الحل السياسي سهل. والقانوني أسهل
كثرة الإستهداف بسبب التوجهات الغامضة وسيل الإتهامات والحرب الإعلامية وتبرئة النفس وإتهام الآخر وتحميله المسؤولية، أتاحت للشائعات من جهة والتحليلات السياسية الواقعية من جهة أخرى، لكي تخوضا في كوردستان صراعاً مملاً ومفصلاً، ومهدت الطريق أمام المصابين بأمراض السياسة والناقمين المرتبطين بمخططات الأعداء الذين لا يريدون أن يعم الإستقرار في الوطن، التكاتف والتعاون مع الجهات المعادية للاقليم ومصالحه وإستحقاقاته الدستورية والتاريخية، وأن يستمروا في المهاترات والإستهداف كونهم يضمرون في دواخلهم أحلاماً أكبر مما نتصوره، ويريدون أن يطمأنوا في المستقبل من دعم الأطراف المؤيدة والمشجعة لهم، بمعنى أنهم لا تهمهم تشويه صورة الإقليم أمام دول وشعوب العالم والأضرار التي تلحق بالمكاسب الوطنية والقومية، وبسببهم وصلت حالة الإقليم السياسية والقانونية الى مراحل الغموض والانسداد والتعقيد، وتفاقمت وتأزمت وتشابكت المشكلات.
في المقابل، وبفعل الظروف الموضوعية، وبدلاً من السكوت أو التحدث مع الذات لصنع الأفكار ورسم الصور عن طريق همسات خافتة وغامضة، إرتقى المخلصون الى مواقع المسؤولية التاريخية، فتشاوروا مع غيرهم وأبدوا الحكمة والفضيلة وطرحوا المبادرات والمشاريع وأوراق وخرائط الطرق والعمل التي تؤكد على ضرورة تجاوز الخلافات وتضميد الجراحات النازفة بروح وطنية وبثقة عالية بالنفس، وبعث الأمل والطمأنينة للجميع عبر مناقشة الخلافات والاشكاليات وإستجداء الحلول السياسية الآنية من خلال إدارة حوارات جادة هادئة بعيدة عن التشنج، والوصول الى تحديد الأولويات وضبط النفس والتحكم بها.
حتى الآن تم صياغة عدد من المشاريع والتوقيع عليها من الأطراف التي تتبناها بقناعاتها الذاتية والموضوعية، وتم الحديث والتلميح عنها في الاعلام الكوردستاني، وغالبيتها تشترك في الديباجات والمواد والبنود الرئيسية العامة، وتضع النقاط على الحروف، وتشترك في التمييز بين الإستهداف والتسقيط، والرقي والنجاح، وتؤكد على إختلاف كوردستان كثيرا في معادلات القوة الإقليمية والدولية عما كان عليه وضعه في السابق، فقد أصبح بمثابة دولة بالغة القوة والتأثير، وذلك طبعاً، بوعي قيادته وتميّز تحالفاته ونجاح دبلوماسيته والتطور المذهل الذي يعيشه، والنموذج الذي قدمه للعالم خلال المرحلة السابقة، والوعي الحاد والحرص المستمر على التطوير والتنمية والنجاح المميز والظفر والتطوير والتطور الفريد والابتكار والأصالة والانفتاح والتعايش بين الأديان القوميات والثقافات وترسيخ القيم والتميز، كما تؤكد على إستشراف المستقبل وصناعة الحلول لكل المشكلات وتعقيداتها والإشكاليات وأبعادها. وفيها أيضاً مآخذ ونقاط إختلاف قابلة للنقاش والتفاهم والتغيير في بعض بنودها.
مع ذلك، يبدو ان طريق تنفيذ تلك المشاريع، لاتكون بعيدة عن العوائق وأنها ستواجه معارضة شرسة من جهات معروفة، ولكن لو تم عقد العزم على التوصل الى الحلول الناجعة من خلال التعاطي مع المشكلات الصغيرة والكبيرة بوضوح، وتم تبادل الأفكار بصراحة تجاه ضرورات المشهد السياسي الحالي، والتقرب الجاد بين جميع القادة السياسيين والفاعلين في صنع القرار، خصوصاً وأن غالبيتهم صرحوا، ولو بتعابير خجولة، بأنهم مع طي صفحة الماضي وتقديم بعض التنازلات عن الحقوق والإستحقاقات السياسية والقانونية وتخفض سقف المطالب، سيكون الحل السياسي سهلاً والقانوني أسهل بكثير .