحاكمة.

كنت اتمنى محادثة صدام :
رايت صدام وعلي حسن المجيد عن قرب، بم شعرت حينها؟
- كان حلما وتحقق، ان ترى الجلاد في قفص الاتهام ياخذ جزاءه العادل بطريقة عصرية احسن وافضل مما كان يتبعها في تصفية خصومه ، لم اكن اعتقد انه سياتي اليوم الذي نرى فيه هؤلاء المجرمين في هذا المكان وخصوصا اننا عشنا في حكمه اياما كنا نخاف حتى من ذكر اسمه في السر.

ونبضات القلب في حينها؟
- كانت عجيبة!! سريعة جدا والكثير ممن كانوا معي ذرفوا الكثير من الدموع، والرعشة كانت سيدة الموقف لكنني في ذات الوقت اشفقت على الانسان الذي بداخل هذا المجرم وتحسرت على عقود حكم فيها بالحديد والنار في حين ان الانسان هو ارقى المخلوقات والكائنات، صدام انسان قبل ان يكون اي شيء، وبصراحة فقد تلبسني خوف عميق وكنت اسال نفسي هل يعقل ان يصل الإنسان حد الغدر باخيه الإنسان وهل كان الانسان العراقي يستحق ذلك من صدام؟ وقد توصلت في نفسي لقرار ان الظلم لابد له ان ينتهي ولكل ظالم زوال، صدام لم يكن يتصور انه سيواجه هذا النوع من العقاب.

لم تتحدثي معه؟
- لا للاسف فقد كان في الطابق العلوي في قاعة المحاكمة.

ولو تحدثت معه؟
- كنت ساقول له لم فعلت ذلك؟ كنت تستطيع ان تحكم البلد في حالة احسن وان تزرع المحبة في قلوبنا، كنت تستطيع ان تكون شخصا كاريزميا تبني البلد وتكون رمزا نضاليا في قلب كل عراقي في صفحات التاريخ، كنت اتمنى محادثته وتصويره عن قرب.

انا بيتوتية :
للمراة مسؤوليات عديدة تختلف عن الرجل سواء اكانت شرقية ام غربية وفي اي منصب كانت، كيف هي طبيعتك مع مسؤوليات البيت ونسبة كم بالمئة تمنحينها لنفسك في هذا المجال؟
- انا بيتوتية وربة بيت ممتازة وبشهادة جدتي استطيع ان امنح نفسي نسبة 70% في هذا المجال ولامشكلة لدي في هذا ابدا، وساقص لك قصة جميلة: في يوم من الايام كنت منهمكة بتحضيرات العيد وتنظيف البيت فتحت الباب لجدتي وقالت لي كثير من الناس يسالونني هل تعمل جنار في البيت هل تساعد والدتها؟ فقلت لهم ان جنار كـ(حنطة عميرة) متعددة الاستعمال اي انها لاتقصر نفسها على عمل او مسؤولية معينة، عمل البيت هو جزء من كيان المرأة بالذات ولابد للإنسان رجلا كان أم امرأة ان تكون لديه خبرة في اكثر من مجال وخصوصا في البيت وبذلك يستطيع المرء انقاذ نفسه من الروتين القاتل.

انتقد نفسي دائما :
جنار خارج الوزارة هل تنتقد جنار الوزيرة السابقة؟
- بالتاكيد، اهم ما انتقد نفسي فيه انني كنت متساهلة مع الكثير ممن لم يستحقوا التساهل ولا المساعدة وكنت اتعامل بهدوء وتسامح في العمل الاداري في حين ان الادارة تحتاج الخشونة ولم استطع ان اتعامل بخشونة فهذا عكس طبيعتي، انتقد في نفسي ايضا السرعة في اتخاذ القرار وخصوصا في تعيين البعض في الوزارة، كنت ايضا اتعب الكثير ممن حولي في اعمال الوزارة لاننا كنا نطمح الى الكثير لذا كنت اضغط عليهم باحتواء حياتهم الشخصية ايضا.

وكيف كنت تتعاملين مع الدعايات وخصوصا ماكان يقال ان جنار في كل سفرية للخارج كانت تقوم بعملية تجميل؟
- (بضحكة عالية)..يا اخي لست بشعة لاقوم بعمليات تجميل ولاتجاعيد في وجهي فلم ابلغ مرحلة التجاعيد بعد ولا اقول انني ملكة جمال واحمد الله تعالى على شكلي، كنت اتعامل بضحك مع كل هذه الاقاويل وانا مؤمنة جدا بجمال الروح والطبيعة الانسانية ولاضير في القيام بعمليات التجميل عند وجود اي تشوه في الوجه وهذا حق لكل انسان والاهم من كل ذلك لم يكن لدي الوقت المناسب للقيام بهذه العمليات !!!!

اخيرا دكتورة الكثير من الاخوة العرب سيقراون هذا اللقاء، ماذا تقولين لهم؟
اشكرهم كثيرا لقراءتهم لهذا اللقاء واقول لهم انني انسانة احترم الانسان مهما كانت قوميتة ودينه، احب الانسان ولا ارغب بثقافة العنف واتمنى زوال هذه الثقافة وان نتقارب فيما بيننا تحت رابط الانسانية.
Top