هذا ما تفعله الرياضة بمريض كورونا
لا تقتصر هذه الفوائد على ممارسة الرياضة بمعدلات مرتفعة، فحتى الأشخاص الذين لم يتمكنوا من ممارسة الرياضة بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع، وهو المعدّل المطلوب للاستفادة القصوى من الرياضة، قد استفادوا من الآثار الإيجابية لممارسة الرياضة على حالتهم لدى الإصابة بكورونا. وذلك يعني حتى من كانوا يمارسون التمارين الرياضة بمعدّل 10 دقائق يومياً حتى.
وفي المقارنة مع من كانوا أكثر نشاطاً ومارسوا الرياضة بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع أو أكثر، يبدو أن الأشخاص الذين مال نمط حياتهم إلى الركود التام وقد أصيبوا بكورونا كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى بمعدل 226 في المئة وبنسبة 173 في المئة أكثر للدخول إلى العناية الفائقة وبنسبة 143 في المئة أكثر للوفاة.
ويعتبر الخبراء أن نتائج هذه الدراسة تدعو إلى التشجيع على إحدى الوسائل التي يمكن أن تساهم في الحد من مخاطر حصول مضاعفات ووفيات بسبب كورونا في العالم.
في الوقت نفسه، تأخذ الدراسة في الاعتبار أن ثمة أشخاصاً يتبعون أصلاً نمط حياة يميل إلى الركود وبالتالي قد لا يتمكنون من ممارسة الرياضة بشكل مفاجئ بمعدل 150 دقيقة في الأسبوع بعد حياة الركود التي يتبعونها.
وفي الواقع، يعتبر الخبراء أنه يكفي ممارسة أي نشاط جسدي كالخروج في نزهة مشياً على الأقدام مثلاً يومياً، وليس ضرورياً ممارسة رياضة الهرولة لمدة ساعة يومياً أو الذهاب إلى النادي لممارسة الرياضة. فالفكرة الأساسية ترتكز على التشجيع على الحفاظ على النشاط الجسدي أياً كانت طبيعة هذا النشاط. أي خطوة في الاتجاه الى الحفاظ على النشاط تعتبر إيجابية في هذا المجال. فيبقى من الأفضل تصنيف معدل الخطر وفق معدلات ممارسة الرياضة أو النشاط الجسدي المختلفة، بالاستناد إلى هذه الدراسة التي تؤكد أن من هم أكثر نشاطاً في من حياتهم يعتبرون أقل عرضة لمضاعفات كورونا وللوفاة بسبب المرض.
كيف تؤثر الرياضة في حالة مريض كورونا؟
يُطرح السؤال حول سبب هذه العلاقة بين ممارسة الرياضة والإصابة بمضاعفات كورونا. في الواقع، تساهم ممارسة الرياضة بانتظام وتساعد على تقوية جهاز المناعة. فقد تبين أن ممارسة الرياضة بانتظام ينعكس إيجاباً على المناعة والأشخاص الذين هم أكثر نشاطاً ويمارسون الرياضة بانتظام هم أقل عرضة للالاتهابات الفيروسية ولمضاعفاتها وللوفاة. كما تساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تحسن قدرة الرئتين ووظائف العضلات والقلب. انطلاقاً من ذلك يمكن أن تساعد على الحد من مضاعفات كورونا في حال الإصابة بالمرض.
وبالتالي، تعتبر الرياضة حلاً علاجياً يمكن اللجوء إليه للحدّ من الخطر. فإذا كانت صحة القلب والرئتين أفضل، من المتوقع أن تكون مقاومة فيروس كورونا أسهل في حال الإصابة به. بشكل عام، يمكن القول إن نمط الحياة يؤثر بشكل واضح على الإصابة بفيروس كورونا. فاتباع نمط حياة صحي يساعد على الحد من المضاعفات الناتجة من الإصابة بالالتهابات الفيروسية عامةً، ومنها فيروس كورونا المستجد.
باسنيوز