• Wednesday, 15 January 2025
logo

حجاج يستمتعون بالسيلفي ويثيرون جدلا دينيا

حجاج يستمتعون بالسيلفي ويثيرون جدلا دينيا
انتشرت ظاهرة السيلفي بشكل قياسي خلال موسم الحج الحالي لتخترق صفوف الحجيج الساعين لتوثيق لحظات نادرة قد لا تتكرر مجددا في حياتهم.

وأشارت صحيفة التايمز البريطانية في سياق تقرير لها نشر عبر موقعها الالكتروني إلى وجود حالة من الاستياء من جانب جزء من رجال الدين السعوديين، بداعي انتشار التصور الذاتي بجانب المقدسات الدينية أثناء الحج.
وحرص كثير من الحجيج على التقاط صور تذكارية لهم على صعيد مختلف مناسك الحج ثم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهد مشعر عرفات الكثير من الحجاج وبالأخص من فئة الشباب، حاملين عصا السيلفي لتصوير هذه اللحظات الروحانية وسط فرحة غامرة بأداء المناسك الدينية.
ومع وجود تطبيقات تهتم بتوثيق الصور مثل انستاغرام أو تطبيق التراسل بالصور سناب شات، فإن موجة التصوير الذاتي لم تهدأ وهي التي بدأت يوم التروية وتواصلت إلى جسر الجمرات.
وكانت الهواتف ذات الكاميرا محظورة داخل المساجد المقدسة في مكة، ولكن المسؤولين خففوا هذه القواعد لأسباب تتعلق بالسلامة، وحتى يبقى الحجاج على اتصال في حالة الأزمات.
وواجه الرواج الحالي لتقنية التصوير انتقادات من بعض علماء الدين رأوا أن مثل هذه الصور تشكل انصرافا عن العبادة وعن الروحانية التي تمثل جزءا كبيرا من معنى الحج.
وقالت صحيفة التايمز "يؤدي الحج هذا العام أكثر من ثلاثة ملايين مسلم، قدموا من مختلف بقاع الأرض، ومعنى هذا أنه غي حالة ما وقف أحد منهم لالتقاط صورة فإن ذلك سيعرقل حركة الباقين وهو ما قد يتسبب في حدوث كارثة كبيرة".
ومات في وقت سابق الآلاف من الحجاج خنقا أو حرقا بما في ذلك ما يصل إلى 350 حالة وفاة في تدافع العام 2006، و343 في حريق في العام 1977، وحوالي 1500 في نفق مزدحم في العام 1990.
وتابعت الصحيفة "البعض يرى أن التقاط الصور في مكة المكرمة والمدينة المنورة فرصة عظيمة، حتى ينشر ما التقطه من صور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وهو ما انتقده رجال الدين بالسعودية، حيث ذكروا أنه من المفترض أن يؤدي الحاج المناسك بقلب خاشع ويتنزه عن الأغراض الدنيوية الأخرى".
وحذر عاصم الحكيم وهو داعية يعظ باللغة الإنكليزية بجدة من التقاط صور أثناء الوقوف بجبل عرفة والطواف حول الكعبة. وأضاف الداعية "أخذ صور في الحج دون سبب شرعي يظل موضع خلاف بين رجال الدين وهناك انقسام في آرائهم رغم أن ذلك الخلاف غير مبرر لأن السلوك الذي نراه يتناقض مع ما دعا إليه الإسلام".
وصرح على جمعة مفتي الديار المصرية السابق معلقا على الظاهرة قائلا أن "الحج لبيت الله الحرام يتطلب الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى"، وأن "تصوير سيلفي مع بيت الله الحرام تهريج ولا يرضي الله".
من جهته قال الشيخ عبد الله بن على بصفر الواعظ المحلي في منى "لا بأس بهذه الصور. فالناس يريدون فحسب الترويح عن انفسهم والاحتفاظ بذكرى أنهم كانوا في الأماكن المقدسة."
ورغم بعض المساوئ فإن للتكنولوجيا فوائدها أيضا بالنسبة للحج. بالإضافة إلى بعض التقنيات الهندسية التي تجعل المكان أكثر أمنًا وبرودة، نشرت السلطات 60 ألفا من رجال الأمن لمتابعة الآلاف من كاميرات المراقبة، واستخدمت أيضًا برنامج التعرف على الوجه ونظام الفحص الإلكتروني الجديد للحصول على تصاريح الحج. ويسمح ايضا تطبيق الحج على الجوال بتحديد مكان وجود شخص محدد وإيجاد المواقع والترجمة وإرسال الرسائل النصية.
Top