• Sunday, 30 June 2024
logo

سنتان و8 اشهر و6 ايام .....المخرجة هيرو اسماعيل تحول قصة انقاذ ليلى من (داعش) الى فيلم وثائقي

سنتان و8 اشهر و6 ايام .....المخرجة هيرو اسماعيل تحول قصة انقاذ ليلى من (داعش) الى فيلم وثائقي
(باس) هيمن صالح
هيرو اسماعيل اعلامية ومذيعة معروفة في مؤسسة فضائية كردستان (اقدم فضائية كردية تبث من كردستان منذ عام 1999) توجهت منذ فترة الى عالم الاخراج، حيث كانت مشغولة منذ عدة اشهر برفقة فريق تقني تابع للفضائية المذكورة باعداد وتصوير فيلم وثائقي خاص، تقوم من خلاله المخرجة بسرد وثائقي لسيرة آلام وعذابات (ليلى تعلو) السيدة الكردية الايزدية التي وقعت في شراك اسر منظمة داعش الارهابية.
ليلى تعلو سيدة كردية ايزدية تم اسرها وسبيها بمعية الآلاف من النسوة والفتياة والرجال والاطفال والشبان من الكرد الايزديين وذلك في شهر آب من عام 2014 من قبل مسلحي تنظيم داعش. لقد تم اسر ليلى اثناء تعرض بلدة شنكال لهجوم همجي من قبل مسلحي التنظيم الارهابي، وعاشت مدة اكثر من عامين وثمانية أشهر حياة الجواري، هكذا كان يعاملونها الدواعش، وقد عانت على يدهم شتى صنوف التعذيب الجسدي والنفسي.
وبعد انعتاقها من اسر داعش باعجوبة، قام الكاتب الكردي الايزدي وشقيق ليلى، الكاتب خالد تعلو بكتابة سردية (ليلى وليالي الالم)، حيث قام بتوثيق تفاصيل حياة شقيقته وهي تمضي ايام الاسر كسبية لدى مسلحي تنظيم داعش وهم يعاملونها بمنتهى القسوة والوحشية.
هذه السردية التي بطلتها شقيقة كاتبها، اثارت الكثير من الردود والتساؤلات، وقد اثنى الكثيرون على جرأة الكاتب وسعة مساحة روح التسامح بين الايزديين عموما ولدى اسرة تعلو الكريمة. الاعلامية والمذيعة المتألقة هيرو اسماعيل حولت انبهارها بسردية (ليلى وليالي الالم) لتقوم بحبكها ضمن انتاج بصري مدته 52 دقيقة تسرد خلالها بشكل بصري وثائقي تفاصيل اسر ليلى من قبل تنظيم داعش وايام قضتها في عذابات الاسر حتى تحررها من نير التنظيم واسره.
هذا الفيلم الوثائقي تم انتاجه لصالح فضائيتي (كوردستان) و(زاكروس)، حيث الاولى تبث بالكردية والثانية كردستانية تبث بالعربية. ومن المنتظر ان يتم عرض الوثائقية هذه بعنوان (سنتان و8 أشهر و6 ايام)، عبر شاشتي (كوردستان) و(زاكروس).
عن عملها الجديد هذا قالت هيرو اسماعيل في تصريح لموقع (باسنيوز) "فكرة انتاج هذا الفيلم الوثائقي جاءت بعد قراءتي لكتاب (ليلى وليالي الالم)، وغايتي هو ان يكون فحوى الفيلم ترجمة لما جاء في الكتاب الذي يتحدث عن سيدة استطاعت الافلات من قبضة داعش محطمة بارادتها اغلال وقيود اسر هذه المنظمة الارهابية."
وتابعت هيرو مخرجة الوثائقية هذه، موضحة "الشيء الذي اثار انتباهي جدا، علاوة على كم المعاناة التي تعرضت لها هذه السيدة الايزدية على يد داعش، هو عظمة شقيقها الذي استطاع ان يؤلف كتابا عن ايام سبي شقيقته ليلى لدى الارهابيين الذين اذاقوها مرّ العذاب. مؤلف الكتاب خالد تعلو استطاع وبشجاعة نادرة تحدي الجميع ليقوم بتدوين تفاصيل المعاناة والعذابات التي تعرضت لها شقيقته ليلى، ولم يستثني من ذلك حتى التطاول والعنف الجنسي الذي تعرضت لها."
واضافت مخرجة الفيلم هيرو اسماعيل ايضا "استطاع خالد تعلو بتأليفه هذا الكتاب ان يحول شقيقته ليلى تعلو من ضحية الى بطلة، لاشك ان ليلى حالها كحال معظم السيدات الايزديات هي ضحية جرائم داعش ضد الانسانية، لكن فرارها من قبضة التنظيم وشروعها في حياة جديدة، يعد بطولة نادرة تستحق بها ان تنال تقديرنا واعتزازنا نحن، هذه التفاصيل التراجيدية والمواقف الاسطورية هي التي دفعتني لانتاج هذا الفيلم الوثائقي عن سيرة سبي الكردية ليلى، اضافة الى ذلك من المهم جدا ان يتم توثيق تفاصيل ايام سبي جميع السيدات والفتياة الايزديات اللاتي تعرضن لاسر وسبي المنظمة الارهابية الاشد خطورة في العالم."
