مطاردة ..........عبير الجامع
كان حلمه الأول الذي بنا عليه كل أماله ان يجد أصدقائه لكن جاءت الأمور عكس ما يتوقع بحث عنهم ولم يجد أحد منهم كان شعور سيئ وإحباط مفاجئ شعر إن حلمه الأول قد ضاع وان ألغربه لاحقته ولم يستطيع التخلص منها برغم انهُ داخل وطنه العزيز لم يجد الذي يطمح إلية كل شيء تغير الأماكن التي تجمعهم الشوارع ازدحمت بالشرطة ونقاط التفتيش. لم يبقى لهُ سوى حلم واحد علق عليه إمالة المتبقية يسعى لتحقيقه بأن يجد حبيبته التي تركها ولم يخبرها بسفره المفاجئ . عاشت سنوات من الحيرة والقلق والهواجس المختلفة جعلتها الأيام الطويلة تمحي كل اللحظات الجميلة التي عاشتها وتجد مبرر واضح لنسيان المشاعر المهزومة من الواقع المكبوت في قلبه المتحجر .
ذهب يسأل عنها بعض الجيران الذي يعرفهم منذ سنوات في منطقته السابقة أخبروه بمكان عملها. قرر إن يذهب ليقابلها في اليوم التالي بقي يفكر طول اليوم كيف يواجهها بمبررات غير مقنعة . ذهب في اليوم الثاني لينتظرها عند خروجها وهو قلق ومتلهف لرؤيتها . خرجت إلى الشارع ووقفت لتعبر الشارع كان ينظر إليها من بعد بضعة أمتار ولم تعرفهُ وسارت وتركته مذهولا جامداً في مكانه لا يكاد يصدق أنها لم تعرفه تحرك بعد ثواني من الصدمة الغير متوقعة وعبر الشارع يلاحقها . دخلت محل أسواق دخل ورائها ووقف بحجة التسوق ونظر إليها عن بعد وعيونه تحكي ماضي جميل يحاول إن يسترده بمبررات قاسية .حاول إن يذكره بنظرات عيونه لفت انتباهه لكنة لم تعرفه بسبب تغيرات شكله وتقدم عمرة ولم تتوقع إن تلقاه بعد هذه السنوات المؤلمة والانتظار الطويل أصبح وهماً لا وجود لهُ في قلبها المجروح تركته ُ وخرجت من الأسواق ورجعت إلى منزلها . قرر إن يعاود المحاولة مرة أخرى وينتظرها عندما تخرج من عملها في اليوم التالي. وقف في الشارع ينتظرها. خرجت وسارت باتجاه الشارع التجاري ولاحقها من شارع إلى شارع ودخلت في زحمة الناس والبائعين ولم يتركها بقي يلاحقها كأنما شبح يطاردها . كان يخطو سريعاً . التفتت خلفها ورأته قالت في نفسها هذه ليست مجرد صدفة اشعر إني في حالة مراقبة كيف أتخلص من هذا الرجل الساذج الذي يطاردني . أسرعت في المشي وصلت إلى نهاية الشارع الخالي من الضجيج والناس والبائعين ونظرت خلفها رأته يتبعها قالت لهُ بغضب لماذا تلاحقني ماذا تريد مني . أجاب إنا أعرفك قبل سنوات الم تعرفيني بقت صامتة حائرة تحدق بوجهه شعرت أنها تعرفه في يوم من الأيام القديمة ولم تتوقع إن يكون حبيبها الذي تمنت إن تسمع عنه إخبار قبل سنوات . عرفها بنفسه تفاجئت بقيت تحدق بوجهه وتسترجع معانيه التي دفنت في ذاكرتها المبعثرة. قال لها هل نسيتني لدرجة لم تعرفيني .أجابت علية بغضب لم أنساك لكن محيتك من قلبي . قال لها إنا لم أنساك ورجعت إلى بلدي لكي القاك وتكتمل فرحتي وأنت سعيدة برجوعي . ردت عليه بحزن وألم كيف تريد مني إن أكون سعيدة وأنت الذي جعلت قلبي يحترق شوقاً ويستنفر كل المشاعر والحنين التي بداخله وتعود بعد هذه السنوات الطويلة تريد إن تكمل الذي تركته كيف تفكر بهذه السذاجة استمر يكلمها عن ظروفه القاسية ويجد مبررات غير مقنعة . تكلمت معه بغضب أنت الذي حطمت حياتي وأتعبت عقلي من شدة التفكير والتخيلات الغريبة التي عشت معها ولم أفكر في إي شخص بعدك ظننت إن أمور اكبر حدثت لك لم أتوقع إن قلبك متحجر وتفكيرك متوقف عند نقطة واحدة .أصبح وجودك آو غيابك لا يفرق عندي شيء لان المسافات التي بيننا أصبحت كبيرة والانقطاع الذي حدث بيننا قتل كل المشاعر الجميلة وأخمد لهيب الشوق في داخلي. بعد سماع ردها المؤلم انقلبت كل الموازين قرر إن يتجاوز مرحلة الماضي ويعيش حياة جديدة ويبني أحلام وطموحات من جديد .