• Monday, 01 July 2024
logo

تكاليف زيارة ميسي تثير غضباً عارماً.. ومصريون: ألسنا فقراء؟

تكاليف زيارة ميسي تثير غضباً عارماً.. ومصريون: ألسنا فقراء؟


في وقت تحتل فيه مصر المرتبة الأولى عالمياً في عدد مرضى فيروس سي (التهاب الكبد الوبائي)، استضافت نجم المنتخب الأرجنتيني ولاعب فريق برشلونة الإسباني، ليونيل ميسي، في زيارة سريعة للمشاركة في حملة ترويجية للسياحة العلاجية من الفيروس، لكنه تلقى لقاء ذلك مبلغاً كبيراً.

ميسي وصل إلى مطار القاهرة، عصر الثلاثاء، على متن طائرته الخاصة للمشاركة في حملة "تور آند كيور" لعلاج فيروس C، تحت شعار "عالم خال من فيروس سي"، وذلك بعد تأجيل الزيارة مرتين.

وكانت زيارة اللاعب الأرجنتيني مقررة إلى مصر منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، إلا أنها أُجِّلت إثر حادث تفجير الكنيسة البطرسية، شرقي القاهرة، الذي أودى بحياة العشرات ما بين قتيل وجريح.

وأُجلت في مناسبة ثانية، إثر خسارة برشلونة المدوية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي برباعية نظيفة، ضمن ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا؛ مراعاة لجماهير الفريق الكاتالوني الغاضبة.

وحملة "تور أند كيور"، التي تنظمها شركة "برايم فارما" بالتعاون مع شركة "فاركو" للأدوية، تهدف إلى استقطاب مرضى فيروس سي للعلاج في مصر، حيث تمثل تكلفة علاجه في مصر ما يعادل 10% فقط من تكلفته عالمياً كما تقول الصحف المصرية.

ميسي

اقرأ أيضاً

على غرار البرغوث.. كريستيانو رونالدو يزور مصر قريباً

زيارة ميسي أثارت زوبعة في الشارع المصري بين منبهر ومعترض وساخط، فمصر التي قال رئيسها عبد الفتاح السيسي، قبل نحو أسبوعين، لمواطنيه إن عليهم معرفة حقيقة أنهم فقراء جداً، أنفقت نحو 20 مليون جنيه (1.25 مليون دولار) على زيارة اللاعب الأرجنتيني التي استغرقت نحو 7 ساعات.

الهدف الرئيس من الزيارة هو الترويج للسياحة العلاجية من فيروس سي، وإيصال رسالة للعالم مفادها أن مصر بلد آمن، ويمكنه استقبال السياح الذين هجروه بشكل شبه كامل من نحو أربع سنوات بسبب "الإرهاب" الذي يضربها، والذي تؤكد السلطات في مصر أنها تخوض حرباً ضروساً للقضاء عليه، غير أن نظرة سريعة تثبت أن ثمة تناقضاً واضحاً بين الواقع والمأمول.

فمصر التي جاءت بـ"البرغوث" لكي يروِّج لها على أنها مقصد للسياحة العلاجية من فيروس سي، هي الدولة الأكثر تضرراً في العالم من أمراض الكبد؛ إذ يعاني 10 إلى 12% من سكانها من مرض التهاب الكبد الوبائي بأنواعه، حسب ما نقله موقع "مصر العربية" عن الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد.

غير أن مصر تمكنت مؤخراً من تحقيق طفرة في مكافحة المرض، وذلك باستيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة، وتطبيق منظومة علاجية جديدة، وهو ما أشادت به منظمة الصحة العالمية.

أما على صعيد السياحة، فإن حجم التأمين الذي حظي به ميسي خلال زيارته، والذي شمل إخلاء منطقة الأهرامات التاريخية من السياح، فضلاً عن موكب سيارات لافت، أعطى صورة مفادها أن مصر دولة غير آمنة، برأي نشطاء.

وسائل إعلام مصرية وصفت موكب ميسي بالموكب الرئاسي؛ نظراً إلى عدد السيارات المرافقة وتجهيزها، والاحتياطات الأمنية التي أحاطت بكل حركة للاعب.

وبالطبع لم يترك رواد مواقع التواصل الاجتماعي الزيارة تمر مرور الكرام؛ ولا سيما أنها أحيطت بمظاهر ترف ونفقات مبالغ فيها، قياساً بدعوات التقشف والتبرع لـ"مصر"، التي لا تتوقف الحكومة عن إطلاقها، بحسب الناشطين.

ليونيل ميسي حصل على مليون يورو (نحو 20 مليون جنيه مصري) لقاء زيارته الخاطفة، بالإضافة إلى تكاليف الإقامة والتأمين، وحفل إطلاق الحملة التي وصلت إلى عشرة ملايين أخرى، وهي أمور كانت محل استهجان كثيرين بالنظر إلى وضع البلاد.

وزير التضامن الاجتماعي الأسبق، وعضو جبهة الإنقاذ الدكتور أحمد البرعي، أعرب عن استيائه من التعاطي الإعلامي المبالغ فيه مع الزيارة، مضيفاً: "الترويج للسياحة لا يكون على هذا النحو، خاصة أننا دولة فقيرة".

البرعي أكد في تصريحات صحفية أن "ازدهار السياحة يكون من خلال توفير الخدمات والأماكن، والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، بجانب توفير عنصر الأمان الكافي".

عضو جبهة الضمير، عمرو عبد الهادي، كتب على موقع تويتر: إن تكلفة هذه الزيارة كانت تكفي لإقامة عشرة مستشفيات للفقراء. في حين كتب آخرون إن مصر التي زارها ليست هي مصر التي يعيشون فيها.

ويعاني المصريون ظروفاً اقتصادية غير مسبوقة، بعد تعويم الجنيه أمام الدولار، وهو ما أحدث ارتفاعاً موجعاً في الأسعار، انعكس على تفاصيل الحياة للمواطن العادي الذي لم يعد يجد أبسط مقومات الإسعاف (السرنجات) داخل المستشفيات الحكومية.

وانتقد الكاتب الصحفي تامر أبو عرب، التضخيم في زيارة النجم الأرجنتيني إلى مصر، مؤكداً أن هذه الزيارات لو كانت مجدية لأفاد بها وطنه الأرجنتين، بحسب تعبيره.

وامتلأت مواقع التواصل بمقارنات بين معاملة الحكومة للنجم المصري محمد أبو تريكة، الموضوع على قوائم الإرهاب، ومعاملتها لـ"البرغوث". وعجت مواقع التواصل بصور لـ"الماجيكو" وهو يرتدي قميص "تعاطفاً مع غزة" الشهير، في مقابل صور أخرى لميسي وهو يقف أمام حائط المبكى وعلى رأسه قبعة اليهود الصغيرة المعروفة.

لكن هناك من يعتقد بأن الزيارة حققت أهدافها، فمثلاً الإعلامي عمرو أديب كتب على موقع تويتر: "الحمد لله؛ الأهداف تحققت، صورة ميسي بجانب الهرم. علاج مجاني لعشرين ألف مصاب بفيروس سي، وأخيراً والأهم: حالة تفاؤل عند المصريين. مبروك وشكراً..".

ومع ذلك فإن زيارة ميسي يبدو أنها ستكون مقدمة لزيارات مماثلة؛ فقد أعلن "أديب" أنه سيتم الترتيب لزيارة قريبة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، "أيقونة" نادي ريال مدريد الإسباني البرتغالي، إلى مصر، لافتاً إلى أنه تم التواصل مع قائد "برازيل أوروبا"؛ وذلك لأجل الترويج للسياحة العلاجية.
Top