بصمات لن تنمحى
الدكتور صباح عقراوي
في زيارة خاصة الي السيد ال( سروك) في مقره في سارداڤ في الشهر الخامس1991
ا
المقدمة
وأنا، إذ أبدأ الكتابة حول المسيرة المكثفة لعملنا الحثيث والدؤوب من سنين سبقت ورافقت وتبعت الإنتفاضة العارمة، وأثناء التهيئة وإعادة تحرير مدينتنا المباركة ( خلال أربعة إنتفاضات) من رجس النظام وأزلامه وجواباً على تساؤلات أُثيرت من بعض الاخوة ، ما الذي جنينا من كل ذلك النشاط ؟؟ والإجابة على هذا السؤال البريء هو ذلك الصوت الجوهري الذي كان ولم يزل يرن على مسامعي ويسير مع نبضات الحق في شرايني ، الصوت الذي سمعته في الشهر التاسع من عام ( 1991 )/ أثناء حملتنا لانجاح الانتفاضة في قرى الهركية، من أحد الوجهاء عند قومه وبين عشيرته في قرية (خرابه ياسين) ــ عمر مامشين ــ ، حينما كنت ضمن حشد متقابل من بيشمرگتنا الأبطال ومسلحين مناوئين، حيث تقدم إلى منتصف المجلس باركاً على ركبيته، مشيراً الينا بيديه ، منادياً بأعلى صوته : " دكتور صباح .. والله والله ووالله... لو كان قد أتانا غيرك ومهما كان موقعه... لكنا قد قاتلناه بكل ما في أيدينا ... فلو كان بإستطاعتنا لبقينا في أراضينا، وإن لم نكن نستطع ، لتركنا المنطقة نحو الموصل... ولكن بمجيئك قد جعلت أيادينا تشل عن إستعمال البندقية.. فجئت إهلا وسهلا . ".
إن هذا القول من مواطن كوردي مخضرم وعلى سجية الفطرة المعهودة و(رودين سبي) معروف بين مجتمعه المحلي والقبلي والمتأثر فكرياً ومنذ سنين من إتجاه مضاد وفي مفترق طرق للتغييرعن القناعة ليكون على عتبة الإتجاه القومي الذي نتمناه لشعبنا ولهذه القبيلة.. وكذلك ما سمعته مِن أحد آمري بتليوناتنا في أحد إجتماعاتنا : " ليس قبيلتنا لوحدها بل اية قبيلة اخرى في المنطقة ، لايقاتلونك حينما تتوجه إليهم بشخصيتك واسلوبك " وأتذكر ما بدر من رد فعل لصاحب قطيع الغنم محمد أمين (حجي دينو) في قرية ( إكماله) حينما سقطت قذيفة من أيدي أحد بيشمه رگتنا على قطيعه ونفقت عشرات النعجات، مع ذلك كان يبدي لنا الخجل الشديد ، بل حينما عرضنا عليه التعويض بإلحاح أكد بأن عدد النعجات النافقة هي ستة فقط .
إضافة، إن ما تمخض من الفخر والإعتزاز بتمكننا من بلوغ النجاح في سعينا الحثيث للتحول الفكري الانقلابي لأهلنا وإخوان لنا تحت ظروف عصيبة كان فيها الإتجاه العقلي الغالب لأهالي المنطقة معاكساً تماما لأمانينا بكل شروط الأمان والسلامة . والإكثر فخراً من كل ذلك ما تبعها من الإقدام الكبير والشجاعة المتناهية لتقديم الدماء الزكية والأرواح الطاهرة بسخاء من قبل جيلين متتالين من هؤلاء البيىشمرگة الأبطال، للدفاع عن كرامة الأرض والعرض ، رخصوا في ذواتهم سيول الدماء المخضبة، مضيفين لتلك الملاحم مهنية خلق الأبطال والإستعدادات بالتضحية بأغلى مالديهم من أجل شعبهم، مسجلين أروع صور الإصرار على الدفاع عن التربة المقدسة. إت هذا بحد ذاته يمثل للتأريخ بصمة ورفعة ، وللإنسان شموخاً ووساماً نادراً على جبين الحياة ، ونوراً يتلألأ ويشع في الصدور ليبقى الضمير حياً ومترفرفاً في فضاء فسيح من الحرية والعيش الرغيد يسود اليوم والغد لضمان وتأمين ومستقبل أُمتي المظلومة.
شخصيات في الذاكرة .. " الدكتور صباح عقراوي
Mohammed Saleem Swary
December 4, 2016
في بداية السبعينات من القرن الماضي تعرفت على هذا الإنسان حيث كان مسؤول إتحاد طلبة كوردستان في محافظة الموصل وطالباً في المرحلة الرابعة من كلية الطب في جامعة الموصل وبإعتبارنا كنا ننضوي تحت جناح هذا الإتحاد المناضل ومن خلال هذا الإنسان تعرفت على الكثير من الصفات من دمث أخلاقه وثقافته ووعيه المبكر للكثير من المسائل والأمور وكارازما شخصيتىه حيث الهيبة والتأثير والسحر والحماس والجاذبية وتُثير الولاء وموقفه لأن يكون واضحاً وصريحاً وصادقاً ويداً كريماً عند الشدائد ويتخذ الموقف المطلوب والمناسب في الوقت المناسب وأن يكون متواضعاً مع الناس المتواضعين ولا يهادن ويهابه المغرورين مهما كان حجمهم ومعظم هذه الصفات هبة من الله بعد أن يكون للأهل والإنسان يد في نموها وتحسينها وصقلها وشحذها.
هكذا عرفناه في تلك البداية من مسيرة حيث كنا شباباً والدماء التي كانت تجري في عروقنا تُناجينا صباحاً ومساءً في بوتقة حب القضية وعشقها التي كنا نراها كبيرة في شخص وشجاعة وهمة قائده البار البارزاني الخالد وفي تلك المسيرة كان علينا دفع الضريبة على حساب حلم المستقبل والدراسة لنتعلم في مدرسة الوطن والوفاء له ونَسينا حتى الإنتماء العائلي ليكون إنتمائنا للقضية هي العائلة والرهان .. مسيرة ممزوجة بالآهات والإرهاصات حيث الوطن والقضية تجتاز المنعطفات لتدخل الأنفاق على أيدى الأعداء وأجندتهم الشريرة ومكر وأطماع الثعالب الخبيثة .. ولن أنسى الأيام الأولى من شهر آذار( 1974) وآخر جلسة جمعتنا في بغداد وفي كازينو الكرمل مع الدكتور صباح وبحضور المرحوم الدكتور صادق عبدالله والصديق ساده الريكاني حيث الأيام عصيبة والساعات ثقيلة والقلوب صامدة بعد أن وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود ومنعطف خطير بين الثورة الكوردية بقيادة الزعيم الخالد المرحوم الملا مصطفى البارزاني ( طيب الله ثراه ) وحكومة بغداد وسلطتها وغرورها.
