• Monday, 23 December 2024
logo

عندما يبكي الجلاد

 	 عندما يبكي الجلاد
جلال شيخ علي
أفرزت احداث فيما بعد 2003 عن ظهور طبقة سياسية تعد من اغرب ما عرفه تأريخ العراق المعاصر وحتى القديم ايضا.
لقد افرزت التجارب السياسية عن ظهور طبقة سياسية فيها اغرب الشخصيات عرفاً وسلوكاً ممن ينتهجون أغرب الأعراف والقوانين والسلوك الاجتماعي؛ إن لم يكن من أبشعها.
ذلك عندما تقّلد الضحية جلادها ذاته، بل وتتفوق عليه بالممارسات البشعة من قطع قوت المواطنين وتعذيب وقتل وتدمير ومضاعفة الأحقاد وزرع الفتن بين المكونات حتى تصل بنا الحال إلى الشفقة على الجلاد القديم جرّاء أعمال الضحية التي كانت قبل وقت قليل تستحق التضامن والوقوف إلى جنبها.
هذه الظاهرة السياسية تنطبق على أفراد بعينهم وبعد ذلك على مجموعات بشرية محددة سواء كانوا اعضاء في احزاب ام في مجاميع مسلحة ام شخصيات تبواؤا مناصب سياسية عليا.
هناك من هذه الفئة من يتباكى اليوم على احداث كانوا هم السبب الرئيسي في وقوعها، لكننا نراهم الآن يبكون على احداث جانبية ناجمة عن تصرفات شخصية ولاتعبر عن موقف رسمي لاي جهة أخرى....
ورغم علم هؤلاء بذلك الا اننا نجدهم يثيرون الامر لا لشيء سوى لحفظ ماء وجههم المسود اصلا جراء اتباعهم لسياسة الاقصاء والتهميش لهذا المكون او ذاك...
ان ما نراه اليوم من تباكي بعض المسؤولين على ماحدث او قيل انها حدثت من اعمال طرد لنازحين في مدينة كركوك... نجد انهم نسوا أو تناسوا ما قاموا به في وقت سابق عندما منعوا اهل الانبار من عبور جسر (البزيبز).. !!!
هؤلاء لاهمَّ لهم سوى محاربة النجاح الذي حققه تعاضد البيشمركة والجيش العراقي في حربهم ضد الارهاب وهمهم الثاني هو اثارة المزيد من الفتن والتناحر، لذا نراهم يختلقون الاحداث ويتوهمون ان العراقيين سيصدقون ادعاءاتهم او ينسون فشلهم في المحافظة على امن واستقرار العراق...
امثال هؤلاء السياسيين يعانون امراضا نفسية جمة اقلها حدة هو جنون العظمة وتقليد الجلاد الاصلي وهذا ما اسماه العالم الروسي (بافلوف) بالانعكاس الشرطي وتتلخص هذه النظرية بالتدريب المتواصل للفعل وردة الفعل ضمن نطاق معين، مثال ذلك عندما يدق الجرس يسيل لعاب (الكلب) الجائع حتى لو لم يشم رائحة اللحم او الطعام، ذلك عندما أقترن رنين الجرس بالطعام.
هذا هو الإنعكاس الشرطي وهو ينطبق على بعض السياسيين بذات الدرجة عندما تتوفر الأحداث التي يجدونها ملائمة نجدهم ينخرطون بأعمال شيطانية ولكنها تتصف بالخير في ظاهرها لا لشيء سوى أعادة مجدهم الزائف على حساب المجتمع الذي لم يعد بحاجة الى دفاعهم الكاذب ودموعهم المسمومة، لان هناك قوانين تنظم الامور وتحدد المخطيء وما عاد العراقيون يصدقون بدموع الجلادين مهما اجادو الكذب .
Top