القارون قبل وبعد داعش... من لا شئ إلى لا شئ
لا أعرف من أطلق لقب القارون على مختار العصر نوري كامل المالكي، لكني أشد على يده وأبارك له براءة الإختراع، لأن المالكي حقاً يشبه القارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام، الذي كان ظالماً لقومه وبلغ درجة كبيرة في الثراء ويمتلك مخازن من الذهب، أمواله غرّته فتكبر وتجبر وبغى، والناس في زمانه كانوا في ذهول من أمواله، وكان يعتقد أن أمواله لا تنتهي، وأنكر فضل الله سبحانه وتعالى عليه، فانشقت الأرض وابتلعت أمواله وبيته وخزائنه.
أما مختار العصر(صاحب عبارتي ما ننطيها، وأنا ولي الدم)، القائد الضرورة، بائع العراق للإرهاب، والجامع للأموال من قوت الشعب، الطامع في المنصب والكرسي الأول في العراق، الغائب عن المصالح العامة، فقد غدر واحتال على أصدقائه في حزبه، وعلى حزبه في مذهبه ووطنه، وعلى أبناء مذهبه وسمعتهم وتضحياتهم في أمتهم، وأوهم الكثيرين بشعاراته الزائفة مستخدماً ماكينته الإعلامية العلنية، (وجيش الكتروني قوامه خمسة آلاف مرتزق) بأنه منقذهم وقائدهم الأوحد.
القارون، قبل الدواعش، أربكت التحولات السريعة في حياته، مخه وعقله، فأصيب بجنون العظمة. إستصغر الانسان العراقي واستحقر العقلية الوطنية وأسس منظومة متكاملة ومتنوعة للفساد والإفساد، وتتالت هزائمه السوداء حتى سلم ثلث أراضي ومدن البلاد للدواعش، بحيث لا يتجرأ أحد أن يكتب له في التاريخ نجاحاً أو إنجازاً ولو بكلمة واحدة على كل الأصعدة السياسية والعسكرية والأمنية والتنموية والإجتماعية.
اليوم من يسمع خطاباته وتصريحاته وصوته المبحوح والمأزوم، والذي يعتاش على التناقضات وهو يتحفز بكل قواه غير الشرعية، لكي يسيطر مرة أخرى على رقاب العراقيين ويحكم كما يريد، ويطالب بالعفة والإصلاح وإسترداد الأموال المنهوبة والمهربة الى الخارج والقضاء على الفساد والمفسدين من أجل تبييض وجهه غير الأبيض، يشعر بالتقزز ويرى أنه (المالكي) مريض مصاب باللوثة الداكنة القاتمة، يدق في نعشه مسامير أفعاله المشينة، ويتأكد إنه ( المالكي) فارغ أجوف جاء من لا شئ وانتهى إلى لا شئ.
بعد دحر داعش، سيحاكم لتسليمه الموصل وتكريت وأجزاء من ديالى وكركوك والأنبار للدواعش من أجل الحصول على الولاية الثالثة، وسيحاكم لأنه تسبب في إزهاق الآلاف من الأرواح البريئة، وأهدر مئات المليارات من الدولارات من أموال العراقيين، هرّب المئات من المجرمين القتلة من السجون العراقية، وتجاوز على القوانين والدستور في كافة المجالات وتسبب في تفشي النعرات الطائفية والقومية المقيتة.
بعد داعش سيكون مصيره مصير قارون.