وهكذا دارت الأيام دورتها في مختلف الأفلاك ليمضي كل واحد منا إلى حيث ما شاء له القدر أن يمضي ويكون وكل واحد منا يحمل الأحلام العريضة في حدقات العيون الضامرة والقلوب المنكسرة تجاه وطنه ومعاناة أبناء شعبه في ظل واقع لم يكون هناك بصيص أمل ونور في دهاليز السياسة والمصالح الأممية والبترولية ومزايدات الحقوق والمباديء
لقد تغير الكثير من الثوابت والمواقف وإستجد العديد من الأمور لمجمل ما كانت عليه القضية الوطنية الكوردية في فضاء مريدها والمناضلين للنخاع في سبيلها والمتلهفين للغد الأفضل لها فمنهم مَن لاقى وجه ربه باسماً راضياً مرضياً ومنهم مَن كان بين قضبان الزنازين والسجون في عشق الحبيبة كوردستان غير مبال ومنهم مًن إختار السكوت والقنوط وإقتنع بأن الدنيا قد إنتهت ولن يكون هناك قيامة حتى بعد الموت ومنهم من وظف وجوده في أي موقع يكون فيه ليقدم ما هو ممكن وبما هو مقتنع به واهباً الخير لأبناء وطنه في وقت كان الرهان على هذا يتطلب الكثير من الجرأة والإقدام الموشحة بالحكمة وبذل ما يمكن بذله وعدم الإنتظار لِما قد تكون عليه الأيام .. هنا وبدون مجاملة كان الدكتور صباح عقراوي من هذا الرعيل حيث وظف إنتمائه لعائلة معروفة وعريقة ووظيفته كطبيب عسكري ووجوده ومكانته بين زملائه في العمل بعد نال الرضا منهم ليفرض شخصيته بكل آيات الود والإحترام ليكون هذا السلوك باباً للدفاع عن الكثير من الأشخاص وفي العديد من المسائل ليكون اليد الكريمة والبصمة الظاهرة والموقف الجليل في إنقاذ أشخاص وصلوا إلى عتبة الإعدام وفي تلك الأيام من خلال سعيه عن طريق اللجان الطبية مثلاً.
وفي تلك الفترة وما تلاها من الأيام لم يكن لنا إتصال مباشر مع البعض ولكنني تَعرفت على الكثير من أخباره وجهوده ومساهماته الوطنية الخيرة من خلال روايات وحكايات وأحداث لاِشخاص مازالوا شهوداً ( أدامهم الله ) يشيدون ما قَدم لهم هذا الإنسان مما جادت به نفسه من كرم المواقف ونبل الأخلاق والشعور العالي بالمسؤولية وفي تلك الأوقات الوجلة لتكون المحطة المهمة والمسؤولة عند بداية الإنتفاضة الباسلة التي أُشعل فتيلها في مدينة رانية وأمتدت شرارتها إلى كل ربوع كوردستان ليكون للدكتور صباح عقراوي شرف الريادة والقدوة في التنظم والإشراف ليقود أبناء مدينته إلى إنتفاضة شاملة في وقت لم يكن بالأحرى لأية جهة سياسية من الأحزاب الكوردية والعراقية أي وجود أو خطط في تلك الظروف وفي هذه المدينة بالذات بل كانت إنتفاضة جماهيرية إنطلقت من ظروف آنية أملتها معاناة الناس من نظام أثقل كاهلهم في حروب ومآسي لتكون إنتفاضة عقرة كنار على علم في كوردستان بصورة عامة ومنطقة بهدينان بصورة خاصة. .
وعليه لا يمكن أن نَمر مرور الكرام على الكثير من تضحيات هذا الرجل وموقفه المتمييز وصموده الرائع بل ومساهمته المتميزة والمشهودة في الإنتفاضة الباسلة في قضاء عقرة ومحيطه الواسع تلك الإنتفاضة التي فتحت الطريق آنذاك ليكون لكل حدث حديث وليثبت بأن رجال المواقف قليلون ليجسد شعلة متقدة من الجرأة والشجاعة والإقدام في مواقف كانت صدور الرجال تحبس الآهات ليكون هذا الرجل العقل المثلى في رفع الغشاوة عن البصيرة قبل البصر لترى جمال الوطن وعدالة قضيته واليد العليا حيث إستغنى عن بيته ومزرعته وباعهما لتأمين الكثير من إحتياجات الرجال الپيشمرگه الذين كانوا بمعيته لتتجسد الحكمة والكلمة السحرية في كنفه لينسى الكثيرون من الأخوة الأعداء منطق الثأر والعداوات وينضموا تحت رآية القضية ليصبح لإنتفاضة عقرة أبعادها الصحيحة بعيدة عن الكثير من المزايدات الرخيصة لناس عاشوا ويعيشون على الأوهام .. وكمثل على ذلك الدور المميز في كسب ود معظم أبناء المنطقة وخاصة العشيرة الهركية في وقت كان الكثيرون عاجزين حتى عن تخطي عتبات مشاعرهم قبل بيوتهم وهنا أستشهد بحادثة ضمنها الأوراق اليومية للدكتور ( وأُعيد وأُكرر: إن ما يَرن في أُذني بما سمعته ومازلت أتذكره من كلام أحد وجهاء قرية " خرابه ياسين" وحسب ما أتذكر إسمه " عمر مام شين " حينما كنا جالسين بمجلس فيه المئات من مسلحي الطرفين حيث تقدم إلى منتصف المجلس وأشار لي بكلتا يديه منادياً بأعلى صوته: دكتور صباح والله والله ووالله .. لو كان قد أتانا غيرك ومهما كان موقعه.. لكنا قد قاتلناه بكل ما في أيدينا. فلو كان بإستطاعتنا لبقينا في مناطقنا وإن لم نكن نستطع لتركنا المنطقة نحو الموصل.. ولكن بمجيئك قد جعلت أيادينا تشل عن إستعمال البندقية.. فجئت أهلاً وسهلاً. )
ومن خلال قراءة العديد من الأوراق والمواقف عن هذا الرجل يتضح لنا الكثير من الصفات والسمات والمزايا التي كانت تؤهله وتفضله ليكون له شأن ليس في محيط مدينته بل وفي أنحاء كوردستان .. ولو تم الإستفادة من خبرات وكفاءة هذا الإنسان وجماهيرته والآخرين من أمثاله بالشكل الصحيح وفي أية حلقة من حلقات خدمة الوطن ورعاية المواطن لكانت تلك الحلقة أو الحلقات مما تكون مميزة في أفق النجاح وجني الثمار.
