• Monday, 01 July 2024
logo

الفنان جوان حاجو: ليست هناك سوق للموسيقى الكوردية

الفنان جوان حاجو: ليست هناك سوق للموسيقى الكوردية
رغم أنه بدأ يتقدم في العمر، فإنه لا يزال يمتلك من الطاقة ما يؤهله لإصدار ألبوم جديد وإحياء حفلات في فترات متقاربة، أكمل الفنان جوان حاجو العمل على ألبومه الجديد وسينشره خلال أسبوعين، ويستعد لإصدار ألبوم آخر في الخريف القادم.

ولد جوان حاجو البالغ 61 عاماً في ناحية تربة سبي في كوردستان سوريا، ورحل في العام 1979 عن موطنه ليستقر في ألمانيا. كان في السابعة عشرة عندما غنى على الملأ، وله حتى الآن 15 ألبوماً، وسينشر ألبومه السادس عشر في غضون أسبوعين.

تحدث حاجو عبر "الواتس آب" لشبكة رووداو الإعلامية عن ألبومه الجديد وقال: "ألبومي الجديد بعنوان "فَلَك" ويتألف من 12 مقطعاً، وسأنشره رقمياً خلال أسبوعين".

أصدر حاجو ألبومه الأول بعنوان "أمينة أمينة" في العام 1970، وكان آخر ألبوماته قد صدر في العام 2012 بعنوان "فَكَر"، عندما أصدر كليباً خصصه للبيشمركة خلال فترة الحرب ضد داعش.

عمل حاجو مدة عام على ألبوم "فلك" الذي ترعاه شبكة رووداو الإعلامية، وكشف عن أن أحد مقاطع الألبوم أغنية للشهيدة شفاء كردي التي استشهدت جراء انفجار عبوة زرعها داعش في الموصل في 25 شباط 2017.

وقال حاجو: "آلمني استشهاد شفاء كثيراً، وقد أصبحت شفاء رمزاً للشهادة، وكان لاستشهادها أصداء في أنحاء العالم، أشعر بارتياح بعدما خصصت واحدة من أغاني هذا الألبوم لها"، وقد كتب "جانو شاكر" نص الأغنية، ويقول حاجو إنه ينوي العودة إلى إقليم كوردستان وتسجيل أغنية شفاء في فيديو كليب.

ولم يغفل جوان حاجو المقاتلين الشهداء في كوردستان سوريا وأفرد واحدة من أغاني ألبومه لأحد شهداء وحدات حماية الشعب في الحرب ضد داعش.

يقيم جوان حاجو في ألمانيا منذ 39 سنة، ودرس فيها الموسيقى ثلاث سنوات في جامعة بوخوم، وتأثر بالموسيقيين الألمان، ما أدى به إلى انتهاج اسلوب خاص به يمزج بين الفلكلور الكوردي وخصوصيات موسيقى البوب والروك الأوروبية.

وعن الاختلاف بين ألبومه الجديد وألبوماته السابقة، يقول حاجو: "إنه مختلف جداً، يجد فيه الجميع أنفسهم، ففيه الكلاسيكي والحديث، والإيقاعات تتراوح بين الأرابيسك، البوب، الجاز وجميع الإيقاعات"، مضيفاً: "سنقوم بنشر الألبوم رقمياً على شبكة الإنترنيت، وسأطبع 500 نسخة فقط على أقراص للإهداء فقط".

وعن سبب نشر ألبومه على شبكة الإنترنيت، يقول حاجو: "ليست هناك سوق يمكن أن نسميها سوق الموسيقى الكوردية، فالتجارة الموسيقية الكوردية صفر".

سمح لحاجو بإقامة حفل غنائي في مدينة باتمان بكوردستان تركيا في العام 2004، وحضر الحفل حوالى 200 ألف شخص. الحفلات التي يقيمها حاجو قليلة والسبب كما يقول هو أن "الكورد لم يتعودوا بعد على أجواء الكونسرتات".

غنى حاجو، دويتو مع المغنية التركية هوليا أفشار، وعن احتمال تكرار تلك التجربة، قال إن ألبومه الجديد يضم دويتو، لكن ليس مع أفشار، بل مع المغنية التركية بيلكة: "اقترح علي مدير أعمالي هذه السيدة وقال إنها فنانة جيدة، وكان مصيباً، فرغم أنها لم تكن تعرف اللغة الكوردية إلا أنها أحسنت أداء نص الأغنية الكوردي، لقد أذهلتني فعلاً".

ارتبط حاجو في العام 1999 بالزواج مع سيدة آيسلاندية، ولهما الآن ابنتان: لورين وروزا. عرف حاجو أولاً بأداء الأناشيد الوطنية، لكن أغانيه بعد الزواج شهدت تغييرات كبيرة في ألحانها وفي نصوصها أيضاً، وقال عن هذا في وقت سابق: "نحن الكورد طرأت علينا تغييرات، كنا نقاتل في السابق، لكننا اليوم بحاجة إلى وسائل أخرى. يجب أن نفيد من الثقافة، نحن بحاجة إلى أفلام جيدة، وموسيقى جيدة ومسرح جيد. يجب أن نثبت بأننا قادرون على التحدث عن الحب والجنس أيضاً وليس عن السياسة فقط".

كان زواجه من سيدة أجنبية، وكونه أباً لابنتين، سبباً دفعه إلى اختيار الحياة في الخارج وعدم العودة إلى كوردستان سوريا، لكنه يقول إن "السياسة" أيضاً من بين أسباب عدم عودته، ويضيف: "عندما أرى أخطاء سياسي كوردي لا أستطيع السكوت عنها، يجب أن أقول بأن كركوك وعفرين ضاعتا بسبب أخطاء القادة الكورد. اسألوا السلطة في كوردستان سوريا عن سبب عدم عودة جوان حاجو".

وقال حاجو: "أشعر بكثير من الحنين لتربة سبي، أحب العودة إليها، لكنني بنيت لي حياة أخرى هنا، كما أني تمكنت من بناء علاقات مع إقليم كوردستان وكوردستان تركيا، ولا أدري لماذا لم يحصل هذا مع كوردستان سوريا".

ويرى حاجو أن وضع الفن في كوردستان سوريا سيء، ويقول: "لم يعد الناس هناك يهتمون بالفن، الناس هناك يعيشون أجواء الحرب، وفي أجواء الحرب لا قيمة للموسيقى، الناس هناك يبحثون عن قطعة خبز وليس عن أغنية".

لا يعرف حاجو في عمره هذا معنى للخلود إلى الراحة، ويقول: "بالرغم من أن أعمالي باتت قليلة، لكنني لازلت قادراً على العمل، وأنوي إصدار ألبوم آخر في خريف هذا العام".
Top