في محاضرة حضرها جمهور غفير، قدم الكاتب والمفكر التركي الكبير اسماعيل بيشكجي استعراضا واسعا لتاريخ شعوب الشرق الادنى وما شهدته من تغيرات مرت بها والمعاناة التي عانوا منها واستعرض تاريخهم وجغرافيتهم، والعلاقات التي تربط بين شعوبها ،،،

وتناول بالتفصيل واقع القوميات والشعوب في تركيا خلال الثلاثين سنة الاخيرة داعيا الكورد ان يجعلوا من كوردستان واحة للحرية .

اسماعيل بيشكجي الذي قدم جملة من الافكار والمعلومات التطور والمسيرة الحضارية لشعوب الشرق الادنى في محاضرة له ليلة الاثنين 2 – 6 – 2014 في قاعة خاني برئاسة جامعة دهوك ، قدم افكار ورؤى مختلفة، تناول المعاناة المريرة للارمن والايزيدية والسريان والروم في تركيا، كما نوه الى الاحداث التي مرت بهم الى الظروف الاستثنائية التي شهدوها ،،، خاصة منذ حكم الاتحاد والترقي ومن ثم تاسيس الدولة التركية في زمن كمال اتاتورك وصولا الى الوقت الحاضر .

يقول اسماعيل بيشكجي ان سياسات الدولة التركية والاتحاد والترقي اسفرت عن قتل وفقدان الملايين، وما ضحايا الارمن المليون والنصف ألا خير دليل وما معاناة السريان والعلويين والروم والكورد ألا افضل شاهد على تلك الاحداث والسياسات .
بيشكجي الذي يقوم بجولة في جامعات اقليم كوردستان لالقاء المحاضرات وزيارات الى مراكز الابحاث منذ اسبوع قدم اشارة صريحة الى الجانب الاخر من الموضوع وهي تلك السياسات التي نتجت عن اهمال وتهميش واقصاء الكورد لمدة خمسين عاما فيما بعد اهمالهم من التاريخ والجغرافيا من علم الاجتماع لغاية سبعينات القرن الماضي ،،، تناول بدقة كيف استولت الحكومة التركية على املاك الارمن، والروم والكورد الايزيدية ومعاناة العلويين والسريان، مبينا انه هذا كان موقفا صارما يدل على انكار هذه الشعوب وتهميشهم.
المحاضرة التي نظمت بالتعاون بين اتحاد الادباء الكورد في دهوك ورئاسة جامعة دهوك ضمن مشروع زيارته التي تأتي كمبادرة من قبل مؤسسة بارزاني الخيرية ،،،، تطرق فيها بيشكجي الى جملة امور اخرى تتعلق بتاريخ وعلاقات شعوب المنطقة بشكل عام والتي توجد في تركيا بشكل خاص وقال : ان الاستقواء يحدث دوما عندما ترى الشعوب انها قوية وتسيطر على الاخرين، وتحدث الجرائم والويلات، وهذا ما حصل من قتل جماعي و مذابح في زمن النازية وعندما ضرب صدام الكورد بالاسلحة الكيمياوية في حلبجة وماحدث من جريمة في (سربرينتشا بكوسوفو وكذلك مذابح الارمن ضد الكورد في ناكورني كرباغ ) لذلك اذا لم تكن الشعوب حرة في اختيار ارادتها ولم تكن حرة في التفكير والقرار فانها ستخسر الكثير .
وعلى هذا الاساس اشار الى الوطن العربي بالقول : توجد من فاس الى البصرة العديد من الجامعات و المراكز ولكن اين الابداع، ،،، لايوجد ابداع لأنه لاتوجد حرية الفكر ،،، ولذلك لابد لكورد في ايران وتركيا وسوريا و جنوب كوردستان ان يعملوا ايضا في ان تصبح كوردستان واحة من الحرية مستقبلا حتى يتحقق ما يتمنونه .
المحاضرة التي ادارها رئيس اتحاد الادباء حسن سليفاني قدم فيها كلمة قيمة الى نتاجات بيشكجي ودوره كسفير للانسانية والسلام ،،، كما تطرق الى اهمية مساهمته في بناء الثقة بين شعوب المنطقة، كما اشار حسن سليفاني ان : حضور بيشكجي الى كوردستان له معاني ودلالات مهمة، لأنه يحمل رسالة سلام وانسانية ،،، موضحا ان زيارته لكوردستان له اهمية كبيرة، ولابد ان نثمن جهود مؤسسة بارزاني الخيرية لتوليها هذه المهمة .
المحاضرة التي اختتمت بتكريمه من قبل الاتحاد بدرع الاتحاد وكذلك تكريمه بدرع جامعة دهوك من قبل الاستاذ د. مصلح دهوكي رئيس الجامعة الذي اشاد بدور ومساهمات بيشكجي كثيرا واعتبر ما يقوم به بأنه اسهامة كبيرة في صنع السلام في المنطقة، قائلا : لقد ضحى بالكثير، وشخصية مرموقة مثله لابد لنا ان نستمع الى ارائه لكي نعرف واقع المنطقة، انه يحمل رسالة سلام وانسانية كبيرة نأمل ان تكون زيارته دافعلا لتحقيق المزيد من الديمقراطية ونجاح عملية السلام في تركيا .