وإعتصرني الألم في وقته عندما عرفت بأن هذا الرجل قد غادر الوطن ليعيش في الغربة والمنافي حيث أدركت بأن من تعنيه الحكمة من وجود الحياة والعدالة يفضل االغربة خارج حدود الوطن على الغربة داخل أسوار وطن يتحول إلى مقبرة الكفاءات الخيرة والعقول النيرة والقادة البررة ومرتعاً خصباً لمن يجيد مسح الأكتاف من جوقة وعاظ السلاطين والطبقة الجديدة في هذه المنعطفات حيث يعرفون من أين تؤكل الكتف ؟؟
وختاماً نضيف ونكرر بأنه من الصعب جداً على أي متابع ومراقب أن يتحدث بكلمات ولو قليلة عن هذا الرجل ويعدد محاسنه ويشخص بصماته ويثبت مواقفه من بعض زوايا حياته وبصماته على حياة الآخرين ولكن عندما نتجه إلى ذلك النهج فهذا يعني بأنه من الواجب والوفاء بمكان أن نَذكر( بفتح النون ) ونُذَكر ( بضم النون ) أبناء الوطن والآخرين بشخصية كوردية وكنز من هذا العيار.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=540156
الفصل الاول
افرازات الظلم وانعكاسها على واقع الشعب
لو تركنا فترة نشاطنا في الحركة الطلابية والشبيبة الذي ساهمنا بها بجد ومثابرة في المرحلة السابقة واللاحقة لبيان الحادي عشر من آذار وما تلاها عن إتفاقية الجزائر المشؤومة ونكسة سنة (1975) حيث أوقع الشعب الكوردي في حالة الصدمة ، بالاخص لما اتبعتها من الاعدامات وتهجير القرى من المناطق التي سمين ب( المحرمة)، لكن الأمل تجدد منذ أيلول (1980) لدىالحريصين على مستقبل شعبه و من أبناء شعبنا الكوردي عامة ، وخاصة في عملية سحب القطعات العسكرية من كوردستان إلى خطوط الجبهة مع إيران ، وبسبب نمو الإستياء من الظلم والقمع والإعدامات والتشريد وإقامة المناطق المحرمة التي بدأت منذ (1976). فكان من المتوقع وبسبب غطرسة وقسوة النظام وبتوفر الظروف الذاتية,بأن تتولد الإنتفاضة منذ تلك الاحداث. لكن لقلة وجود السلاح فقد لجا الشباب الى اسلوب آخر من التذمر، تجسدت بالتلكؤ من المشاركة في القتال ، معتبرين بأن الحرب المفروضة على ايران لاتعنيهم ، فلجأ أعداد كبيرة منهم الى المناطق الجبلية، لمجرد تحاشي القتال, في غياب السلاح والاهداف ، ومما هو موضع التعجب والإستغراب كان في عدم قدرة أطراف الحركة التحررية الكوردية في حينه لا على الاتصال والتوعية ولا على إستثمار الوضع وتوجيه الدفة لصالح الحركة. ففي (1983) عندما تفطن النظام بذلك وشعر بالمأزق وخوفاً من خروج الوضع عن السيطرة إبتكر خطة، كقتل عصفورين بحجر واحد, في جمع الكورد بما كان يسمى بــ (الأفواج الخفيفة ) مع الحرص، بعدم السماح لهم بإمتلاك الأسلحة المتوسطة او الثقيلة ، ومن ثم وتفادياً لاي تلاحم مع أبناء شعبهم خططوا لما يولد الشروخ الكبيرة بين أبناء الشعب الكوردي، من استعمالهم في تهديم القرى والترحيل والتجميع في محطات مهيئة لسوقهم للابادة.
ضحايا حلبجة الشهيدة في 16 أذار 1988 تجميع الناس في عمليات الانفال لاجل سوقهم للابادة الجماعية
لذا اصبح الصراع ضامراًو تأجلت الفرصة السانحة للإنتفاضة ، وتاجل معها فسحة التحرر وأجهضت كل الإحتمالات الواردة لنشوب عملية الرفض لتودع الى فرصة مؤجلة .
ولكن لولع النظام في الظلم على الساحة الكوردستانية فقد كانت تتمادى في الاجرام ، فبالاضافة الى سلسلة العمليات العسكرية من ابادة 8000 بارزاني وعمليات الانفال سيئة الصيت وضحاياها ال 182 ألف وأخيرا سلسلة الهجمات الكيمياوية المشؤومة على ( باليسان ، بهدينان ) واكبرها ما حدث في (حلبجة الشهيدة)، والتي عكست بشكل واضح النيات المبيتة لابادة الشعب الكوردي. مما تسببت الىازمة نفسية جماعية خانقة وما بدأت تلوح في الآفق من خطورة جماعية فاصبح االتحرك محتوماً باية وسيلة كانت،لأجل التهيئة للقيام بعمل من شأنه حماية الذات والخلاص من خطط الإجرام تجاه شعب أمن.
وفي نوروز ( 1988) وبعد خمسة ايام من الضربة الكيمياوية على حلبجة والتي فرضت عليها السرية التامة وبسبب الصمت والخوف لم يتطرق الى سمع الكثيرين .وهنا وفاء نشيرالى موقف الشهيد العقيد الطيار ايدن مصطفى حميد الذي تقبل الاعدام على تنفيذ الضربة.
كنا وبحكم إتصالاتنا في متابعة جمع المعلومات عن الجرائم ، وبالرغم من المرافبة السرية منذ (1983)،فقد بدأنا باالتوضيح في حلقات ضيقة بتكهن بالنتائج، ومتطلبات التحرك للتوعية وتوحيد الجهود لتفادي الوقوع كفريسة جماعية. في 16أذار ازمعنا وكرد فعل لضربة حلبجة الشهيدة، على إستغلال أعياد نوروز (988 ) لأجل التواصل مع اكبرعدد ممكن من المخلصين. فتم الاتفاق على التجمع في منطقة (كلك) حيث دعي اليها الكثيرون من ساكني ( الموصل واربيل وعقرة وكلك وكاني قرژالة وبردرش). حضر معظمهم مماأصبحت بمثابة
اول اللقاءات في كلك لبدء عملية التوعية في نوروز 1988
مهرجان واسع. وصادف ذلك تجمعات أخرى في مواقع عديدة, ولما كانت السلطةة تترقب وتستشعرالوضع فبدأت تحسب ألف حساب.
من بين من لناالاتصال بهم ونتكلم صراحة حول المصير والاستشارة حول المستقبل القاتم ( ابراهيم اغا بشدري والمرحومين محمد شريف محمد كوسه وناجي صبري ومحمد صالح محمود وزكي كامل ونقيب عادل والمرحومين الهام محمد شريف وفاروق المفتي وسيد بكر سيد غريب وجميع اخوته وعبدالهادي قصاب وحجي جندي وعبدالله سنجاري والياس حنتوش وعصام محمد يوسف وخالد اغا جمانكي وطيب جمانكي وعبدالله شكيراني ومحمد سفره يي وعبدالله حسن شعبان وعبدالرحمن حسن شعبان ومحمد شكري هرني ومحمود بوزو الهركي وحجي عبد الرزاق وحسن شعبان وحسن كركري وسليمان خضر وحميد حسن لولى وعبدالله خوشاني ومحمد علي بدريك ومحمد سليم ئاله ي وحجي مغاري ومحمد شعبان عزو ومهدي سيكاني ومحمد سليم هركي واخيه فتحي هركي وعبدالرزاق حجي رشيد خىل وملازم شاهو وحسين مزوري وأحمد زيباري وعبدالله زيباري من قصروك و شجيع صادق ملا عزيز واقربائه من كاني قرژالة و اكرم محمد امين من كلك ، رحم الله المتوفين منهم وبارك الأحياء منهم بالصحة والعافية ) .
وكان اسلوب التواصل ثنائيا او بهيئة لقاءات صغيرة مع الحرص على ادامة الزيارات للوقوف على الاحداث وإلايتاء بالقرارات المناسبة عند الضرورة وفي الوقت المناسب.
