الخروج من القوقعة..قصة قصيرة..عبير الجامع
كان دوما يعتقد انه الابن المظلوم بين اشقائه ويفضلونهم عليه بقي يحمل احقاد كثيره على مر السنوات لا يستطع ان يزيلها من داخله الا ان اصبحت حياته غيمه داكنة من الهموم والاحزان التي لا تنتهي،
العدوانية والأنانية طغت على كيانيه اصبحت تسيطر على كل تصرفاته وتقلب كل شيء جميل الى انتكاسات مريره تحطم تفكيره وتجعله يتصرف بحماقه.
كان اباه يعتمد على شقيقه الاكبر في انجاز بعض الامور عندما استطاع حل مشكله تخص عملهم منحهُ مكافئه ماديه تشجيعا له ومساعدته لأنه كان محتاج لهذه الاموال، كان حاضرا وشاهد اباه وهو يكافئه انتابه شعور بالضجر والظلم احتج بصوت مرتفع وخرجت من داخله شحنات من الغضب التي يحملها على مر السنوات خرج من المنزل مسرعا لم يستطع احد ملاحقته ركب سيارته وساق بسرعه كبيرة وهو في حاله غضب ولا شعور دون ان ينتبه الى الطريق الصحيح واستدمت السيارة بعامود الكهرباء، وقع متأثر بجروح عميقه ونقل الى المستشفى اجروا لهُ عمليه كبرى.
ربما كان هذا الحادث فرصه الهيه منحت اليه لتنقضه من الضياع لعله يستجيب لها ويغير ما بداخله من افكار خاطئة ويطوي صفحات الماضي ويعيش حياة جديده.
عندما استعاد وعيه وفتح عينه علم انه في المستشفى واجريت له عمليه كبرى وكان بين الحياة والموت ورأى العدد الكبير من الناس الذين تجمهروا من اهله واقربائه واصدقائه الذين أتو ليطمئنوا عليه كان ينظر اليهم بغايه الذهول والدهشة لقد انتابه شعور بالندم والخجل من الايام التي عاشها مع الظنون السيئة والمعاملة القاسية اتجاههم عرف ان الحياة قصيرة وعزم ان يغير من نفسه ويخرج شيطان الانا من داخله ويعيش حياة جديدة خاليه من الكراهية والحقد مليئة بالحب والتسامح.