وفاة آخر عمالقة مقام "حيران" الكوردي حسن سيساويي
وقال مصدر طبي في اربيل في حديث لـ"شفق نيوز" ان سيساويي توفي الليلة الماضية في مستشفى شقلاوة العام، متأثرا بصراعه مع المرض بعد حادث مروري تعرض له قبل سنوات.
ولد سيساويي في قرية (آري سيسكة) القريبة من قرية (سيساوه) في سهل حرير بمحافظة اربيل عام 1926، ولم يتزوج في حياته التي امتدت نحو تسعة عقود.
وكان سيساويي يؤكد في مقابلاته الصحفية السابقة ان سبب عدم زواجه هو انه احب في مرحلة الشباب احدى الفتيات؛ الا انه لم يتمكن من الزواج بها فعزف عن الزواج نهائيا.
بدأ سيساويي رحلته الفنية مع المقام وخصوصا مقام "حيران" الكوردي منذ مطلع ستينيات القرن المنصرم، فحقق شهرة على مستوى مناطق محافظة اربيل كافة، ويروي في مقابلة سابقة ان السيارة التي كانت تقله من اربيل الى منطقة حرير تعطلت في الطريق بالقرب من منطقة (بانمان) فيستضيفه مختار القرية وكبيرها فيجتمع اهل القرية بعد سماعهم بانه سوف يغني في تلك الليلة.
ويضيف انه عندما دخل في مضيف كبير القرية جلس في احدى الزوايا فقيل له ان حسن سيساويي سيغني الليلة وكان هناك شخص بالقرب من المختار كان يدعي انه حسن سيساويي وعندما طلب منه الغناء امتنع ذلك الشخص، فيضطر حسن سيساويي الحقيقي الى البدأ بقراءة مقام حيران، فيتم اجلاسه بالقرب من المختار في مكان الشخص المدعي.
ويقول عن بداية تسجيله المقامات انه تلقى دعوة من الاذاعة الكوردية في بغداد ونظرا لصغر سنه وعدم تعرفه على العاصمة من قبل فلم يكن يحبذ السفر الى بغداد، ومن ثم سافر اليها بمساعدة بعض الاصدقاء وذهب الى الاذاعة ونظرا لصغر سنه فقد سأله الفنان الكبير علي مردان عن سبب مجيئه الى الاذاعة فاخبره بان الناس يقولون له بانه يمتلك صوتا جميلا ويغني له عددا من المقاطع فيأخذه مردان الى الاستوديو المباشر فيغني سيساويي مقام "حيران غريب".
مارس سيساويي في حياته مهن الرعي والزراعة والعمل كأجير على طريق "هاملتون"، وكما يقول ايضا انه التقى بكبار الفنانين الكورد في زمانه امثال حسن زيرك وعلي مردان وطاهر توفيق ورسول گردي وآخرون، وسجل عشرات المقامات، مشيرا الى انه غنى عددا من النصوص الفولكلورية لمقام "حيران" كما انه الف العديد منها، وكان اشهر "حيران" غناه هو (اسمر مامر) و(حيران غريب).
توفي حسن سيساويي في العاشر من شهر كانون الثاني الجاري في مستشفى شقلاوة العام.
شفق نيوز