ونظرا ِلتشديد المراقبة و تغلغل من كان له الارتباط بالجهات الاستخبارية في الصفوف، ولكي نتفادى اعطاء مستمسك اضافي والوقوع في فخ المخبرين فلم يعمد الى وضع اية تسمية لأي تنظيم والإكتفاء باللقاءات والتعهد وإيصال الأخبار ضمن الحلقات الصغيرة.
ازداد التفاؤل بتورط صدام في الدخول الى الكويت واصبح الامال كبيرة في قرب الخلاص ، واصبحت الفرصة مواتية لتهيئة عمل جدي ورصين ، وازدادت الجدية أكثر بتوافد قوات الحلفاء الى المنطقة ، بالاخص بعد بدأ الضربات الجوية على العراق .
ــــ المساهمة في جانب من إنتفاضة عقرة : ولما كانت الضربات الجوية مركزة على المدن الكبيرة ومنها مدينة الموصل، وقد سهل ذلك لفقدان السيطرة على المراقبة والتجسس نسبياً ، فقد بدأنا بنقل العوائل الى المدن الصغيرة والعمل من خلالها. فاخترت مدينتي (عقرة) ، وكان لزاما خلال الشهر الثاني (1991 ) أن أثبت الحضور نهارا في المستشفى العسكري في الموصل وأعود ليلا واثناء العطل الى عقرة ، وهنا تسنحت الفرص المناسبة للاتصالات مع مختلف المناضلين لتهيئة الاجواء في البلدة والتواصل الفردي والسري مع البعض ومن الذين اتذكرهم: الهام محمد يوسف وفيصل الحاج فائق والشيخ شهاب السورجي والاستاذين صديق اسماعيل وشهاب جمعة شاهين والشيخ دفاع السورجي واسماعيل خورشيد واخوته وابناء اخوته والمرحوم عبد الرزاق حجي رشيد واخوته وانعام محمد يوسف و مولود احمد وانور شعبان واسماعيل حجى محمود ومشير ميرا السورجي وبدرخان حسن وتحسين خليل و شاكرعلى وطيب طه طيب وعبدالوهاب محمد جلبي وصابر ياسين وحكمت ملا محمد وعبدالرحمن شعبان وجعفر مخمد كوسة وجواد حجي صالح واكرم خورشيد وجميل حجي صالح وعوني حجي وقاسم محمد قاسم وكريم اسماعيل خباز وعبدالله ندو وعبدالرحمن ندو وطالب مصطفى ونعمان شيرواني ومحمد امين مزوري وعبدال حفظ الله واخوته " ، وأعتذرلمن لم تسعفني الذاكرة في الاشارة تثبيت اسمه.
1988 . وضمن نشاطاتنا في الطب العسكري جعلنا توعية وتجميع الشتات وحشد الافكار واجبا
. الصورة الثانية للعقيد أيدن مصطفى الذي اعدم بسبب رفضة تنفيذ الضربة الكيمياوية على حلبجة الشهيدة.
وبعدما وجدنا الإستجابة القصوى من معظمهم ، فقد اصبح من المناسب المجازفة ببعض الشيء والخروج عن المنوال السري السابق ، فبدأنا بعقد تجمعات متوسطة ومنها اللقاءات المتكررة بشكل دوري ، اختير لها وحسب توزيع المحلات والامان والبعد عن الشبهات وسهولة التجمع ، فقد تم إختيار ثلاثة أماكن ، ومنها دار (المرحوم الشيخ ابراهيم) في كوراوا و دار (فريق محمد قاسم) في محلة جوستي و دار (اسماعيل خورشيد) في محلة قابكي. وكان يتجمع في كل مناسبة العشرات من الاشخاص وكنا نبحث خلالها عن الظلم وموضعها في الشريعة السماوية وفي الاعراف والتطرق الى التفاصيل عما تعرض ويتعرض له شعبنا وعن الامل في الانفراج وبيان ضعف مفاصل الحكومة وكيفية الخروج من الحالة المتأزمة وماهية المسؤولية المترتبة على عاتق الافراد والاشارة الى ملامح شلل الدولة ، وعدم قدرتها في القيام باي رد فعل ، بسبب إسكات أجهزة الاتصالات بين القيادة والقطعات خوفاً من طيران التحالف ، وكذلك كنا نوضح تطلب الظروف للاستحواذ على الاسلحة الشخصية لاستخدامها عند الحاجة في الدفاع عن النفس وفي تنفيذ الواجبات. ولاعطاء الامل كنا نوضح حتمية نهاية النظام ، بشرط العمل على إعادة الثقة إلى نفوس أبناء المنطقة ، وعن محاولة تحييد نشاطات دوائر الامن ومنظومةالاستخبارات.
كان التخطيط أن تكون بداية الانتفاضة في يوم 21 اذار باستغلال اعياد نوروز 1991، وقد وجدنا الجميع اسودا لا يهابون الموت وينتظرون الفرصة المواتية للنهوض والاجهاز على العدو باسرع وقت. ولما كانت الاحداث تتسابق وتجري بسرعة، بالاخص بسبب ما الت اليه احداث رانية وسريان سلسلة الانتفاضات كالنار في الهشيم و بعد تحرير أربيل ، فقد انهار تنظيمات النظام تماما ،بسبب ما كانوا يراقبون من حالة من الترقب الحذر بين الجماهير. وما كانوا يتزودون بها من أخبار مشوشة من عملائهم.
اضطر قيادات حزب السلطة في عقرة إلى المبادرة بشد احزمتهم وتحميل اوراقهم الرسمية وترك المقر الرئيسي قبل بدأ اي هجوم عليهم . وقد كشف ذلك صدفة المناضل خسرو فارس وابلغ المناضلين الاخرين وحينما بلغ ذلك الجماهير بدوا بالتوجه الى مقر الاستخبارات ونحو القوة العسكرية المتواجدة. كان للجميع دون استثناء الدور البطولي, ولكن حسب معلوماتنا ,من الذين ابلوا بلاء حسنا في تبليغ الجماهير هم المناضلين عبيد واسماعيل حجي محمود ومن حاملي السلاح المناضلين فيصل حجي فائق والشيخ شهاب السورجي والشيخ دفاع والمرحوم مصطفي دوستكي, علما استسلم معظم القطعات بفرح دون مقاومة تذكر عدا بعض الاطلاقات في مقر الاستخبارات. وهنا لاينكر دورمجموعة المثقفين في عقرة في بث روح الحماس والإقدام والإلتحام مع اماني الشعب ونشر الرعب في صفوف اعوان النظام ، وكذلك دور بعض المخلصين من المسلحين ممن كانوا يحملون سلاح النظام ، وما قام به المناضل فيصل حجي فائق في فتح مشجب الفوج الخفيف ، الذي كان تحت امرته للجماهير وتوزيع السلاح على المناضلين للقيام بالدفاع عن أنفسهم والتحرك على مواقع العدو، الذي اصيب بارتباك شديد بالاخص لعدم قدرته بالاتصال مع قياداته وعدم الدراية بما يطلب منهم من رد الفعل ، مما جعل الانتصار مضمونا.، ومن هذا المنطلق سلم كل العسكرين الذين كانوا يحمون النظام أنفسهم وأسلحتهم الى الجماهير ، الذي رحب بهم ، دون عنف أو اي اعتداء, في بناء علاقات أخوية معهم .
