الصحوة المؤلمة.......عبير الجامع
بدأت عنده هذه الحالة عندما سمع بأحد أصدقائه قد توفي قبل أيام، حزن عليه وضاق صدره وأنتابه شعور غريب بالخطيئة ،شعر إن الموت يقترب منه في إي لحظه، أنها رهبة الموت والصحوة المؤلمة على أمور كان غافلا عنها ، بدأ يبحث في ماضيه ويقلب سجل إعماله، وجد ثمة ذنب كبير اقترفه في حياته قبل عشرون عاما، بدأ يفكر كيف يعالج خطأ حدث قبل سنوات طويلة ويتخلص من هذا الهم الذي أخترق روحه وجعلها تتعذب وتموت في كل لحظه وكل دقيقة، تنفصل عن جسده وتعود إليه لتشعره بالأم وتفجر في داخله الخوف، عزم إن يذهب في اليوم التالي إلى منطقته القديمة التي قضى فيها أهم مراحل حياته، الطفولة والمراهقة والشباب، يحاول إن يجد الشخص الذي سرق ماله ويعيدهُ إليه، ذهب في الصباح يبحث عن ماضيه عن وجوه قديمة اغلبها انمحت من ذاكرته، وربما اندثرت مع الزمن، دخل إلى منطقته القديمة وجدها صامته خاوية ،وجد أغلب المنازل مهدمه خالية من الناس، لقد أصبحت تراثية ، بقي يتجول في الزقاق لعله يعثر على شخص من السكان القديمين، لم يمر احد من الناس ، السكون عم المكان، جلس يستريح بعض الوقت، يسترجع ذكريات الطفولة والمرح وانتابه شعور بالأسى والذهول على المكان الذي تحول من حالة حياة وحركة إلى صمت مخيف، مر من أمامه رجل كبير السن، نهض من مكانه ليسأله عن سكان المنطقة، لكنه سار وتركه ولم يتكلم معه أي شيء ، كان غريب وربما أصبح صامتا مثل الزقاق الذي يسكنه، جلس يفكر وهو في حيرة من أمره، لم يتوقع إن يجد المكان صامتا ، رأى امرأة من بعيد تخرج من المنزل، سار باتجاهها لكي يسألها ، القي عليها التحية وسألها منذ كم سنة وأنت تسكنين هذا الحي، ردت عليه بنظرات قلقه حذرة ،أسكن قبل ثلاثين سنه، لماذا تسأل
اخبرها انه يبحث عن شخص كان يسكن هذا الحي قبل عشرون عاماً، يريد إن يعيد إليه مبلغ من المال، قد أخذة منه ليعمل لهُ مشروع وسرقه وسافر إلى محافظه أخرى وألان يريد إن يعيد إليه حقه ويعيد السكينة لتلك الروح القلقة، سألته عن أسم الشخص، عندما اخبرها باسمه اندهشت وصرخت بصوت مرتفع انهُ زوجي، قد توفي قبل عشر سنوات وبقيت أسكن في هذا المنزل وحيدة ليس عندي أولاد ولا أي أقرباء يسألون عني وعانيت من ظروف قاسية، لكن الجيران لم يتركوني ولم يملوا من مساعدتي أنهم ناس طيبون القلب وكرماء النفس،شعر بالارتياح وجزأ من همه قد زال، سلمها المبلغ، فرحت به كانت بحاجه إليه ييسر لها أمورها في أخر أيامها المتبقية، عاد إلى المنزل وشعر بعودة الهدوء والسكينة إلى روحه، بدا بصلاة والدعاء يطلب العفو والمغفرة من الله سبحان وتعالى حتى يقبل توبته.