المعارضون الكورد... لحقوق الكورد
الأوضاع السياسية الحالية في كوردستان لها ملامح وصفات لاتحتاج الى عقول راجحة لرؤيتها وتشخيصها، كونها تعكس ما تتمتع بها بعض النخب السياسية من الثقة الكبيرة بالنفس وبالآخرين وإعتمادها الثابت على نتائج ومعطيات الأحداث وقراءة المستجدات، كما تعكس ما يعانيه البعض الآخر من عدم الثقة بالنفس وبالآخرين وعقد التاريخ والسلطة والخوف والتوجس والتناقض الصارخ والمفارقات العجيبة.
في الساحة السياسية أحاديث متناقضة تدور حول مصير الكورد في مرحلة ما بعد داعش، ولكي لانبتعد عن التعميم، هناك أناس أخيار سيماهم في وجوههم وفكرهم وتضحياتهم وطروحاتهم وبياناتهم المعتدلة، يريدون أن ننهض وننفض غبار الزمن القاسي، ونعلن عن رغبتنا في تقرير مصيرنا وإنشاء دولة كوردستانية مستقلة عبر الحوار مع بغداد وغيرها. وهناك أناس مزاجيون قادمون من عتمة الأحلام المجانية، يعارضون الفكرة من الأساس ولكنهم لايعلنون عنها، يعملون وفق مفهموم التغابي من أجل نشر الفوضى والفساد، لذلك يخلطون الأوراق ويروجون لإدعاءات وفرضيات غير طبيعية لتشتيت الأذهان، ويتعذرون بعدم الأهلية، وعدم ملائمة الظروف الاقليمية والدولية، وعدم إستكمال البنية التحتية، ووجود التوترات والخلافات في الساحة السياسية الكوردستانية والاقليمية والدولية، وعدم وجود وثيقة أو بيان صادر من قبل الدول الكبرى تؤيد إعلان إستقلالنا، ويتناسون ان المكسب مهما كان حجمه لايتحصل بدون تضحيات، وأن الذين ساندوا تيمور الشرقية وجنوب السودان، بالأمس، وجعلوهما دولتين مستقلتين، رغم أنهما لم تكونا مؤهلتين أكثر من كوردستان، سياسياً وإقتصاديا وثقافياً وإداريا، سيساندوننا، غداً، في حال إصرارنا على حقنا المشروع في تقرير مصيرنا.
الظروف الذاتية والموضوعية القادمة تكون فيها إيجابيات يمكن إستغلالها لصالحنا، لو إبتعدنا عن الغباء وتصالحنا مع أنفسنا ولجأنا الى إنتهاج الجرأة والشجاعة والصراحة تجاه جميع القضايا. أما المشكلات والأزمات والخلافات السياسية الداخلية فجميعها وقتية وستزول في القريب العاجل، لأن أبواب حلها عبر النقاش والحوار والتفاهم غير موصدة، ولأن الخيّرين أكثر بكثير من السيئين وضعاف النفوس.
الذين حاولوا خلال السنوات الماضية تبديد خوفنا من ذكر تقرير المصير وإشغالنا بهذا المشروع (المشروع)، وأكدوا مرارا على هذا الحق الطبيعي، كثيرون، يبدأ بكُتّاب وصحفيين وشعراء ومثقفين وسياسيين كورد، وعرب وأجانب شرفاء ومحترفون، وينتهي بوزراء ونواب ورؤساء أحزاب وحكومات ودول، يريدون لنا ما يريدون لأنفسهم وأقوامهم، أو في الأقل جزءاً منها، لأنهم على يقين بأن مشاريعنا مشروعة، وإننا أناس مسالمون لنا رؤية ثاقبة لاستراتيجيات المنطقة ومنعكساتها، ومصالحنا وطموحاتنا لا تتناقض ولا تتعارض مع مشاريع ومصالح الأقوام والشعوب والدول الموجودة في المنطقة.
ولكي لايكون الكلام عن (تقرير المصير) مجتراً ومملاً وذو مردود سلبي، ولكي لانسمح للرافضين له، أن يدافعوا عن اللاحق واللاعدالة ويبعثوا ويسفهوا الأفكار الجدية، وينتقدوا الداعين له وليوحوا بأن تقرير المصير أمر مستحيل، ولكي لا نقف عند اتهامات عائمة فقط، خوفاً من لومة لائم أو السقوط في مطبات الطعن والتشهير، لابد من تسمية الكورد الخونة الذين يعارضون حقنا في تقرير مصيرنا بأسمائهم الحقيقية والصحيحة وعرض ملفاتهم ووضعهم في دائرة الاتهام تمهيداً لنبذهم وعزلهم ورجمهم، لأن جميع التشريعات الأرضية والسماوية لا تمنح الحق لأي شخص مهما يكن أن يخوّن تطلعات شعبه، ويتعاون مع الذين يعادونه.