• Thursday, 16 January 2025
logo

شارع في اربيل لا يطبق فيه أي قانون

شارع في اربيل لا يطبق فيه أي قانون
يعد شارع الاسكان من الشوارع الرئيسية الحيوية في العاصمة اربيل، يقصده يوميا آلاف الشبان لقضاء اوقات الفراغ مع زملائهم وأصدقائهم، لكن ظاهرة انتشار المناضد والكراسي للكافتيريات والمقاهي لم تقتصر على الرصيف، بل امتدت إلى الشارع نفسه، لتتسبب في خلق ازدحامات مرورية.

ويقول عناصر شرطة المرور إنهم لا يمكنهم احتساب مخالفة للشبان الجالسين في المنطقة، لأنهم بشر وليسوا مركبات لكتابة لوحاتها وتسجيل المخالفة المرورية بحقها، بينما يتوقع أن تحسم دائرة البلديات مصير الشارع قريبا.

في بعض الليالي، كتلك التي تشهد اقامة مباراة كروية بين ناديي ريال مدريد وبرشلونة الاسبانيين، تكتظ المنطقة بعناصر من شرطة المرور والطوارئ، وذلك من أجل السيطرة على الشجارات والمشاحنات التي تندلع عقب انتهاء المباراة بين مشجعي الفريقين.

ولا يشكل امتلاء الشارع بالمناضد والكراسي لوحده امرا مخالفا للقوانين السائدة، بل أن الاطعمة والمشروبات التي يتناولها الشبان هناك تشكل هي الاخرى تهديدا على حياتهم، لعدم التزام بائعيها بالضوابط والشروط الصحية.

وتقول الرقابة الصحية إن "ازالة تلك المخاطر على حياة المواطنين من واجب البلدية"، بينما تقول الشرطة البلدية "لن نستطيع فعل شيء مالم يطلب منا ذلك رسميا"، في حين يقول قائمقام اربيل لشبكة رووداو الاعلامية "اكتبوا شيئا عن الموضوع عسى أن يتم حله".

ويقول المتحدث باسم شرطة المرو في اربيل، الرائد فاضل حاجي إن اخلاء الشارع لايقع على عاتقهم، فإن واجبهم ينحصر بتنظيم وتسهيل حركة المرور "فعملنا مع السيارات ونحن نسجل المخالفات التي يرتكبها أصحابها، لا يمكن تسجيل أرقام الراجلين الذين جاءوا إلى الشارع وجلسوا في المقاهي المنتشرة على الشارع".

وتقول شرطة البلدية إن عملها يقتضي بمساعدة البلدية في رفع التجاوزات فقط، ويوضح مدير الشرطة البلدية، الرائد فخر الدين نوري، إنه "من دون قرار من البلديات لا يمكننا رفع التجاوزات حتى لو بنى المواطنون منازل بالتجاوز".

أما قائمقام اربيل، نهاد لطيف قوجه، فيقول لشبكة رووداو "فليقوموا باغلاقه ومنع حركة السيارات فيه إذا بقي الشارع على حاله، أو يقوموا بتنظيمه، كنا نفضل تنظيمه وازالة التجاوزات لكن قيل لنا إن الناس فقراء ويكسبون قوتهم هناك، وازالة تجاوزاتهم قد تتسبب في خلق الفوضى".

وحول الاغذية والمشروبات التي تباع في الشارع، يقول مسؤول قسم الرقابة الصحية في اربيل، الدكتور قادر عبد الرحمن، "لسنا مسؤولين عن الاطعمة المباعة في الشوارع، سوى تلك المطاعم والمحال التي تم منحها اجازة حق مزاولة العمل".

ويوضح عبد الرحمن أن "ازالة مخالفة بيع الاطعمة في الشوارع تقع على عاتق البلدية، وقد نتعرض للطعن بالسكاكين إذا ذهبنا بأنفسنا لرفع التجاوزات"، مستطردا أن "الطعام غير الصحي ليس المشكلة الوحيدة، إذ أن هناك مخاطر لانتشار أنواع من الامراض جراء تراكم الاوساخ في الشارع وتجمع المياه الآسنة قرب بعض المجاري".

وعلى الرغم من القاء جميع الجهات باللائمة على البلدية، إلا أن مدير البلدية الاولى في اربيل، بشدار سيد كول، يقول إن "أصحاب المقاهي تعهدوا عدة مرات بسحب الكراسي والمناضد من الشارع، ونفذوا ذلك لفترة، ثم نكثوا العهد، وأعادوا الكراسي والمناضد إلى الشارع، ومن أجل استتباب الوضع الامني في اربيل، نحن نفضل وجود تلك الحركة في الشارع، ولا نفضل خلوه من المواطنين".

ويضيف سيد كول "في بعض الاحيان يرتاد المنطقة شبان من خارج اربيل، وهو ما يتسبب في اكتظاظ المقاهي وامتداد روادها إلى الشارع، وقد طالبنا قائمقامية اربيل بايجاد حل للمشكلة، وخلال هذا الاسبوع سنجتمع مع الشرطة البلدية ومحافظة اربيل للتباحث حول الموضوع".

ويعتبر بعض الباعة أن حياتهم وقوتهم وقوت أطفالهم فوق أي قانون، ويقول أحد الباعة المتجولين في شارع الاسكان "لو طردوني من المنطقة مائة مرة، ساضطر في اليوم التالي إلى العودة، لتأمين العيش لي ولاطفالي".

ويضيف أن "هذا الشارع أصبح المصدر المالي الذي يعيلني وأطفالي، لولا هذا الشارع لما استمرت حياتنا".
Top