• Saturday, 29 June 2024
logo

كأس أمم آسيا: تسع منافسات "سياسية" تتخطى حدود الملاعب

كأس أمم آسيا: تسع منافسات
المملكة العربية السعودة في مواجهة قطر، والأردن في مواجهة سوريا، والصين في مواجهة الفلبين.
ليست هذه مجرد أمثلة على بلدان ذات علاقات دبلوماسية بينية ملتهبة، لكنها مباريات بكأس أمم آسيا 2019، وهي البطولة الرئيسية لكرة القدم في القارة التي تستمر فعالياتها حتى الأول من فبراير / شباط في ملاعب متفرقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
لكن الكأس الآسيوية، التي تتنافس الفرق عليها منذ عام 1956، هي حدث إشكالي نظرًا لأمور أبعد من حدود الملاعب، فثمة منازعات إقليمية، ومواجهات دينية، بل وحتى حروب بالوكالة تُعقّد أجواء المباريات بين الفِرَق الـ 24 المشاركة في بطولة هذا العام.وهذه بعض المباريات ذات النصيب الأكبر من التنافس الذي يتخطى حدود المستطيل الأخضر:جروح حروب قديمة
وصف أسطورة كرة القدم البرازيلية، زيكو، مباراة نهائي كأس أمم آسيا عام 2004 بين اليابان والصين التي أقيمت في بكين، قائلا: "كانت أجواؤها مشحونة بالتوتر على نحو لم أرَ مثيلا له في حياتي كمدرب فني."، وكان زيكو حينها مدربا لليابان، واعتاد على أجواء المنافسة الملتهبة في كرة القدم بأمريكا الجنوبية.في الطريق إلى المباراة، انتقدت الصين أفعالا يابانية وصفتها بالوحشية في الشرق الأقصى في بواكير القرن العشرين وإبان الحرب العالمية الثانية.
وارتفعت حدة التوترات إلى حدٍّ دفع السلطات اليابانية إلى توجيه النصح للمشجعين بعدم ارتداء أي رموز وطنية لدى الذهاب إلى الملاعب.
وزاد التوتر أكثر بعد تسجيل اللاعب الياباني كوجي ناكاتا هدفا باليد في مرمى الصين في الدقيقة الـ 68، وبعد ما كان التعادل قائما انتهت المباراة بنتيجة 3-1 لصالح اليابان.
وكان ثمة أعمال شغب مشتعلة خارج الملعب واحتاج مشجعو ولاعبو اليابان حراسة شُرطية وسط مشاهد ظهر فيها مشجعون صينيون يحرقون أعلاما يابانية.اجتماع أعداء
وبالنظر إلى أي قائمة تضم فرق كرة قدم متنافسة دوليا وسط أجواء سياسية مشحونة، ستبدو مباراة السعودية ضد إيران في مرتبة عالية من تلك القائمة.
وثمة تنافس رياضي تاريخي، فكلا الفريقين فاز بالكأس الآسيوية ثلاث مرات، آخرها السعودية عام 1996، لكن أسباب العداوة بين البلدين تتعلق أكثر بمسائل جيوسياسية.
وتشمل التوترات هذه الأيام الحرب بالوكالة التي تخوضها المملكة العربية ضد إيران على الأراضي السورية، حيث تدعم حكومة طهران نظيرتها المتمثلة في حكومة بشار الآسد.
أما السعودية ذات الأغلبية السنية، فإن حكومتها تدعم جماعات مسلحة في جهودها للإطاحة بنظام الأسد في الحرب الأهلية السورية، في إطار خطة لاحتواء نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
وتأتي حقيقة أن البلدين منخرطان في حرب أخرى بالوكالة في اليمن لتزيد الأمور تعقيدا.
وقد امتدت شواهد العداوة بالفعل إلى المستطيل الأخضر، ففي عام 2016، أعلنت السعودية أنها لن تلعب مباريات في طهران إثر هجمات تعرضت لها بعثتها الدبلوماسية في طهران -في إطار مظاهرات ضد إعدام السعودية رجل الدين البارز نمر النمر.وربما لا يستسيغ منظمو بطولة كأس آسيا 2019 مواجهة محتملة بين السعوديين والإيرانيين الذين قد يلتقيان في مراحل خروج المغلوب نظرا لوقوعهما في مجموعتين متجاورتين.
حكاية الكوريتين
لابد أن ينعكس السلام الهش بين الكوريتين على أرض الملعب، هل تتفق مع هذا؟ ليس إلى حد بعيد، كما يبدو.
ليس غريبا على الكوريين أن يشجع كل بلد فريق جارته. وقد حظي لاعبون من أمثال الكوري الشمالي يونغ تاي-سي بشعبية كبرى في كوريا الجنوبية.
واحتفلت الصحافة الكورية الشمالية بنجاح استضافة كوريا الجنوبية مع اليابان لبطولة كأس العالم 2002 وبوصول فريقها لنصف النهائي، كأول فريق آسيوي يحقق ذلك.
وفي ظل شعور مشترك بالوحدة الكورية، لا تزال الغالبية على الجانبين الشمالي والجنوبي لشبه الجزيرة تحبّذ عودة الوحدة، وإنْ كان الدعم الشعبي لهذا الاتحاد قد تراجع في الشطر الجنوبي من 90 في المئة تقريبا عام 1969 إلى 58 في المئة العام الماضي، طبقا لاستطلاعات رأي أجراها المعهد الكوري للوحدة الوطنية.
لكن بعض المشاحنات طفت على السطح؛ ففي عام 2008 تغيّر مكان إقامة المباراة المؤهلة لكأس العالم بين الكوريتين من بيونغيانغ إلى شانغهاي بعد أن رفض النظام الكوري الشمالي السماح بعزف النشيد الوطني أو رفع العلم الكوري الجنوبي في ملعب كيم إل سونغ.
وبعد ذلك بعام، وفي سول، عزت السلطات الكورية الشمالية الهزيمة 1-0 إلى خطة مزعومة لتسميم لاعبيها.
جدير بالذكر أن فريقي الكوريتين مشاركان في بطولة كأس آسيا 2019.







بي بي سي
Top