وحينما وصلني الخبر في الموصل وبعد بعض المشاورات مع بعض الاخوة المخلصين ومنهم المناضل محمد سليم سواري والدكتور احمد صابر للتهيؤ المشترك لمن يساعده الظروف, ولقسوة الظروف وتسارع الاحداث اضطررنا بالتضامن مع بعض المناضلين ومنهم محمد شريف كوسة ومهدي سيكاني وجمعنا العوائل للإلتحاق بصفوف الانتفاضة الباسلة في اليوم الثاني .
جانب من الانتفاضة السلمية في عقرة يظهر فيها الجنود المستسلمين للجماهير يغمرهم الفرح والأغتباط
آلام البؤساء والمستقبل امجهول
يقول الفيلسوف نيتشة ( يولد الشيء من نقيضه) وهنا نجد, أن كل نقيض ولد من رحمه نقيضا أخر ليولد بشكل متوال نقيضا متجددا. فظروف القهر ولدت الانتفاضة, وولدت الانتكاسة والهجرة المليونية ثم النصر في معركة ( كورى) ثم التفاوض, ثم بداية تأسيس الأقليم وما بعدها من صعود ونزول متكرر.
وأود ان يكون ذلك تذكيرا لمن يؤمن ب( عسى ان ينفع الذكرى) وحين الكتابة والنشر حول الظروف وبدايات تكوين الكيان الحالي لاقليم الشعب الكوردي ، ادعو من يؤثرون الان على الاحداث ان يتذكروا تلك الظروف، لكي لاتأخذهم الحمية والتهافت على اندفاعات اناس لاهم لهم الا هواهم ولوعلى حساب الافراط بالمكتسبات القومية لهذا الشعب الذي عانى ماعاناه في مختلف العصور، راجين مراجعة الذات مرات ومرات. بل يكفيهم فخراً انهم يقودون شعبا اثبت للعالم انسانيته وإقدامه وصموده أمام اعتى موجات الابادة.
الايام الاولي لإنتفاضة (1991) في عقرة:
حينما بدأت بالدوام في المقر الرئيسي في اليوم الثالث من انتفاضة عقرة (الاولى)، كان لازال في ساحة المقر مجموعة من الجنود المستسلمين ، حيث إتخذنا المقر منطلقا لنشاطاتنا ومنها الاجتماعات واعطاء التوجيهات واستقبال المؤيدين والصحفين والوفود, فقد زارنا ممثل جناب ال( سروك) ووفدا من المعارضة بصحبة الاخ فاضل ميراني ومنهم غازي العبيدي( ابو صلاح). والذي تعجب حينما وجد المقر لازال بكامل التجهيزات، و صالحة وغير مهدومة ولم تسرق منه شيء فسألني عن هذه الظاهرة. جاوبته ان الشعب الكردي معروف باالخصال الانسانية والاحسان وتجنب التخريب، ولنا الامل ان نحول هكذا مؤسسات الى متاحف لتذكير
الاعداء بقدرتنا ليس فقط للتغلب على جبروت الطغاة ولكن أيضا على كيفية لجمم العدوانية في ذاتنا. فتعجب بالكلام وكان فيما بعد في سوريا وفي عدة مناسبات يردده باعجابا.
واثناء محاولتنا للبحث لهم عن موقع للمبيت. صادفتنا احدى الظواهر، التي تعد اليوم شيئا غريبا , بينما كان معتادا في ذلك الوقت، فبالرغم من كون الاخ (فاضل ميراني) قد عمل في عقرة في السبعينا لعدة سنوات وكان قد اصبح وجها معروفا لدى الجميع، فحينما اخذتهم للمبيت في احد بيوتات الاقرباء وسألت كبير البيت، والذي كان من المفروض ان يشخصه بكل يسر، بمدى معرفته بهذا الوجه، انكر ذلك، و في قرارة نفسي كنت اتوقع ذلك وفهمت ان هذا الجواب هو نوع من التقيا لحماية النفس تحسبا لعودة السلطة وما قد يؤول اليه الوضع.
في اليوم الثاني وبعد أن جمعنا الاخوة الضيوف المتوزعين في عدة بيوت وسهلنا امر مغادرتهم الى مصيف صلاح الدين. وخلال تجوالي في المدينة وجدت ظاهرة تشتت مسلحي الانتفاضة في بعض المقرات والبيوت وموزعين بشكل غير منظم، لذا جعلت مهمتي اجراء التنسيق بين تلك المقرات المفتوحة من قبل الجماعات المتفرقة ووضعت لهم ال(خطة الامنية) للدفاع عن المنطقة ضد اية محاولة للهجوم المضاد.
وفي نوروز 1991 تم اقامة مهرجان جماهيري كبير وناجح حضرها الاخ فاضل ميراني، قدم خلالها العديد من النشاطات والفعاليات القومية، كان للاخ المناضل حجي تقي الدين والعديد من الموهوبين المخلصين دورا فنيا واعلاميا متميزا في الاعداد وتقديم البرامج.
ولما تمت تهيئة حملة المنتفضين في حوالي 28 من أذار 1991 للتوجه الى مدينة الموصل وتسهيلا للعملية وحرصا على التنفيذ السلمي بقدر افمكان, فقداعددت خطة متكاملة مرفقا بخرائط حول اسلوب دخول المدينة وتشجيع المواطنين للتحرك، والتحقت بالحملة في (دوبردان) واجتمعت بمسؤول المحورالاخ (بابكر الزيباري)، واطلعته باتصالاتي وبمعرفتي بالناس المتحمسين والمتهيئين للانتفاضة في المدينة وبسابق معرفتي بالطرق والمواقع الحساسة فيها ، و طلبت منه ان اكون اول مَن يتحرك أليها. لكنه اشار الى نقطة حساسة، ذاكرا بان أكثر توجسه الاكبر هو منموضوع ظل يشغله كثيرا. فقد كانن للسلطة بداخل عقرة و المنطقة المحيطة. اعوان كثيرون, لذاكان يتوقع واثناء تحركه من (دوبردان) نحو الموصل ، بان يحرك النظام اعوانه ليقطع عليه سبيل العودة الى عقرة ، فاقترح الاهتمام بهذا الوضع وتأمين خطوط المواصلات.
في المهرجان الذي اقيم في نوروز يظهر معي الاخ فاضل ميراني والشيخ شهاب وحجي تقي الدين
ولما كان ذلك يعد مبدءاً عسكريا راسخا اقتنعت بها، و ترتب على ذلك تأمين الطريق والعودة الى عقرة لتقوية المدينة. ولكن بعد مغادرتي المكان وبوصولي الى المدينة سمعنا بتعرض حشود المنتفضين الى هجوم بالسمتيات معززة بالقوات الكردية الموالية للنظام والاتية من الموصل، مما تسبب بفقدان السيطرة على المحتشدين، والاضطرار للانسحاب بشكل عشوائي. ولولا اسناد احد بيشمرگتنا الابطال بسلاح الدوشكا من على التلول المطلة على جسر مندان للمنسحبين لكان قد تسبب بالكثير من الخسائر، ولكنه بمهارته وإقدامه استطاع من تحييد السمتيات وهجوم ازلام النظام الى ان خيم الليل، لهذا وبالرغم من كون الانسحاب كان غير منظما فقد سهل عليهم التملص بسلام . كان ذلك الليل حافلا ومرهقا حيث كنا نراقب عودة هؤلاء رويدا رويدا الى مدينة عقرة خلال الليل واليوم التالي أفرادا وجماعات. لكن ما ارهق كاهلنا أكثر واثر تماما على تحجيم القدرة لاية مقاومة، هو ما الت اليه وضع القرى المتواجدة على الطريق بين دوبردان والى عقرة .
