أيتها البلاد لم البكاء ؟
( يؤلمني ظهري )
قالتها الأرض
وهي تعبر ترسانة الحرية
لزنزانة رقم ستة عشر.
لم تكن طعنة في كركوك
تلك السكين المارة في عين هذا العالم الأسود
بل كان مزادَ نفط يباع فيه شعبٌ
على شرود جغرافية السطوح المثقوبة
وعد دوكان يا كركوك
أي يوسف أنت بعدهُ ؟
يا قلب هذا الوطن المطعون
والشمس والقمر شاردي ذهولٍ.
فتمهل قليلاً يا محتل
عد أسماء شهدائنا
عدهم ألفاً تلو ألف
رجالٌ كانوا كالجبال
هل كنت تستطيع القدوم لولا الغدر بالجبال ؟
وتركتك يا مدينة
تركتك
للريح
للغبار
للبؤس
تحت ثقل أقدامه
ثقيلة هي خطى الغزاة
تحمل الحديد والخيانة
من دمدم إلى هارپاگ إليك
إليكِ يا جرح التاريخ الجديد
وحزننا القديم
كركوك
لا بحر لنا لأودعك في ميناء
ولا سماء تتسع لأجنحتك الكبيرة
لنا جسورنا المهدمة
لنا طريق طويل كثير مؤجل
طويل كنضال مئة عام
كثير كقرابين تالي الثورات والانكسارات
مؤجل لولادة مدفعية يقودها شهيد
كركوك الاسم الشهي كقبلة كرز
كركوك أي كلَّ أغنيةٍ ابتسمت لها
وكلَّ اغنية بكيت عليها
وكلَ ما كنت من انسان
بل كلَّ الاكسجين لمنفي يعبر آخر شهقات انتمائه.
كركوك البقعة المجيدة
لي منها أنا
وتراتيل قداس ميلاد عيسى
لي منها
حكايات الأنبياء من نور زارا
لنار كاوى
كركوك التي قلت لها أنا كردية
فعانقتني حين هطلتُ من حدود بيتي القديم.
لي فيها صوت نرجسة بانتظار آذار
ومدفأة وشتاء واحتضان حلم أزهر رماناً
وطفلاً سيصبح جندياً .
من أنت ؟ كردي أنا
فاحمل بيتك في حقيبة
وامضِ للخوذة والبارودة
درب السلاح العتيق
ولا تنسَ..
لا تنسَ
صوتك جميل أيها الكردي
فغني لنا أيام السلام
غني لنا حين تستريح البندقية.
* خوناڤ أيوب