عازف ناي كاظم الساهر : نادم على خدمتي للفنانين العرب
ولد بشار كاظم في مدينة زاخو، ونشأ في الموصل، تعلم عزف الناي منذ نعومة أظفاره، قدرته في العزف جعلته مطلوباً لدى الكثير من الفنانين ليشارك في حفلاتهم.
بعد اجتياح مسلحي تنظيم داعش لمدينة الموصل، اصبح البقاء في هذه المدينة مستحيلا بالنسبة لشخص مثل بشار، لذلك نزح من الموصل وهو الان يقيم في مدينة دهوك.
يقول بشار انه يعمل مع فنانين عرب وكورد منذ 18 عاماً، كما عمل أربع سنوات مع كاظم الساهر، الذي اصطحبه معه للحفلات الليلية في الفنادق والنوادي.
ويذكر بشار انه تعرف على الساهر في 1988، حين التقى به لاول مرة في مركز فرقة فنية آنذاك، ويقول "اتصل بي كاظم وطلب مني ان اشاركه في حفلاته كعازف ناي".
اجرة الحفلات الليلية 50 ديناراً
لن ينسى بشار حفلته الاولى التي شارك فيها مع كاظم الساهر في فندق كبير، ويقول "بعد انتهاء الحفلة عانقني كاظم الساهر وقال لي: لديك قدرات هائلة في عزف الناي، يجب ان تستمر معي".
بشار لديه معلومات عن حياة كاظم الساهر، ويقول "حينها كان والد كاظم نائب ضابط في الجيش العراقي، وضعهم المالي لم يكن جيداً، كان كاظم الساهر يشارك في الحفلات بـ50 ديناراً في فنادق الموصل وبغداد"، وذكر بشار ان "كاظم وفرقته ذهبوا الى بغداد لمدة سنة بناء على طلب نادي ليلي".
وبشار لم يكن الكوردي الوحيد الذي عمل مع كاظم الساهر، فعازف الموسيقى سالار محمود الكوردي هو الاخر عمل معه.
وبخصوص أداء الاغاني الكوردية في الحفلات، يقول بشار "كان كاظم الساهر يعرف انني كوردي وكان يحب الاغاني الكوردية، لكن غنائها كان صعبا على الساهر ".
رافق بشار، كاظم الساهر، اربع سنوات، ويقول بشار "كان الساهر يشتهر أكثر وأكثر، فلما سافر الى خارج البلاد، عدت انا الى الموصل".
ولد بشار عام 1976 في زاخو، بعد ولادته مباشرة انتقلت عائلته الى مدينة الموصل، ويروي بشار كيفية تعلمه العزف على الناي، قائلا "كنت في الخامسة من عمري، اشترى لي ابي ذات مرة آلة ناي، فرحت بهذه الالة كثيراً، كانت بداية عشقي للعزف على الناي".
كان بشار يشارك في الفعاليات المدرسية بآلته الناي عندما كان في المرحلة الاعدادية، كان يريد تعلم العزف على الناي بشكل اكاديمي، لذا التحق بمعهد الموسقى العسكرية في بغداد، ليحصل على شهرة أكبر بين الفنانين.
بالاضافة إلى مشاركته في حفلات كاظم الساهر، شارك بشار عازف الناي في حفلات لعدد من الفنانين العرب الكبار مثل ياس خضر، وحميد منصور، وسعدون جابر، والفنان الكوردي صلاح عبد الغفور، بالاضافة الى عزفه الناي لعدد من اغاني تحسين طه واردوان زاخويي، بعد 2003 عمل مع الفنانين هفال ابراهيم وكاروان كامل وبلند ابراهيم.
حصل على الجائزة العربية للموسيقى
عدا حصوله على عدد من جوائز المهرجانات الداخلية، حصل بشار على الجائزة العربية للموسيقى، ويقول "محنت جوائز عدة في عدد من المهرجانات التي اقيمت في الموصل وبغداد، لكن في مهرجان حلب بسوريا حصلت على الجائزة العربية للموسيقى على مستوى العالم العربي، والتي منحت للفنانين الكبار مثل عبد الحليم حافظ وام كلثوم".
يشعر بالندم
في احدى الاستوديوهات في دهوك، تحدث بشار لرووداو عن نزوحه الى المدينة قائلاً "عندما اجتاح تنظيم داعش الموصل بقيت في المدينة، لكن عندما رأيت تصرفاتهم تيقنت حينها انه لا مكان لشخص مثلي في هذه المدينة، لذا تركت الموصل وذهبت الى بعشيقة، لكن الوضع لم يكن افضل هناك، لذا قررنا الذهاب الى مدينة دهوك".
بالرغم من انه نازح، الا انه راض عن اوضاعه المعيشية في دهوك، ويقول "لا اشعر بانني نازح، الناس والوسط الثقافي يحترمونني كثيراً، بعد النزوح شعرت بكورديتي اكثر، أحياناً عندما أرى مواقف الناس هنا في المدينة اشعر بالندم لانني خدمت العرب لهذه السنوات، وأتمنى لو خدمت قوميتي، لكن لازال الوقت مبكراً، سأبذل ما بوسعي لخدمة الموسيقى الكوردية".
وشكر بشار فناني دهوك والمثقفين والمديرية العامة للثقافة والفن في دهوك والفن الموسيقي هناك، ويقول "استأجروا لي منزلاً، وصاحب هذا الاستوديو ودع مفاتيح الاستوديو لدي وقال لي: تستطيع استخدام الاستوديو متى ما شئت".