عندما لاحظ أهالي القرى المؤيدة للأنتفاضة انسحاب المنتفضين المسلحين من دوبردان وبذلك الشكل الغير منظم، تغيرت وضعهم المعنوي فبدإوا بتحميل ضرورياتهم الأساسية والتوجه الى عقرة ومنها الى بيخمة على الطريق الترابي الوعر المفتوح حديثا. ولم تقف الحد عند بضعة مئات من العوائل وانما بلغت الالاف. وفي وضع مليء بأكداس العوائل والاطفال كان من الصعب التهيئة لاية مقاومة. وباقتراح من الاخ (الشيخ شهاب السورجي ) لطلب القوات، فقد دخلت مع الاخ (بابكرالزيباري) الى غرفة الاتصال للطلب مباشرة من الرئيس (مسعودالبارزاني) باعانتنا بقوات اضافية، مبينا له حالة انهيار معنويات الجماهير. وبنفس الوقت لاحظنا ليلا نيرانا كثيفا ترمى في الهواء في سهول ناوكر،ابتهاجا ودلالة على عودة قوات النظام واتباعهم. وكان لهذا تاثيرا معنويا سلبيا إضافيا على كل المناصرين للانتفاضة . وبعد ان استرخص الاخ (بابكر) للتوجه الى دينارته وحين قيامي بالاستطلاع داخل المدينة شاهدت تجمع اعداد كبيرة من المسلحين الغير معروفين، وباعداد فاقت اعداد مسلحينا. وفي نفس الوقت وجدنا ان عوائل من عقرة بدأت ترحل وتلتحق بالعوائل الاتية من مناطق بردرش وناوكر وتتجه الى بىيخمة، فكان من الضروري ان نؤمن وضع العوائل المرافقة لنا لنتمكن من المقاومة. وبعد التأكد من كل النقاط والسيطرات حاولنا ان نجد موقعا امينا للعوائل وتوقعنا ان نجد ضالتنا في قرية
( سركندال).
ولكن بعد التحرك والاستفسار تبين ان النظام كان سابقا قد اخلي ودمر جميع تلك القرى والى حد بيخمة. والأغرب وبالرغم من ان الطقس كان جيدا خلال فترة الانتفاضة والى حد اليوم الذي خرجنا بها في 30 أذار1991, فبدأ التغيير بخروج الأعداد الهائلة من الأهالي الى الطرقات.
فتلبدت الغيوم لتنهمر علينا عواصف من مطر وحالوب مشوبا برياح عاتية ، مما اثرت على صلاحية الطريق الترابي لتصبح وعرا وغير صالحة لسير الاليات ، فبدأت السيارات تغوص بالاطيان.
نهاية آذار1991تكدس عشرات الألوف على طريق عقرة بيخمة, وعورة وأوحال وجوع وعطش وبرد وخوف ومستقبل مجهول
لقد كنا نضطر الى الانتظار حسب مواعيد الاسبقيات لاجل تأجير التركتورات او البلدوزرات لانقاذ سياراتنا مقابل ثمن.
وتكررت ذلك بضعة مرات، ولم يكن الاوحال ووعورة الصخور العائق الوحيد ، وانما كان من الضروري ان تاتي التراكتورات لسحب سياراتنا من اسفل الى اعالى التلال لبلوغ الطريق في الجهة المقابلة، لذا تأخرنا والآلاف من العوائل أكثر من ثلاثة أيام بلياليها .
وبسبب تبادل منح الطعام الشحيح اصلا لبعضهم البعض بدأ الطعام القليل ينفذ لدى معظم الناس, وفي حالة عدم وجود قرى عامرة بدوأ يفتقرون الى الطعام والشراب. وكثيرا ما كنا نضطر لشرب مياه السيول الجارية.
وهنا وبتركنا المدينة لابد علي من الشهادة وللتأريخ بأمانة البيشمركة في الحفاظ على الاموال
ومنها ما كان مودعا في (مصرف عقرة)، والذي كان يحوي ودائع تخص الاهالي لذا حافظ عليه البيشمرگة الذين كانواتحت اشراف الآخ فيصل حجي فائق بكل أمانة ، دون اي تلاعب الى حين رجوع النظام الى المدينة.
قوافل المتضورين جوعا من الرافضين لعودة النظام تتحرك اتجاه الحدود
وبعدما استغرقنا في الطريق الوعر لثلاثةا, دون وجود اي معين اضافي وتحت رحمة الأجواء العنيفة والمتغيرة وجدنا ان التمسك بالسيارات ستؤخرنا على أقل تقدير ليلة او ليلتين اضافيتين، لذا اضطررنا الى ترك بعض الشباب مع السيارات وان نتحرك مشيا في الاوحال مع العوائل، لحين الوصول الى بيخمة . حيث كان الاخ (حاجي ميرخان)، الذي كان منذ نهاية الستينات اعلى علاقة تنظيمية معي، فقد تنبأ بخبر وجودنا بالطريق، مما كان قد كلف (زيد عمر اغا) بتهيئة سيارات حمل كبيرة في الطرف الآخر من سد بيخمة لايصالنا الى ( كه له كين).
ولما كان (السروك) يتواجد هناك بشكل منتظم ، فقد اجتمعنا به مرات عديدة، واوضحنا له الموقف في محور عقرة وما الت اليه النتائج.
ولكن الادهى من ذلك هو ما تصادف في الوضع على محور اربيل. فقد كان في نفس التوقيت قد تغيير أيضا، فاطلعنا على اخبار التوجه المليوني لشعبنا من اربيل وكركوك باتجاه ديانا وحدود ايران، وكان ذلك مترافقا مع الفسحة التي حصل عليها النظام نتيجة تنازلاته في خيمة (سفوان) وبذلك توضح لنا بأن الوضع العام للانتفاضة قد اصابه الصعوبة ودب التعقد في الموقف العسكري كليا. وبسبب تداخل العوائل مع المسلحين فقد اصبح صعبا على إعطاء قرار، بالأخص بسبب إنشغالهم بعوائلهم لابعادهاعن منطقة الخطر، لاسيما كان النظام ،عن طرق الرتل الخامس او برش الطحين من السمتيات، يرسل اشارات بإحتمال استخدام الغازات السامة. ولكن لحسن الحظ تفرغ البعض من القوات المحلية لاخذ دورها في التموضع في مرتفعات مصيف صلاح الدين لحماية العوائل الخارجة من اربيل ولمنع تقدم قوات النظام تجاه الحدود ومن بعدها استعد البعض الاخر لدخول معركة ( كورى) .
