• Saturday, 29 June 2024
logo

وثيقة من تاريخ الكورد في سورية (رسالة)

وثيقة من تاريخ الكورد في سورية (رسالة)
رسالة رئيس جمهورية مصر العربية أنور السادات الى يوسف أغا ديركي سنة 1970
مضمون الرسالة :
حكومة السيد يوسف اغا الكردي
نشكركم عل تعزيتكم الرقيقة في وفاة المغفور له السيد الرئيس جمال عبدالناصر الذي ناضل بعزم وأصرارمن أجل أرادة وكرامة شعبه وضحى بحياته من أجل تحقيق النصر والعزة لشعبه نسال الله ان يحميكم من كل سوء
رقم البرقية : 525
المصدر: القاهرة
أنور السادات
يوسف أغا الكردي
هكذا لقب عند رؤوساء دولة مصر. وانتخب في اللجنة المركزية في المؤتمر التاسيسي لجمعية خويبون .عن اكراد دمشق المنعقدة في بلدة بحمدون البنانية سنة 1927 .وهذا ماتذهب اليه أحدى الوثائق الفرنسية المؤرشفة . وكانت خويبون تعتبر نفسه حكومة كوردية مرحلية لحين تحرير كوردستان وكانت للانتكاسة العسكرية والسياسية للتنظيم بعد اندحار ثورة أكري برئاسة أحسان نوري باشا سنة 1930 حيث اضطر معظم أعضائه في كوردستان الشمالية للجوء الى المناطق الكوردية بسوريا وبشكل خاص بدار حاجو أغا الهفيركي الكائن في ذلك الوقت بترب سبي .واستقرا لاحقاً عدد من قادة خويبون والوطنيون الكورد بحي الأكراد بدمشق بعد ملاحقة شخصيات واعضاء خويبون واعدامهم من قبل نظام مصطفى كمال اتاتورك الخائف والمرعوب من ازدياد قوة التنظيم العسكرية والسياسية وتوسيع علاقاته مع جهات عالمية ومركز القرار الدولي آنذاك بمساعدة من بعض الشخصيات الارمنية مثل هراج بابازيان وروبين باشا ..
2- يوسف أغا ديركي (1885- 1972 ) :
يوسف أغا بن حسن أغا بن كينجو أغا بن درباس ديركي من مواليد ديركا جيائي مازي بماردين من وجهاء وأغوات اباسا(عباسا) في سوريا وتزعم الاسر النازحة من انحاء ديركا جيائي مازي التي استقر بهم المقام في درباسية وراس العين وبحي الأكراد بدمشق .وعشق منذ نعومة اظفاره كلمة الكوردايتي .
تزوج يوسف اغا مرتين من عشيرته واقاربه . الأولى أبنة عمه فاطمة ديركي وأنجب منها حسن وحسين وعبدالقادر ومريم وشيرين والثانية ظريفة ديركي من اسرة روتا وانجب منها حياة والعقيد المتقاعد كينجو ابو اذاد التي تبؤا مناصب عدة في السلك العسكري
ومن الشخصيات الأسرة قديماً :
خليل أغا ديركي من مواليد سنة 1815 -1870 الضابط والقائد العسكري لأحد كتائب الالوية العثمانية على جبهة البلقان استشهد ودفن هناك وايضاً ابو عدنان ديركي التي كان يملك عدة قرى في انحاء حوران مثل قرية العتمانية وماعس وفتحي نديم ديركي مدير التموين في دمشق و نائب وزير التموين سابقاً و محمد ديركي ابومهند وحاج يونس ديركي ومن الشخصيات الاسرة في الوسط الثقافي والفني ايضاًالكاتب والناقد لقمان ديركي والمخرج السينمائي طلال خيرالدين الديركي مخرج فيلم العودة الى حمص (عن ثورة سورية )ونال جوائز عالمية عدة .
3- علاقات يوسف اغا ديركي :
بحكمه شخصية وطنية واجتماعية توسعت علاقاته مع كل الاطراف الوطنية الكوردية بدمشق بحي الاكراد مثل أبو عثمان صبري ومير جلادت بدرخان صاحب مجلة هاوار الصادرة سنة 1932 بدمشق وهنا قام يوسف أغا بمساعدة الامير بتوزيع المجلة في الأوساط الثقافية والوطنية . وكان له علاقة وثيقة مع كل من الدكتور نورالدين ظاظا وملا حسن هشيار وعمر شمدين اغا من وجهاء حي الاكراد وصديقه الحميم الشاعر الكبير (جكرخوين) التي قضى جزءاً من حياته في ديركا جيائي مازي وايضاً الرئيس العراقي الحالي مام جلال طلباني الذي زاره مرتين على التوالي في مستشفى الفرنسي بدمشق على أثر اصابته بوعكة صحية سنة 1962ودخوله للمشفى بقصد المعالجة من المرض حيث قال المام جلال طلباني له :كيف اصبحت الان يوسف أغا فرد عليه عندما تكونون يداً واحدأ لبعضكم ساكون بصحة جيدة
4- ديركا جيائي مازي :
ديرك تقع في ولاية ماردين ذات طبيعة جبلية ساحرة وتكثر فيها الاشجار والينابيع من تلك السلاسل الجبلية التي تحيط بها وباطرافها وغالبية سكانها من عشيرة أباسا (عباسا) مع تواجد عشائر الكوردية الاخرة مثل صالحي ومشكيني ومحمودي بزعامة اسرة عثمان رشو أعداء اسرة روتا الكبيرة بزعامة حاجي نجيم بك زعيم ديرك شبختانة وكانت حصيلة تلك العداوة مقتل اثنين من اسرة عثمان رشو وخروجهم من ديرك واستقرار بهم في القوصر (قزل تبة) ونزوح الياس عثمان رشو وابناءه الى عامودة بعد مقتل أحد ابناء صالح عفدي اغا من اسرة روتا .