واكدت مخرجة الفيلم "في البداية كانت الفكرة عبارة عن اعداد وثائقية فقط، لكن بعد ذلك غيّرت المشروع الى فيلم ديكودرامي (اي مزيج من الدراما والوثائقية)، قمت بتحويل قسم من فحوى الحدث الى عمل درامي، اي انني قمت الى جانب اعتمادي على مشاهد توثيقية من الارشيف لجرائم داعش، باضافة مشاهد درامية الى الفيلم يقوم باداءها مملثون وومثلات، اي قمت بتطعيم الفيلم بمزيج من الدراما والمشاهد البصرية الوثائقية، ولم اكن انشد الاعتماد على الدراما حصرا لان ذلك سيبعد الاحداث عن سياقها الواقعي الى حد ما، في بعض المشاهد تم الاستعانة بالارشيف وفي مشاهد اخرى تم اعتماد الغرافيك، ولم يكن من السهل ان نعرض جميع تفاصيل الاعمال الوحشية التي ارتكبها داعش، مراعاة لاحاسيس المتلقي وحالته النفسية."
الاعلامية التي اخرجت هذا العمل الديكودرامي تقول "وضمن مخطط اتمامي للفيلم كلفت السيدة ليلى وشقيقها خالد ان يقوما بسرد مختارات من الكتاب وهما جالسين الى جنب بعض وانا بدوري قمت بتسجيل الصوت في ذات الوقت باللغتين الكردية والعربية، كي يكون الفيلم جاهزا للبث باللغتين عبر فضائيتي كوردستان وزاكروس (الاولى تبث بالكردية والثانية تبث بالعربية)، وبذلك تجاوزنا مسألة ترجمة الفيلم او دبلجته الى اللغة العربية تاليا، بل جاء انتاج الفيلم باللغتين في آن واحد. وهذا الامر ميزة مضافة مقارنة بالاعمال الديكورامية المماثلة."
فريق العمل واصل مهمته طوال خمسة اشهر لتصوير اللقطات والانكباب على تسجيل المشاهد الدرامية ومونتاج مشاهد الفيديو ومزجها وفق مخطط السيناريو مع المشاهد المصورة، وتقول هيرو اسماعيل حول تفاصيل ذلك "تم تصوير المشاهد في فصل الربيع، مع هذا فان القسم الاعظم من مشاهد الفيديو والدراما تم تسجيلها في الصيف، لان حملة الابادة التي تعرض لها الايزديون في موطنهم شنكال (سنجار) كان في فصل الصيف."
واضافت "فريق عمل كبير من الفنيين والتقنيين ساهموا في انتاج هذا العمل الديكورامي، اضافة الى 100 آخرين شاركوا في اداء الادوار الدرامية كممثلين وكمبارس، اقدم لهم عرفاني واعتذاري لهم في نفس الوقت لانني لا استطيع ذكر اسمائهم فردا فردا، لكن بكل تأكيد لولا تعاونهم وتعاضدهم معي ومن دون دعم مؤسسة فضائية كوردستان، لبقي هذا الفيلم قيد الفكرة، ومن المهم ايضا الاشادة بالتسهيلات التي قدمتها الاجهزة الامنية والعسكرية الكردستانية لنا في مناطق التصوير الحي."
تعمل هيرو اسماعيل منذ سنين كمذيعة في فضائية كوردستان، وقدمت لسنين عدة برنامج (نهاية الاسبوع) كاحد البرامج السياسية في الفضائية المذكورة، هذا البرنامج توقف منذ عام لانشغال مقدمتها بانتاج هذا الفيلم الديكودرامي. سبق وان انتجت عملا وثائقيا من ثلاث حلقات حول استفتاء استقلال كردستان حمل عنوان (الاستقلال.. من الحلم الى القرار). وعمل درامي آخر انجزته الاعلامية والمخرجة الواعدة هيرو اسماعيل كان بعنوان (الملاذ الآمن) يتناول قصة استضافة اقليم كردستان للنازحين واللاجئين من خلال وثائقية من اربعة حلقات. وحول التعايش السلمي بين اطياف كردستان القومية والدينية والمذهبية، انجزت هيرو وثائقية بعنوان (كردستان وطن الجميع)، اضافة الى اعمال اخرى.



باسنيوز
Top