الفصل الثاني
البحث عن مستقر للإنطلاق منه
تكررت الاجتماعات مع حضرة ( السروك) ليلاً وكان بصحبته فاضل ميراني والدكتور جرجيس حسن، والذي كنا قد عملنا معا كأعضاء لمكتب السركرتارية لطلبة كوردستان في بداية السبعينات من القرن الماضي، واوضح لجناب (السروك) مدى نضالنا المشترك. وهنا لابد الاشارة إلى أن حضرة ( السروك ) كعادته وفي غمرة الاحاديث وجه الي سؤالاً ، عن سبب الانهيار العام وهجرة العوائل بهذا الشكل، فأجبته وتنويها بظاهرة القطيع: بانه اثناء الازمات القوية تغيب الارادة لدى عامة الشعب فلا يتمكن اي منهم على إعطاء اي قرار، او حتى في التفكير في الامر، انما المسؤولية والقرار تكونان محصورتان بالقيادة، حيث بامكانها ايقاف الانحدار والتدهور ومن ثم اعادة تحريك الجهود نحو حالة الصمود والانتصار، فكان الجواب موضع إرتياحه.
في بدايات تاسيس التشكيلات في مقرنا في بيخمة الشهر الخامس 1991. يظهر فيه: الواقفون: المرحوم فقي وجعفر كوسة ومحمد طاهر هركي واحمد واراز وانا ومردان ومحمد برواري والمرحوم جواد وتحسين خليل. الجالسون: خسرو شعبان ومولود أحمد وفؤاد خليل ووجود اخرين من المتطوعين
وفي اليوم التالي توجه حضرته إلى ديانا لإلقاء الخطاب التأريخي، حيث أشار إلى الجماهير بالصمود، معلنا لهم بانه ولأول مرة في التاريخ يصبح للشعب الكوردي ملفُ في الامم المتحدة، فما عليهم الا إنتظار نتائج الاهتمام العالمي بهم، وقد تزامن ذلك بحضور (شفان برور)، حيث بدأ يغني بأناشيد وطنية وحماسية. وقد كان لذلك الدور الكبير في تعزيز المعنويات وفتح الافاق أمام الجماهير المنهارة معنوياً. فاصبحوا أمام خيارين ، البعض يفضل المكوث او العودة إلى سكناهم ، بينما استمر تدفق البعض الاخر من العوائل إلى ايران، بالاخص بسبب فقدان البضاعة والارزاق حتى من محلات التبضع.
ولاننكر فضل من هيأ لنا جناح خاص لعوائلنا، ولكن كان العديد من العوائل تتوجه اليهم من اربيل فتكاثر العدد يوما بعد يوم، ولكون همي كان في العودة لتهيئة المقاومة، فوجدنا من الافضل ان نهيأ موقعا مستقرا للعوائل.
وبعد استشارة المرحوم محمد شريف كوسة، اضطررنا للتحرك ايضا نحو ايران . وبعد ان رتبنا الوقود للسيارات( الذي كان يصعب الحصول عليها) توجهنا نحو الحدود وبعد ليلتين في الطريق المزدحم. وصلنا إلى شنو ثم إلى (نغدة) ليكون مستقرا لنا.
وفي ايران كان لايسهل لأصحاب السيارات من اللاجئين في التحرك الحر، ولكن لأجل الاستمراربالتعرف على أوضاع أهلنا و بالاتصال المستمر بهم، حاولت أن احصل على السماح بحرية الحركة فعرضت خدمتي المجانية في علاج المهاجرين من ابناء جلدتي، فأصبح التحرك في زيارتهم في المدن الاخرى و اللاوردگاهات سهلا.
وهنا رتب امر زيارة المكتب السياسي في ( راژان) وكان معي الاخوة جميل حجي صالح والمرحوم محمد ملو . والتقينا بالاخ المرحوم علي عبدالله وكان في (مكتبي راگه ياندن ) كل من الاخ توفيق سليم وهاشم عقراوي والذي يعمل حاليا في أرشيف جريدة خبات. ابلغت الاخ علي عبدالله بمشروعي في تهيئة القوات لإعادة تحرير منطقة عقرة، طالبا منه الـتأييد والدعم لكي يكون للحزب الدور الرئيسي في هذه المهمة ، فأشار لي بأن يكون ذلك من خلال الاخ (نجيرفان البارزاني) المتواجد في كوردستان.
مع الاخ نجيرفان البارزاني في حوار حول خططنا حول منطقة عقرة
وخلال تلك الفترة قمت بزيارة مهاباد للوقوف حداداً على قبر الشهيد (القاضي محمد). ولآجل الإطلاع عن قرب على أوضاع أهلنا من المهاجرين قمت بزيارة (الاوردگاهات) والقرى التي توزع عليها اللاجئين من اهلنا ومنها( جشم گول) و(خانى) وفيها اتفقنا مع الاخ عبدالله حسن شعبان ( عتكو) وجميل اغا للتهيئة بالعودة والمشاركة في تنظيم التشكيلات. كما وفي احدى الزيارات لقرى المهاجرين وجدنا عائلة جعفر كوسة وفريق كوسة وفقى الهركي، واتفقنا معهم للتهيئة للعودة والانضمام إلى حملة تعبئة الشباب. وهنا لابد من الاشارة إلى ما قدمناه من شكر وتقدير لاحد رجال الدين الكورد ، الذي كان له الفضل في اعانة اهلنا وتهيئة الشؤون الادارية اليومية للعوائل الكوردية المتواجدة لديهم.
في بداية الشهر الخامس وبعد الانفراج الحاصل في انتصار البيشمرگه الابطال في معركة( كورى)، وبدأ المفاوضات، فقد سنحت الفرصة لنا لاعادة العوائل إلى المناطق الامنة، واخترنا العودة إلى (بيخمة) فاسكنا العائلة في حرير لدى المرحوم (ملا غفار) الذي هيا لنا متبرعا بجناح في داره واعاننا بالمسلحين بابنائه واقربائه. ومن بيخمة بدأنا البدايات الأُولى لوضع هيكلية متقدمة لتعبئة القوات. وكان قد سبقنا الاخ (بابكرالزيباري) وبعض الاخوة في التواجد فيه. أخترت المقر في احدى البنايات الكبيرة. وبدأتُ بزيارات مكوكية إلى(ديانا) وإلى (سارداف) للالتقاء بالقيادة. وطرحت على الاخ (نجيرفان البارزاني) بإسنادنا بـ ( 1500 ) قطعة سلاح مع بعض الاسلحة الساندة والمتوسطة. و بعد طروحات عديدة وافق على الطلب ولكن ب 1050 قطعة وبثلاث وجبات ، كل وجبة تتكون من (350 ) قطعة وبعض الاسلحة المتوسطة. وكان قد صادف تواجد المناضل مسعود البارزاني في بغداد لاجل ادامة المفاوضات. وحين عودته كان قد توصل إلى بعض الاستنتاجات حول الوضع في منطقة عقرة ، مما حال دون إستلام تلك الكمية من الاسلحة وتم الاكتفاء ب( 200) قطعة وبعض الاسلحة المتوسطة، حيث اخذت معي الاخوة (هوستا شاكر وبدرخان) لاجل اختيار الاحسن. واتينا بها في نهايات الشهر السادس من عام (1991) إلى بيخمة لتوزيعها على البتاليونات المتشكلة .
