امرأة تقود سيارة اجرة في السليمانية بدلا عن زوجها
فبناز محمد أمين، البالغة 38 عاما، ولدت في منطقة قلعة دزة، وتزوجت برجل من أهالي السليمانية، وكان يمتلك سيارة اجرة لكنه فقد الرغبة في العمل فقررت القيام بذلك بدلا عنه.
وبناز حاصلة على شهادة المتوسطة، وتعينت في مصرف حكومي، ولها ثلاث بنات، لكنها تركت العمل لتربيتهن، وبعدها عملت في أحد الاسواق التجارية لمدة عام.
ووافق زوج بناز على أن تقود سيارة الاجرة، وهي تزاول عملها سائقة للاجرة منذ نحو عام، وتقول "زوجي لم يستطيع العمل بشكل جيد، لذا اقترحت أن اقوم بهذا العمل، وقد وافق على ذلك"، أما عن ردود افعال أقاربها، فتمضي قائلة "في البدء رفضوا ذلك، لكن نظرتهم للامر تغيرت لاحقا".
وحرية عمل بناز محدودة، فهي تنقل النساء والاسر، وعندما تتعلق المسألة بالرجال، تقول "أنا وزوجي نفضل أن لا يستقل الرجال السيارة معي، وذلك بسبب المجتمع، في كثير من الاحيان يرفع الرجال ايديهم طلبا لسيارة الاجرة، لكني لا اتوقف لهم"، حتى أنها عندما تخرج مع زوجها لا تقود السيارة، وتترك الامر له، كي لا يقول الناس إنها تنقل الرجال.
وتوضح بناز أن العمل بسيارتها الاجرة، وهي من طراز سني، كان يدر أموالا أكثر في السابق، فهي تقول إنها كانت تكسب في اليوم نحو مليون دينار، أما الآن فقد قل المبلغ بسبب قلة العمل، وذلك لأسباب متعددة مثل العطلة الصيفية للمدارس والجامعات والمعاهد، فضلا عن ارتفاع درجات الحراة.
وترغب بناز في الاعمال التي يزاولها الرجال، وتقول "احب العمل كثيرا، ولو كنت رجلا لعملت طوال النهار، وفي المنزل أيضا أعمل كثيرا، كما كنت أرغب في جلب كرفان (مقطورة) وبيع الاكلات السريعة".
ولم تتأثر بناز بالازدحامات التي تشهدها شوارع المدينة في بعض الاحيان، وتقول إن على سائق الاجرة أن يكون صبورا وطويل النفس، كما تحب القيادة بسرعة، وتقول "لولا كاميرات المراقبة لقدت السيارة بسرعة 200 كم"، مشيرة إلى تسجيلها مخالفة سرعة في إحدى المرات.
وحدود عمل بناز مقتصرة في داخل المدينة، هي لا تفضل العمل خارجها، لكنها غير مستعدة لترك عملها بل إنها تفكر في قيادة حافلة، كما ترغب بأن تصبح طيارة، وتقول إنها تثق بنفسها بشكل كبير.
وهناك من تنقلت مع بناز عدة مرات، فأفين عثمان التي استأجرت سيارتها لتنقلها في المدينة أكثر من مرة تقول إنه "يمكننا التحدث بحرية أكثر والاستماع إلى الاغاني التي نحبها لو كان سائق سيارة الاجرة امرأة".