ويقول جكرخوين في كتابه سيرة حياتي كان اكراد ديرك يسعون للرجولة كثيراً ويقتلون بعضهم في وسط السوق بالمسدسات ويوالون الغرباء كثيراً وكان في المدينة بعض الملالي والاغوات وكان الملا اسكندر مفتي المدينة والذي يعد من الملالي الكبار في كوردستان ويقول: ايضاً ان اسرة حاجي نجيم او روتا كانت ذائعة الصيت .
ويقول في صفحة 18-19 عن ديرك :
قائمقامية وطيبة جداً وتضارب غوطة دمشق في جمالها وتحيط الجبال بها من ثلاث جهات ومن اعلاها فقط سهل ومياه كليب وغاب تروي بساتينها . كانت مياه الشرب أنذاك من بعض الينابيع الهادرة في وسط المدينة وفي غربها شبختانة تبدو قرية هرامي بصعوبة من بين الاشجار والزروع تلك القرية التي برز منها الحريري ويقول ان المدينة بنيت كلها من القصور والبيوت الحديثة وتتعالى قصورها فوق بعضها وتتصاعد نحو اعلى الجبل .
5- اهم اسر اباسا (عباسا) في ديرك :
روتا : بزعامة حاجي نجيم بك الذي انقذ دخيله الزعيم الايزيدي حسين قنجو الدني من حكم الاعدام الصادرة بحقه من قبل سلطان عبدالحميد الثاني بعد مقتل زعيم عشيرة كيكان بوظوعلى يده.هوالذي انقذ 40 اسرة ارمنية من مجازر العثمانية في ديرك وانحاء ماردين ومن شخصيات الاسرة صالح عفدي اغا والشاعر الكبير قدري جان والمناضل الصلب رشيد كورد وعزيزاوزجليك وهم ابناء عمومة اغوات اباسا في سوريا بديركا حمكو
اوليج اغا : منهم الشخصية الوطنية عزت اغا زيا من اوائل الذين ساندو الحزب الديمقراطي الكوردستاني التركي وكانت علاقاته متينة مع الاب الخالد ملا مصطفى البارزاني واسرة جميل باشا ديار بكرلي
درباس ديركي : منهم الشخصية الوطنية يوسف اغا ديركي وخليل اغا ديركي
والاسرة الاخرى هم شيخ الكان – حاجيان – اسموكي – هوري وغيرهم لايسعنىي ذكر جميعهم هنا
ملاحظة:
عشيرة اباسا من العشائر الكوردية المنتشرة في كوردستان ومن اقدم العشائر الكوردية في ديركا حمكو قبل اي تواجد عشائري كوردي او عربي بمحيط جبل كندكي آباسا (قرية كندك الواقعة على طريق رميلان ديرك )التي عرفت قديماً بمنطقة اباسا الواقعة حالياً بين منطقتي الكوجر واليان وتسمية رميلان الحالية الغنية بالنفط سميت بهذا الاسم نسبة الى رميلان اغا بن دلي اغا بن دلي اغا بن جولو بك بن حسن بك الملقب بروتو .وبرغم من هذا الارث التاريخي العريق بأثاره ومواقعه وشخصياته التاريخية لم تأخذ نصيبه من الاهتمام من قبل الكتاب والباحثين وأيضاً الحركة السياسية الكوردية ؟؟.والتي نعتب عليها كثير العتب . وايضاً مجموعة أصحاب الاقلام الماجورة وهولاء يعتبرون انفسهم مثقفين ويبحثون ليلاً ونهاراً عن الفلكلور والتراث والتاريخ الكوردي .هم ليس اقل من الشوفينين والعنصريين بمسائل التعريب والتحريف واماطة اللثام عن الحقائق لتلك المنطقة الغنية بفلكلورها وتراثها الغني .التي غنت على السنة عمالقة الفن الكوردي والحكم والامثال الكوردية التي تعود لهم ولايسعني ان اقول اخيرا النقد لايشمل جميع الكتاب في مجال البحث في الحقل التاريخي والتراثي.
دارا شيخي
Top