بناء الهيكل الاساس لقوات التحرير
ابطالنا حراس بوابة بيخمة و فيهم شعاع الحماسة والاقدام وهنا بين الشهيدين شمال وبهزاد وكذلك رفعت وازاد
وكانت القوات تتكون من مقر الهيىز الذي كان فيها ضباط جديرون ومتحمسون ومنهم نزار سليمان وصباح يونس وزيدان الهركي ومجموعة من الكوادر الكفوئين والمخلصين ومنهم كمال فارس واخوته عماد ورضوان ورقيب ومحمد سفره ي وعبد القهار وأخيه فرزند ورقيب فارس وجميل ابراهيم والشهيد بهزاد ورفعت كوسه وجواد حجي صالح والمرحوم فؤاد خليل وتحسين خليل وازاد الهام وسفين خليل وئازار و صائب واحمد عبدالله واولاد المرحوم ملا غفارـــ الذي قدم كل أولاده للكوردايه تي بالإضافة إلى توفير السكن ــــ ومولود احمد وهوشيارحسن وأزاد زىوكه ي ومحمد امين مزوري ونزار مزوري وحسن سورجي والمرحوم فائز عطالله وجمال ابراهيم وميرخان ووليد شاكرومقداد اسماعيل وشاخوان شاكر طاهر، ورمضان رقو وتوفيق احمد ، وكان من بينهم ممَن يتواجد هناك بشكل دوري ، وهنا أعتذر عن تثبيت أسماء مَن لم أتذكرهم والذي أعتز بالتاريخ المشرف للجميع فردا فردا. بالاضافة إلى ذلك كان يتواجد معنا مقر بتاليون المرحوم ئومر هركي، ومنهم المرحوم خليل ومحمد طاهر ومجموعة اخرى من الشباب المتحمسين، وفيما بعد حولناها إلى(قوة هيىز) وكذلك بتاليون الشهيد شمال (قوة طوفان) والذين كانوا أصلاً يملكون اسلحتهم ولم يحتاجوا الا بتزويدهم باحدى الدوشكات، وبتاليون المرحوم جميل اغا وعبدالله حسن شعبان وبتاليون جعفر كوسة وقاسم محمد قاسم وبتاليون جواد حاجي صالح وبتاليون المرحوم بردو وفقي الهركي وبتاليون المرحوم محمد سليم هركي، وبتاليون المرحوم محمد شوكت واسماعيل الخىل، بالاضافة إلى:بتاليون هوستا شاكر وبدرخان ، وبعد ذلك تشكلت بتاليون الاخ عبدالوهاب محمد جلبي وطيب طه طيب . كما وكان هناك التنسيق مع الاخوان في الداخل ومنهم حجي تقي الدين، الذي تنشط اعلاميا في التعبئة الجماهيرية ومسك ملف الشباب، وازور ومنير والمصور سمير الذي كان يغطي التوثيق بشجاعة وحرفية عالية، بالاضافة إلى مجموعة واعية مرتبطة بنا يعملون في الداخل على جمع المعلومات ومنهم سيروان وصلاح وكادار ميرخان واحمد وشاكرسليمان واخرين والمرحوم مام غريب.
وكانت القوة وحسب القوائم المثبته تفوق الـ ( 1500 ) شخصا ولكن لعدم كفاية الاسلحة المجهزة وجهنا ان يستخدم الباقين اسلحتهم الشخصية وان يكونوا جاهزين فقط حين الطلب. وكانت القوة التابعة للمرحوم (ملا نافخوش) في بيخمة متهيئة دوما لنكون متتداخلين ومتضامنين، بالاضافة إلى العديد من اهل المنطقة ، بالاخص من (حرير) و(سرىشمة)، ومنهم جميع اولاد واقرباء المرحوم ملا غفار، الذين تطوعوا معنا باسلحتهم ولحين عودتنا إلى داخل عقرة .
النشاطات :
بعد التوكل على الله بدأنا العمل بمايلي :
1 . تم توزيع الاسلحة على المنتسبين المكلفين بالواجبات وبدأ القيام بالتدريب وإجراء الدوريات في المنطقة .
2 . باعتبار مقرنا كان البوابة الامينة لجميع المنطقة الحيوية في محور اربيل ـــ حاج عمران وبضمنها موقع القيادة فكان يعتبر ذات أهمية كبيرة جدا لتأمين الحركة وتداول السوق والنشاطات في المنطقة. وبالفعل حاول النظام في احدى المرات إلى الامتداد تجاه بيخمة بحجة المناورة العسكرية، فارسلنا لهم دورية لتبليغهم بالتحذير فاضطروا إلى الرجوع إلى مواقعهم .
3 . بالتعاون مع القوة التابعة للمناضل المرحوم ( ملا نافخوش ) كنا نوفر الحماية للطريق
الصورة الاولي.لجلسة داخل المقر حين زيارة الاخوان الاخوين كمال والثاني حول تجمع امام المقر في بيخمة اثناء زيارة احد الصحفين الامريكين، حزيران .1991
البري ونقطة العبور بين سوران وبادينان . وكانت سيطرتنا على طريق العبور تعتبر كصمام أمان للمنطقة المحررة .
4 . اصبح مقرنا ملاذا وموقعا هاما لتجمع المناضلين الاتين سرا من عقرة والمناطق المحيطة بها لتوكيلهم بالواجبات، بل وكنا نرسل المفارز بشكل سري، واحيانا شبه علني إلى داخل مدينة
عقرة ، كما وكان لنا ايضا الاتصال بالموصل. واذكر ان الاخ عادل عقراوي كان يأتي سرا بالادوية والضمادات لنا من الموصل. كما وفي احدى المرات زارنا وفد عسكري من المعارضين للنظام وابدوا استعدادهم للتعاون معنا حين التقدم إلى الموصل .
5. لقد قمنا بإستغلال تواجدنا هنا لايصال الرسائل إلى معظم مختاري العشيرة الهركية، الذين كانوا لازالوا مع النظام، لاستمالتهم إلى طرفنا او على الأقل لوضعهم في موقف محايد. بل وارسلت رسالة شخصية إلى(جوهر اغا الهركي)، بينت له بان الشعب الكوردي هو اليوم بحاجة إلى جميع ابنائه، وانه واحد منهم، وعليه التذكر بمقتل والده (المرحوم محي اغا) بيد السلطة، وبان الفرصة سانحة لاثبات تلاحمه مع شعبه وأقلا اظهار معارضته للسلطة حول تلك الاعتداء الصارخ على حياة المرحوم. وقد كلفت احد بشمركتنا الابطال ( اسماعيل) لايصال الرسالة إلى أخيه (ابراهيم ) لإيصال الرسالة إلى جوهر أغا.
6. لكوننا ، ومنذ مغادرتنا مدينة الموصل، كنا قد تركنا بعض الاسلحة لدى احد الاوفياء المرحوم (ابو دحام) ، وهو من اهالي الموصل كان امين و متعاطف مع قضيتنا، فتعهد الاخ (اسماعيل خىل) بالمخاطرة والتوجه اليها من خلال الطرق الخارجية وجلبها،