نحو اتفاق استراتيجي
في كل مرة تتقدم فيه القوى الوطنية الرئيسة في كوردستان خطوة نحو الامام، نحو التقارب والتحالف وإعادة ترتيب البيت الكوردي بما يضمن مصالحه الحيوية، تنبري الأقلام المعادية لخلق التبريرات والمزاعم الكاذبة لإفشال هذه الخطوة ويتبارى الاعلام المشبوه والمشوه حول الاسبقية في الطعن بها ومحاولة اسقاطها بأي ثمن.
التقارب الحالي بين الحزب الديموقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني والامل بالوصول الى اتفاق استراتيجي واقعي جديد لمعالجة الازمة السياسية والاقتصادية والتصدي الفعال للفساد المستشري وتوحيد الموقف تجاه الأطراف الخارجية بما فيها الحكومة الاتحادية في بغداد لم يسلم كالعادة من هذه الأقلام المأجورة والاعلام المشبوه رغم ان الاتفاق لايزال مشروعا قيد الدرس والحوار المكثف حول البرنامج القادم للطرفين.
الدعاية والاعلام المشبوه يحاول ان يوهم الاخرين:
ـ ان هذا الاتفاق ما هو الا دليل على ضعف الطرفين وتراجع شعبيتهما، رغم انهما معا يشكلان اغلبية برلمانية مريحة ويمثلان أكبر قوتين رئيستين في المجتمع.
ـ ان السبب الحقيقي كامن وراء رغبة الديموقراطي الكوردستاني بتمديد فترة رئاسة البارزاني مقابل مكاسب للاتحاد الوطني مع ان البارزاني قدم مبادرته التاريخية المعروفة قبل أكثر من شهرين
قائمة الاتهامات والتشكيك طويلة وليس اخرها هو: اتهام الطرفين بالعودة الى قاعدة الفيفتي ـ فيفتي وتقاسم الغنائم مع ان الإقليم يمر بضائقة مالية واحد اهم الأسباب التي دعت الطرفين للتقارب يكمن في معالجة الوضع الاقتصادي المتأزم بسبب الحصار الاقتصادي وتراجع أسعار الطاقة ووجود مليوني لاجئ ناهيك عن مصاريف الحرب ومواجهة الإرهاب العالمي والتي بمجموعها اثرت سلبا على حياة المواطنين اليومية وتسببت في توقف الكثير من المشاريع الحيوية.
أعداء شعب كوردستان لا يفوتون أي فرصة لخلق العراقيل والصعوبات امام أي خطوة تؤدي الى تقوية الموقف الوطني الكوردي ووحدته لما في هذه الوحدة من اثار إيجابية لضمان حقوق شعب كوردستان وانجاح مشروعه الديموقراطي.
ان عودة الحزبين الى الاتفاق الاستراتيجي، رغم بعض السلبيات والنواقص التي رافقت المرحلة السابقة، وإعادة صياغة هذا الاتفاق بما يتفق والمستجدات على الساحة السياسية الداخلية والخارجية ومصالح شعب كوردستان الحيوية، وإعادة تفعيل البرلمان وتشكيل حكومة قوية منسجمة وضمان استقلالية العدالة والقضاء سيشكل الأساس الصلد للإجماع الوطني ولوحدة البيت الكوردي وقدرته على مواجهة استحقاقات المرحلة والتهديدات الجدية التي تتعرض لها حركة التحرر الوطني الكوردستاني، وهو الرد الحاسم لكل الذين يحاولون دون هوادة الوقوف بوجه التطلعات المشروعة لشعب كوردستان.