العلماء يقتربون من حل لغز "المادة المظلمة"
أشرف أبوجلالة من القاهرة: اقترب علماء فلك إنكليز خطوة كبيرة من حل واحد من أكبر ألغاز الكون، وهو المتعلق بالعثور على المادة المظلمة، بعدما أظهرت لهم عمليات محاكاة أجروها بالحواسيب العملاقة كيف نشأ "كوننا المحلي" من الانفجار الكبير قبل حوالي 13.798 مليار سنة حتى يومنا هذا.
وأوضح علماء فيزياء أن المحاكاة أظهرت لهم أن هالات المادة التي تكونت أثناء تطور الكون قد تكون دليلاً على المادة المراوغة، موضحين أن تلك الكتل الخاصة بالمادة السوداء، أو الهالات، التي انبثقت من بدايات الكون حاصرت الغاز الموجود بين المجرات وأصبحت مساقط رأس للمجرات.
وتتنبأ النظرية الكونية بضرورة أن يعج الحي الكوني الخاص بنا بملايين الهالات الصغيرة التي تحتوي على مجرات، لكن عشرات قليلة فقط من مثل هذه المجرات الصغيرة قد لوحظ تواجدها حول درب التبانة.
ونقلت في هذا الصدد صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن البروفيسور كارلوس فرينك، مدير معهد علم الكونيات الحسابي التابع لجامعة دورهام البريطانية، قوله:" لم أكن أنام بسبب ذلك الأمر على مدار الثلاثين عاماً الماضية. فالمادة المظلمة هي الأمر المهم بالنسبة لكل شيء نعلمه عن المجرات، لكننا ما زلنا لا نعلم طبيعتها بالتحديد. ويمكنني القول إن فهم الطريقة التي تتكون من خلالها المجرات يساعد على معرفة غموض المادة المظلمة".
وأضاف باحثو جامعة دورهام أن عمليات المحاكاة تظهر طريقة وأسباب تواجد الملايين من الهالات حول مجرتنا وكذلك فشل مجرة "أندروميدا" المجاورة في انتاج مجرات وتحولها لتصبح قاحلة.
وعاود البروفيسور فرينك ليقول:" توصلنا إلى أن معظم هالات المادة السوداء تختلف إلى حد كبير عن (العدد القليل المختار) الذي يضاء من قبل النجوم. وبفضل عمليات المحاكاة التي نقوم بها، علمنا أنه في حال ثبوت صحة نظرياتنا الخاصة بالمادة المظلمة، فمن ثم يجب أن يكون الكون من حولنا ممتلئاً بالهالات التي أخفقت في تكوين مجرة. وربما يتمكن علماء الفلك يوماً ما من إيجاد طريقة يكتشفون بها تلك الهالات".
وقال في نفس الصدد الدكتور تيل ساوالا، الباحث الرئيسي في هذا الجهد الجديد، من معهد علم الكونيات الحسابي، إن ذلك البحث هو الأول الذي يحاكي تطور "مجموعتنا المحلية" من المجرات.
ایلاف
