• Monday, 01 July 2024
logo

بابا الفاتيكان يسأل ميلانيا عن الأكل الذي تقدمه لترمب

بابا الفاتيكان يسأل ميلانيا عن الأكل الذي تقدمه لترمب
دعا البابا فرنسيس، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى استخدام رئاسته لنشر السلام في العالم، فيما تبادل الرجلان ابتسامات في أول لقاء مباشر بينهما في الفاتيكان، الأربعاء 24 مايو/أيار 2017.

واستمر اللقاء بين ترمب والبابا (80 عاماً)، الذي كان من المحطات المرتقبة في جولة ترمب الأولى خارج بلاده، أقل من 30 دقيقة، وانتهى بابتسامات على وجهي الرجلين، على الأقل أمام الكاميرات.

ولاحقاً قال الرئيس عن البابا: "إنه شخص مميز.. لقد عقدنا لقاء رائعاً".

ووصف الفاتيكان اللقاء بين الرجلين بأنه "ودي"، مؤكداً على موقفهما المشترك من الإجهاض، وقلقهما المشترك بشأن المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط.

ولم ترد تصريحات من الطرفين حول الخلافات العميقة بينهما بشأن التغير المناخي والهجرة وعقوبة الإعدام وغيرها من القضايا.

وقال ترمب للبابا: "أشكرك. أشكرك. لن أنسى ما قلته".

ميدالية البابا

وقدم البابا لترمب ميدالية محفور عليها شجرة زيتون، الرمز العالمي للسلام.

وقال باللغة الإسبانية: "أقدم هذه لك لتكون أنت أداة سلام"، فردَّ ترمب: "نحتاج إلى السلام".

وفي لحظات طريفة أشار البابا إلى وزن ترمب، وسأل زوجته ميلانيا: "ماذا تطعمينه؟ بوتيتسا؟" في إشارة إلى الكعكة الغنية بالسعرات الحرارية التي تتميز بها سلوفينيا، بلد ميلانيا الأصلي.

وقدم ترمب للبابا العديد من الهدايا، من بينها مجموعة من الطبعات الأولى لكتب ألفها مارتن لوثر كينغ، وتمثال برونزي.

أما البابا فقدم لترمب نسخاً من النصوص المهمة الثلاثة التي نشرها أثناء توليه الباباوية، ومن بينها واحدة عن البيئة يدعو فيها الدول الصناعية إلى الحد من انبعاثات الكربون لمنع التبعات الكارثية على كوكب الأرض.

ووعد ترمب بقراءة النصوص. وكان قد هدد سابقاً بتجاهل اتفاق باريس حول الانبعاثات ووصف الاحتباس الحراري العالمي بأنه خدعة.

تاريخ من الخلافات

خلال العام السابق تبادل الرجلان الانتقادات واختلفا على قضايا من بينها الهجرة والرأسمالية الجامحة وكذلك البيئة.

وأكد بيان للفاتيكان على "الالتزام المشترك من أجل الحياة وحرية العبادة والضمير".

ومنذ انتخابه، في نوفمبر/تشرين الثاني، أجاز ترمب للشركات أن ترفض تمويل نفقات منع الحمل لموظفيها، وجمد تمويل منظمات غير حكومية دولية تؤيد الإجهاض، وعين قاضياً محافظاً متشدداً معروفاً بمواقفه المعارضة للإجهاض في المحكمة العليا.

وهذا ما يحظى بتأييد الكاثوليك المحافظين، الذين يشكلون نصف الناخبين الأميركيين، إضافة إلى تأييد البابا فرنسيس.

فبالرغم من وصفه بأنه "ثوري"، يبقى البابا الأرجنتيني حارساً صارماً للتقاليد في المسائل الأخلاقية، وقد عارض مؤخراً الأبحاث العلمية حول الأجنّة البشرية.

وارتدت زوجة ترمب ميلانيا الكاثوليكية، وابنته إيفانكا الثياب السوداء وغطاء الرأس الأسود، تماشياً مع البروتوكول التقليدي الذي لم يعد ملزماً لزائرات الفاتيكان.

وجرى اللقاء في مكتبة قصر الفاتيكان الفخم، الذي لا يستخدمه البابا، وقد اختار بدلاً من ذلك سكناً متواضعاً في نزل لرجال الدين الزائرين.

وبعد ذلك قام ترمب بجولة خاصة في كنيسة سيستينا المزخرفة بجداريات من روائع مايكل أنجيلو، وكاتدرائية القديس بطرس، حيث المذبح البابوي تعلوه مظلة النحات برنيني.

ثم اتصل ترمب بالرئيس الإيطالي والتقى لفترة وجيزة برئيس الوزراء باولو جنتيلوني، وقال خلال اللقاء "لقد أحببنا إيطاليا كثيراً جداً.. وتشرفنا بلقاء البابا".

وزارت ميلانيا مستشفى أطفال، بينما التقت إيفانكا بنساء من إفريقيا من ضحايا تهريب البشر لأغراض الجنس، وذلك أثناء زيارتها إلى جمعية سانتيجيديو الكاثوليكية.

يتوقع أن يصل فريق ترمب إلى بروكسل بعد ظهر الأربعاء، لعقد اجتماعات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، قبل أن يعود إلى إيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة السبع التي ستعقد في صقلية يومي الجمعة والسبت.

الديانات التوحيدية الثلاث

في شباط/فبراير 2016، وأثناء حملة ترمب التمهيدية للرئاسة، قال البابا رداً على سؤال، ومن غير أن يذكر رجل الأعمال الثري أن "شخصاً يريد بناء جدران وليس جسوراً ليس مسيحياً".

واعتبر ترمب في حينه من "المعيب" أن يقوم رجل دين "بالتشكيك في إيمان شخص"، من غير أن يتخلى عن مشروعه لبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك.

وبهذا اللقاء في الفاتيكان، اختتم الرئيس الأميركي كذلك جولته على الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى، بعد خطاب موجه إلى العالم الإسلامي ألقاه في السعودية، ومحطة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية زار خلالها حائط البراق في القدس.

وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي الجنرال هربرت ريموند ماكماستر "هذه الزيارة تاريخية فعلاً. لم يسبق لأي رئيس أن زار مراكز الديانات اليهودية والمسيحية والمسلمة ومواقعها المقدسة في رحلة واحدة. ما يحاول الرئيس ترمب القيام به هو توحيد الشعوب من جميع الديانات حول رؤية مشتركة تقوم على السلام والتقدم والازدهار".

وحولت الجولة الأنظار عن الضغوط الداخلية التي يتعرض لها ترامب في بلاده بسبب الاتهامات الموجهة له بالتواطؤ مع روسيا.

ومع وصول شعبيته إلى أدنى مستوياتها، فإن ترمب يأمل في أن يتحسن وضعه بعد أن التقى بالبابا الذي يحظى بشعبية واسعة.
Top