مرة اخرى.. ضرورة تسليح الپێشمهرگة
خلال اقل من عشرة ايام حررت قوات الپێشمهرگة الباسلة مناطق واسعة من دنس العصابات الارهابية في محوري شمال الموصل وشمال شرقها ووصلت الى الحدود الاخيرة المرسومة لتقدمها البطولي في هذه المرحلة من الحرب بأقل الاضرار والخسائر في الارواح والبنى التحتية للمناطق المحررة، ولم يسجل عليها اي خرق او تجاوز للقوانين والاعراف الدولية المتفق عليها في التعامل مع القوات المهزومة والمنهارة للدولة الاسلامية المزعومة مما يؤكد مدى مهنية هذه القوات والتزامها الصارم بقواعد القتال وبتعليمات قياداتها الميدانية رغم الجرائم البشعة التي اقترفتها العصابات الارهابية بحق الپێشمهرگة وابناء المنطقة.
الانتصارات التي حققتها قوات الپێشمهرگة الباسلة رغم محدودية امكانياتها التسليحية وهزالة التغطية الجوية اللازمة لتقدمها في ساحة المعركة احيانا، لم تسقط فقط الاسطورة الكاذبة لقوة التنظيم الارهابي الذي لا يقهر والذي سيطر في غفلة من الزمن و بتواطؤ معروف على مناطق شاسعة من العراق، وانما اجبره على اتباع اساليب لا يمكن وصفها إلاّ بالغباء والحماقة كما حدث في محاولاتهم الفاشلة في كركوك والرطبة وشنكال واسكي موصل لتشتيت انتباه قوات الپێشمهرگة والجيش العراقي وبقية القوات الامنية المشاركة في تنظيف البلد من دنس هذه العصابات الاجرامية وعملياتها البائسة الذي يريد التنظيم منها رفع معنويات مقاتليه المنهارة، وهو لم يخسر العديد من قتلته ومجرميه وانما اضطر ايضا للكشف عن خلاياه النائمة هنا وهناك وزجهم كآخر سلاح يملكه في معركته الخاسرة مسبقا، اذ طاردتهم القوات الامنية والاهم طاردهم المواطنون في كل مكان، المواطنون الذين بدوا كالبنيان المرصوص ضد هذه العمليات كما حدث في كركوك البطلة وشاهدها الملايين.
سير المعارك والاحداث والواقع في جبهات القتال والانتصارات التي حققتها قوات الپێشمهرگة يفرض مرة اخرى ضرورة تسليحها باحدث الاسلحة المؤثرة وتوفير الغطاء الجوي اللازم ومواصلة تدريبها لمواجهة كل انواع الحرب المكشوفة وحرب المدن، فهذه القوات الملتزمة بقواعد المواجهة وبأعلى درجات الانضباط والاستعداد والتضحية وبالقيم الاخلاقية العالية في التعامل مع العدو رغم همجيته، جديرة بكل الاحترام والتقدير وبأن يقوم التحالف الدولي وكل الجهات التي يهمها القضاء على الارهاب وعصاباته المنفلتة على تقديم كل الدعم والاسناد الممكن والسلاح اللازم لها لتحقيق الانتصار النهائي وانقاذ العالم من شرورالارهاب وتداعياته، فالحقيقة المؤسفة هي ان الدعم الحالي لم يرتقِ ابدا الى مستوى متطلبات هذه الحرب وضراوتها وربما ستكون سببا في اطالة امد الحرب وكثرة الضحايا .... فهل من يسمع؟
[email protected]*