• Sunday, 22 December 2024
logo

الحصار الجائر و(قطع الرواتب) وما العمل ؟

الحصار الجائر و(قطع الرواتب) وما العمل ؟
زێدۆ باعەدری




ان معاناة الكورد ومآسيه كشعب ليست وليدة اليوم.. بل هي إمتداد تاريخي عانوا الكثير من الجيران العرب والفرس والترك.. وفي الحقيقة ان عداء حكام هذه القوميات تجاه الكورد تجاوزت كل صنوف التنكيل والتطهير العرقي وطمس هويتهم.. لكن كان الفشل دوما نصيبهم بوجود قادة كورد عظام وشعب اصيل يدافع دوماً عن قضيته المشروعة.

بعيدا عن التاريخ ومجرياته سنتناول الواقع الذي نعاصره الذي نعيشه اليوم وما يشهده مناطق الكورد عموماً من إضطرابات وعدم استقرار نتيجة سياسات شوفينية.. لذا سوف نشير إلى بعض الأمثلة التي نحن بصددها أثناء نجاح انقلاب الخميني ضد الشاه ومجيئه للسلطة في ايران توجه إليه وفد كوردي ممثلين عن كورد إيران منهم (عزالدين الحسينى وعبدالرحمن قاسملو )واخرين.. طالبوا منه حقوق الكورد.. أجابهم الخميني بإستهزاء هل قرأتم القرأن الكريم أجابوا بنعم فرد عليهم وهل فيه كلمة ومصطلح الحكم الذاتي فقالوا كلا.. فقال الخميني إذن القرأن هو دستورنا فرجعوا خائبين واستكمل طمس الهوية الكوردية وتشددت الاجراءات ضدهم أكثر.. ولحد هذا اليوم مستمرة.. ووصل الحد بكُتاب تاريخهم إلى إعتبار الكورد بدو الفرس ليس إلا.. ويجب إعادتهم لقوميتهم الفارسية.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فنشاهد الترك احفاد العثمانية طيلة حكمهم الذي تجاوز 500 ستة ولحد يومنا هذا يحاولون بشتى الطرق التنكيل بالكورد بل يرفضون الاعتراف بالكورد كقومية ويعتبرونهم أتراك الجبل ويمنعون كل ما يرتبط بالكورد من ملبس ولغة وحتى الأغاني والموسيقى الكوردية.. وهنا الذي نود الاشارة اليه حكام الترك ايضا كانوا دوما يستخدمون الدين وسيلة للسيطرة للكورد وابسط مثال ما يفعله أردوكان اثناء محاربته للكورد يرفع كتاب القرآن بيده ويستخدم أية الفتح لتدمير مناطق الكورد.
ولنقترب اكثر من موضوعنا وهو حكام بغداد العرب ومحاربتهم للكورد دوماً.. منذ بدء تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن المنصرم كان هدفه ووجهه جيشه نحو الكورد وكوردستان بل وحتى استيراد ملك عربي من بني هاشم كان لأستخدامه اداة لطمس هوية الكورد أكثر بصبغة دينية.. فالتاريخ يشهد ان أول حرب دخله الجيش العراقي كان ضد الكورد بل واكثر حروبه كانت ولازالت ضد الكورد لطمس هويتهم وتهميش دورهم للقضاء عليهم.. مثلهم مثل الفرس والترك حاولوا منذ بداياتهم بطمس هوية الكورد حيث يعتبرونهم أحفاد الجن وهذا ما يخبرنا بطون كتبهم.
وخلاصة تاريخ الجيش العراقي انه كان دوما في حالة انذار وتأهب لتنفيذ العمليات واستخدام كافة الأسلحة ومنها المحرمة دولياً كالنابالم والأسلحة الكيمياوية وما حلبجة وعمليات الأنفال الا وثائق حية شاهدة على العصر بل وهناك رأي يذهب إلى أبعد من ذلك وهي ان الدواعش وهجومهم كانت مؤامرة وأدوات لحكام بغداد لتدمير كوردستان، ولأن كوردستان كانت شبه محمية دولياً حسب قرار الأمم المتحدة (668) فإجتمعت دول التحالف ووضعوا حدا لهذه المؤامرة والقضاءة على المؤامرة.. وبعد فشل هذه المؤامرة تم حياكة مخطط أخر بين بغداد وطهران وبتنسيق مع أنقرة ودمشق حيث كانت مؤامرة (16 أكتوبر) التي كانت أثارها تكملة لعمليات الأنفال السيئة الصيت.
وهنا نود الاشارة إلى إن بعد يأس الطغات عن مؤامراتهم بكل السبل والصيغ الدينية والمذهبية مستخدمين سور وأيات القرأن الكريم منها عمليات الأنفال وسورة الفتح إلتجأوا إلى قطع رواتب موظفي الأقليم وفرض حصار إقتصادي لتدمير البنية التحية للأقليم وتجويع الشعب الكوردستاني.. فهنا على ساسة الكورد إتباع سياسات بديلة لتدارك هذا الموقف منها اتباع سياسة التقشف والاعتماد على الزراعة كونه نفط دائم كما يقال والاعتماد على المنتوجات المحلية وتشجيعها والتقليل من عدد موظفي الدولة كونهم يشكلون ثقلا إقتصادياً والاعتماد على القطاع الخاص وتشجيعه ليكون الشعب منتجاً وليس مستهلكاً.
وأيضا التحرك الدبلوماسي دولياً للضغط على بغداد وطرح مسألة اعادة استخدام ورقة النفط مقابل الغذاء الذي اعتمده مجلس الامن الدولي ضد النظام البائد أثناء محاولاته تجويع شعب كوردستان.
وقبل أن نختم موضوعنا نقول نجد بأن الدولة المتقدمة والمتحضرة نجحت عن طريق التعاون التام بين الشعب والحكومة وهنا نحن لا ندافع عن حكومة الاقليم بقدر ما نود القول انه من واجب الشعب الكوردستاني معاونة الحكومة في القضاء على الفساد وهذا من واجب الاعلام والمنظمات الجماهيرية والمؤسسات المدنية فمن خلال التعاون الفعلي الجاد سيتم وضع أسس متينة لنظام ديمقراطي متقدم بعيد عن الفساد والمحسوبية والشيء المهم هو يجب أن يقوم أثرياء الكورد والمتمكنين تقليد بقية الشعوب بدعم حكومتهم بجلب الاستثمارات والعملة الصعبة لوطنهم .. وبهذا سنتمكن من التصدي على المؤامرات الدنيئة التي تحاك في أكثر من مكان للقضاء على الكورد.









باسنيوز
Top