• Monday, 01 July 2024
logo

الرياضة الإلزامية في العمل آخر صيحات الشركات السويدية

الرياضة الإلزامية في العمل آخر صيحات الشركات السويدية
تُعد مزاولة الموظفين أنشطة رياضية خلال استراحة الغداء في العمل من الممارسات الشائعة في بعض الدول الغربية، غير أن شركات سويدية باتت تفرض على العاملين فيها ممارسة الرياضة أثناء أداء الوظيفة. وهو ما تفعله شركة كالمار فاتن العامة لتوزيع المياه أو ماركة الملابس التي تحمل اسم نجم كرة المضرب السويدي السابق بيورن بورغ.

في كل جمعة، يغادر موظفو شركة بيورن بورغ مقر عملهم في ستوكهولم نحو مركز رياضي مجاور، لحصة تدريب أسبوعية إلزامية منذ أكثر من سنتين، بمبادرة من المدير العام للشركة هنريك بونغه وهو رجل أربعيني مفتول العضلات.

ويقول بونغه "أي شخص يرفض ممارسة الرياضة والاندماج بثقافة المؤسسة عليه المغادرة"، لكنه يشير إلى أن أيا من الموظفين لم يفقد عمله بسبب حصة الرياضة الإلزامية. والهدف المعلن من هذه الخطوة هو الانتاجية والربحية والأجواء التشاركية في العمل.

في العام 2014، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ستوكهولم أن ممارسة أنشطة بدنية خلال يوم العمل تعود بالنفع على الموظف إذ تزيد من اللياقة البدنية والتركيز، فمن شأن ذلك تقليل معدلات التغيب عن العمل بنسبة 22 % وهو مستوى لا يستهان به في بلد تسجل فيه حالات تغيب عن العمل بسبب المرض بواقع مرتين أكثر من المعدل الأوروبي.

بخدود وردية وبسمة تملأ المحيا، يعود الموظفون المشاركون في حصة اليوغا خلال هذا اليوم والبالغ عددهم حوالى 60 إلى غرفة تغيير الملابس مع رضا ظاهر. وتقول سيسيليا نيسبورغ إن "أكثريتنا تجد في هذه الحصة منافع مهمة في إطار أسبوع العمل".

وتزخر الثقافة المؤسساتية السويدية بقيم تركز على أهمية بذل الجهود أو التمرين الجسدي في كل وقت. ويفاخر السويديون بأنهم أكثر الشعوب الأوروبية ممارسة للرياضة إذ أظهر مؤشر "يوروباروميتر" في 2014 أن 70 % من هؤلاء كانوا يمارسون الرياضة أسبوعيا و51 % بواقع مرتين إلى ثلاث في الأسبوع. واحتل البلغار المرتبة الأخيرة في هذا التصنيف إذ لا تتعدى نسبة السكان الذين يمارسون الرياضة مرة واحدة أسبوعيا 22 %.

ومنذ نهاية الثمانينات، تقدم أكثرية الشركات دعما ماليا للأنشطة الرياضية الممارسة من موظفيها يصل إلى 500 يورو سنويا عن كل موظف مع إعفاء هذه المبالغ من الضرائب. وبعض هذه الشركات ينظم حصصا رياضية خلال ساعات العمل.

وفي شركة بيورن بورغ، يؤكد هنريك بونغه أنه أقام نطاق عمل يمكن للموظفين أن يقدموا فيه أداء أفضل خلال دوامهم. ومنذ إطلاق هذا المشروع، سجلت كل المؤشرات الرئيسية في المجموعة ارتفاعا مطردا وفق بونغه.

وتقرّب حصة الرياضة الإلزامية التي تمارس بشكل جماعي في أكثر الأحيان، الموظفين من الأقسام المختلفة وتسمح بالتقليل من أثر الهيكلية التنظيمية للمؤسسات في العلاقات بين الأفراد. وتقول ايدا لانغ وهي محاسبة في شركة بيورن بورغ "عندما ندخل هذه القاعة، نكون جميعنا متساوين. لا أهمية البتة لموقعك في الشركة، الجميع يدخل متساويا بالآخر".

ويلفت كارل سيديرستروم إلى أن هذا السعي لتحقيق الرفاه الشخصي وتحسين الأداء من خلال النشاط الجسدي ليس حكرا على البلدان الاسكندينافية لكنه يشير إلى أن "السويد تعتمد مسارا متطرفا في هذا المجال (خصوصا) لناحية الشركات التي تفرض ممارسة الرياضة في العمل".

ويحذر سيديرستروم من تبعات سلبية محتملة لهذا المنحى قائلا "عندما نفكر بأن الرياضة تحسّن من أدائنا كأمهات أو آباء أو أصدقاء، يمكن أن نصل إلى وضع نخلص فيه إلى أن الأشخاص الذين لا يعيشون حياة سليمة أو الذين يعانون من الوزن الزائد أو المدخنين هم أناس أسوأ من غيرهم".
Top